سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انتخابات "هادئة" تجدد البيعة لحزب "المؤسس" علييف بعد زج أبرز خصومه في السجن . أذربيجان : سيناريو "الثورة الملونة" مستبعد في انتظار عائدات النفط مع مطلع السنة المقبلة
ادلى ملايين الاذريين بأصواتهم امس، في انتخابات برلمانية بدت نتائجها شبه مؤكدة بعدما اشارت الاستطلاعات الى اكتساح حزب"اذربيجان الجديدة"الحاكم مقاعد الهيئة الاشتراعية الجديدة. وسيطرت اجواء التوتر على البلاد خلال العملية الاقتراعية، لكن المراقبين استبعدوا احتمال تكرار سيناريو"الثورات الملونة"التي شهدها عدد من الجمهوريات السوفياتية السابقة خلال العام الماضي. راجع ص7 وبدا انصار الرئيس الاذربيجاني الهام علييف واثقين من فوزهم، على رغم تهديدات اطلقتها المعارضة بإنزال آلاف الاذريين الى الشوارع بعدما شككت بنزاهة الحملة الانتخابية، واشارت الى وقوع انتهاكات فادحة خلال الاقتراع. وعزز الاقبال الضعيف نسبياً على صناديق الاقتراع من المخاوف، اذ لم تزد نسبة التصويت قبل اربع ساعات على اغلاق الصناديق عن 30 في المئة من مجموع الناخبين. وعلى رغم ذلك استبعد سياسيون اذريون احتمال تدهور الموقف في شكل قد يسفر عن تحركات شعبية واسعة النطاق يمكن ان تزعزع اركان السلطة الحالية. وكان محللون اذريون رجحوا تطوراً من هذا النوع، وركزوا قبل اسابيع من الانتخابات على تصاعد حال التذمر وزيادة نشاط المعارضة في شكل ملحوظ خلال الفترة الاخيرة. واعتبر محللون ان علييف تمكن من استباق خطط المعارضة، ووجه ضربة ساحقة الى خصومه عندما اعلنت الاجهزة الامنية قبل اسبوعين احباط محاولة انقلاب، واعتقلت عدداً من كبار السياسيين ورجال المال. وذكرت السلطات الاذرية في حينها ان المعتقلين خططوا لتصعيد الموقف والاستيلاء على السلطة مع اعلان نتائج الانتخابات. من جهة أخرى، لفت محللون الى ان ملف النزاع على مرتفعات قره باغ مع ارمينيا المجاورة، شكل عنصراً ضاغطاً تمكنت السلطات من استثماره بحسب وصف معارض اذري. وعلى رغم ان المعارضة نشطت في"حملة تعبئة شاملة"ضد النظام الحاكم، لكن تركيز وسائل الإعلام الحكومية على موضوع قره باغ ومصير اللاجئين الاذريين الذين هجروا منها خلال فترة الحرب، طغى على ملفات اخرى ابرزتها المعارضة مثل الفساد الحكومي وخنق الحريات. واللافت ان التطورات الاقليمية المحيطة اسهمت بدورها في تعزيز هذا التوجه، اذ غدا اعلان موسكو نقل قواعدها العسكرية من جورجيا الى ارمينيا، عاملاً مساعداً لابراز"الخطر المحدق"على رغم حرص الروس تأكيد ان قواعدهم لن تستخدم من جانب الارمن لتسوية نزاعاتهم مع جيرانهم. كذلك اسهمت"المرونة"التي تعامل بها الغرب عموماً والولاياتالمتحدة خصوصاً مع التدابير القوية التي اتخذها النظام الاذري ضد خصومه اخيراً، في تشجيع الرئيس علييف على تعزيز سلطاته. ويربط المراقبون الموقف الاميركي مع قرب انطلاق تدشين المرحلة الثانية من مشروع انابيب نفط"باكو - جيهان"التي سترفع مع بداية العام المقبل وتيرة الصادرات النفطية، وتحول اذربيجان الى واحدة من خطوط الامدادات الاساسية الى اوروبا. الامر الذي يفسر حرص الدول الغربية على ضمان الاستقرار في اذربيجان وعدم السماح بزعزعة الاوضاع في هذا البلد. ويشير معارضون اذريون الى ان حرص علييف على تعزيز العلاقات القوية اصلاً منذ عهد والده الرئيس الراحل حيدر علييف مع الولاياتالمتحدة، شكلت واحدة من عناصر الاستقرار الداخلي. ويذكر ان واشنطن لا تملك قواعد عسكرية في اذربيجان لكنها تسيطر على 70 في المئة من وارداتها النفطية. وتشكل اذربيجان التي تحتل موقعاً بالغ الاهمية نقطة ارتكاز استراتيجية بالنسبة الى واشنطن في منطقة جنوب القوقاز. فهي محاذية لايران وتركيا وتحدّها شمالاً روسياوارمينياوجورجيا. واعتبر مراقبون ان المستجدات الاخيرة في ملف التسلح الايراني ضاعفت من اهمية اذربيجان بالنسبة الى الادارة الاميركية، على رغم اعلان باكو انها لن تسمح بإحلال قواعد عسكرية اجنبية على اراضيها.