شهدت الانتخابات الرئاسية في آذربيجان اقبالاً كبيراً على صناديق الاقتراع وسط تضارب الآراء حول نتائجها بين المرشحين. وفي حين بدا "الرئيس المقبل" الهام علييف واثقاً من فوزه في الجولة الأولى، تحدثت أوساط المعارضة الآذرية عن "مفاجأة" ستؤجل حسم المعركة الانتخابية حتى حلول موعد التصويت في جولة ثانية. وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية في آذربيجان ان نحو 80 في المئة من الناخبين الذين يصل تعدادهم الى زهاء 5،4 مليون نسمة، أدلوا بأصواتهم أمس. وتعد هذه أعلى نسبة تشارك في عمليات اقتراع تجرى في آذربيجان منذ استقلالها. لكن مصادر معارضة شككت في هذه الأرقام. وقال ناطق باسم حزب "مساواة" أكبر أحزاب المعارضة ان السلطات مارست انتهاكات فادحة خلال عملية التصويت. وأوضح الناطق ان الشرطة تدخلت في غالبية مراكز الاقتراع ومارست ضغوطاً مباشرة على الناخبين. لكن اللافت ان المراقبين الدوليين لم يسجلوا مخالفات واضحة خلال سير العملية الانتخابية. وأعرب السفير الأميركي في باكو، رينو خارينش، عن ارتياحه للتحضيرات التي سبقت عملية الاقتراع. وقال ان لجنة الانتخابات وفرت اجواء مناسبة للمراقبين الدوليين. علييف الابن واثق وبدا المرشح الأساسي الهام علييف واثقاً من فوزه. وأكد خلال ادلائه بصوته امس، ان نتائج الانتخابات ستشكل دفعة مهمة من اجل "مستقبل آذربيجان ومنطقة جنوب القوقاز كلها". وتوقعت لجنة الانتخابات المركزية ان تعلن النتائج الأولية لعملية التصويت اليوم الخميس. ويجمع المراقبون على ان علييف سيحصل على نحو 75 في المئة من أصوات الناخبين. لكن مصادر المعارضة شككت في شدة في هذه الارقام. وتحدثت عن "مفاجأة" قد تحملها عملية التصويت وتسفر عن تأجيل حسم المعركة الانتخابية حتى حلول موعد التصويت في جولة ثانية. وأشار تصاعد سخونة الحملة الانتخابية خلال الأيام التي سبقت عملية التصويت قلق أوساط عدة من احتمال تدهور الاوضاع في آذربيجان بعد الانتخابات مباشرة. ولفت الانظار تحذير أحد أبرز المعارضين عيسى قبير امس من احتمال وقوع مواجهات مسلحة في بعض المناطق الآذرية. قلق أرميني وتثير مثل هذه الاحتمالات قلقاً واسعاً في أرمينيا المجاورة التي اكدت انها تتابع عن كثب تطورات الموقف في آذربيجان. وأعربت عن أملها في ان تواصل القيادة الآذرية المنتخبة نهج السلام الذي اختاره الرئيس الأب حيدر علييف. كذلك ذكر ناطقون روس ان تدهور الأوضاع الأمنية في آذربيجان يمكن ان يجر منطقة القوقاز الى عواقب غير محسوبة. وأكدت انها ستدعم المرشح الذي ينتخبه الشعب الاذري وهو الموقف نفسه الذي اعلنت عنه الولاياتالمتحدة ودول أوروبية. الى ذلك، لفت مراقبون امس دخول كل من ايران وتركيا على الخط. وبثت قنوات تلفزيونية تابعة للدولتين ومرئية في آذربيجان، برامج مطولة خلال الساعات التي سبقت بدء عملية التصويت في شكل اعتبره العديدون عملية تحريض مباشرة للناخبين الآذريين. وركزت القنوات التركية على ان الرئيس الحالي حيدر علييف "استعاد عافيته" وهو في طريق العودة في أسرع وقت الى باكو، ما اعتبر دعاية من اجل التصويت لابنه الهام علييف، في حين اجرت القناة الايرانية لقاءات مطولة مع معارضين آذريين، في شكل اعتبرته باكو تحريضاً مباشراً. واستدعت الخارجية الاذربيجانية امس سفير ايران في باكو احمد غازاي وسلّمته احتجاجاً.