سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عشرات القتلى والجرحى بتفجيرين انتحاريين واشتباكات واعتقال "المستشار العسكري" للزرقاوي . "خطف" مئات من العرب والتركمان في كركوك ومشروع لجدولة الانسحاب في الكونغرس اليوم
تكثفت أمس التفجيرات الانتحارية والهجمات على الشرطة في العراق، بينما شهدت كركوك وتلعفر القريبة من الموصل اشتباكات أوقعت قتلى وجرحى. وهزّ تفجيران انتحاريان بغداد وشمالها، وأوقعا أكثر من 36 قتيلاً وعشرات الجرحى، في وقت كشف تقرير صحافي في واشنطن أن مئات من العرب والتركمان خُطفوا من شوارع مدينة كركوك أو خلال عمليات دهم أميركية - عراقية، ونُقلوا سراً الى سجون يُديرها أكراد في شمال العراق. راجع ص4 و5 تزامن ذلك مع تصعيد الكونغرس ضغوطه على البيت الأبيض لتقديم جدول زمني لسحب القوات الأميركية من العراق العام المقبل. وأكد مكتب النائب الجمهوري ولتر جونز انه سيطرح على مجلس النواب اليوم مشروع قرار يدعو البيت الأبيض الى تقديم"خطة للانسحاب هذه السنة"والبدء بسحب جنود أميركيين ب"أعداد ملموسة"عام 2006. ونقلت صحيفة"واشنطن بوست"عن وثائق حكومية وأسر ضحايا أن مئات من العرب والتركمان في كركوك خطفتهم الشرطة ووحدات أمن تابعة لأحزاب كردية، وأحياناً بعلم القوات الأميركية. وتابعت أنها حصلت على برقية سرية أرسلتها الخارجية الأميركية في الخامس من الشهر الجاري الى البيت الأبيض والبنتاغون والسفارة الأميركية في بغداد، تُبدي فيها شكوكاً حول عمليات اعتقال ونقل غير قانونية. وزادت أن البرقية اعتبرت أن الاعتقالات جاءت في اطار"مبادرة منسقة وواسعة"للأحزاب الكردية"لممارسة السلطة في كركوك بطريقة مستفزة بدرجة متزايدة"، ما أدى الى"تفاقم التوتر وبدرجة كبيرة بين الجماعات العرقية"وتُعرّض صدقية الولاياتالمتحدة للخطر. الى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع العراقية اعتقال مساعد لأبي مصعب الزرقاوي ونجله في منطقة الخالدية غرب بغداد. وأوضح مصدر في الوزارة أن"عبد داود سليمان اللواء السابق في الجيش العراقي المنحل والمستشار العسكري للزرقاوي والمسؤول عن تنظيمات"جيش محمد"اعتُقل مع ولده الذي كان نقيباً في الجيش المنحل في منزلهما". وعثرت القوات الأميركية مصادفة على الرهينة الاسترالي دوغلاس وود خلال تفتيش روتيني في غرب بغداد. في واشنطن، دعا العضو الديموقراطي في مجلس الشيوخ راس فينغولد إدارة الرئيس جورج بوش الى اقتراح جدول زمني لسحب القوات الأميركية من العراق، لكن دعوته التي رفضها البيت الأبيض، تعرضت لانتقادات من أعضاء ديموقراطيين في الكونغرس. وقال فينغولد أن"الجدول الزمني لنقل السلطة الى العراقيين ولاجراء انتخابات كان خطوة ايجابية، وهذا ما يجب أن ينطبق أيضاً على انسحاب القوات من العراق". مشروعان وشدد الكونغرس ضغوطه على البيت الأبيض أمس، وسط استعدادات لطرح مشروعي قرار، أحدهما تبناه النائب الجمهوري ولتر جونز، ويدعو الرئيس جورج بوش الى تقديم جدول زمني قبل نهاية السنة لسحب القوات الأميركية من العراق، وبدء الانسحاب عام 2006، والثاني طرحته زعيمة المعارضة الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بلورزي، ويشترط تعديلاً لموازنة ال428 بليون دولارالعسكرية، بتقديم خطة مفصلة لتدريب الجيش العراقي خلال شهر. وأكد مكتب جونز ل"الحياة"أن المشروع الذي يعدّ الأول من نوعه لنائب جمهوري مؤيد للحرب على العراق، يدعو البيت الأبيض الى تقديم"خطة للانسحاب هذه السنة"، على أن يبدأ سحب الجنود الأميركيين ب"أعداد ملموسة"العام المقبل. وتبنى نص القرار نائبان من الحزب الديموقراطي عن ولايتي كاليفورنيا وهاواي، وسيعرض على مجلس النواب اليوم للتصويت. وأشار جونز، أحد أبرز مؤيدي الحرب ومبتدعي شعار"بطاطا الحرية"رداً على"البطاطا الفرنسية"ورفض باريس تأييد غزو العراق، الى أن الحجة الأساسية التي مهدت للحرب"ثبت خطأها"بعد انتفاء وجود أسلحة دمار شامل في ذلك البلد. أما التعديل الذي طرحته بلورزي في الموازنة العسكرية التي أقرها الكونغرس بداية السنة، فيطالب بادخال فقرة تدعو بوش الى تقديم"استراتيجية للنجاح في العراق"، خلال فترة 30 يوماً تلي إقرار التعديل. وتعتبر هذه الخطوة تمهيدية للتخطيط للانسحاب من العراق، واعطاء صورة دقيقة عن قدرة الجيش العراقي على الامساك بالوضع الأمني. وتأتي ضغوط الكونغرس وسط مطالبات متزايدة من الرأي العام الأميركي بالانسحاب من العراق، بلغت، بحسب استطلاع"غالوب"، نسبة 59 في المئة. كما تعكس انقساماً في الحزب الجمهوري بين خطين، معتدل ومتشدد، في ظل حسابات داخلية تتعلق بالتحضير لانتخابات مجلس النواب الأميركي عام 2006.