يتوجه ملايين الآذريين اليوم الى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد لآذربيجان في عملية انتخابية تجمع التوقعات على انها ستسفر عن فوز كبير لالهام علييف ابن الرئيس الحالي حيدر علييف وخليفته المعين. ويشرف مراقبون دوليون على الانتخابات التي دعي الى المشاركة فيها 5،4 مليون ناخب آذربيجاني، فيما تشير تقديرات خبراء محليين الى ان حجم الاقبال على صناديق الاقتراع سيكون كبيراً، خصوصاً ان الأيام الاخيرة من الحملة الانتخابية شهدت سخونة زائدة، اذ تبادل مرشحو المعارضة الآذرية الاتهامات مع أنصار حزب "آذربيجان الجديدة" الموالي للرئيس حيدر علييف. ويذكر ان علييف كان سحب ترشيحه قبل أيام لمصلحة ابنه الهام الذي أعلن انه سيواصل السير على نهج والده السياسي. لكن مصادر المعارضة شككت في أسباب عدم ظهور الرئيس الآذربيجاني على شاشة التلفزيون منذ شهور. وأشارت الى احتمال ان يكون توفي في الولاياتالمتحدة حيث يتلقى العلاج، لكن السلطات تكتمت على وفاته الى حين ظهور نتائج الانتخابات. واتهم عيسى قمبر زعيم حزب "مساواة" وأبرز المرشحين في الانتخابات الرئاسية السلطات الآذربيجانية ب"عسكرة الوضع" وتسخير مؤسسات الدولة للدعاية الانتخابية لالهام علييف. ودعا الجيش الى التزام الحياد في حال وقوع أعمال شغب وهو ما رأى فيه المراقبون استعداداً عند المعارضة لاثارة أعمال احتجاجية واسعة بعد ظهور نتائج الانتخابات. ويجمع المراقبون في آذربيجان على ان الهام علييف سيفوز بغالبية، رجحت مراكز استطلاع ان تصل الى نحو 75 في المئة من أصوات الناخبين. وعلى رغم أجواء القلق التي سادت الشارع الآذري عشية الانتخابات، فإن غالبية المراقبين الدوليين الذين حضروا من 150 دولة، أبدوا ارتياحهم لسير عمليات التحضير. ورأى مراقبون ان الطريق التي تسلم بها علييف الابن الخلافة لن تسفر عن انتقادات واسعة من جانب دول غربية، خصوصاً ان مصدراً ديبلوماسياً أميركياً في العاصمة باكو، أعلن سلفاً ان واشنطن "سترحب بالتعامل مع الفائز أياً كانت نتائج الانتخابات". وكانت واشنطن أكدت في السابق انها تأمل في ان تواصل باكو نهج الرئيس السابق حيدر علييف وهو ما اعتبرته العاصمة الاذربيجانية ضوءاً أخضر من الولاياتالمتحدة لاستكمال عملية نقل السلطات الى الهام علييف. واللافت ان علييف الابن أبدى قبل أقل من يوم على بدء عملية التصويت تشدداً زائداً في ملف مرتفعات قره باخ المتنازع عليها مع أرمينيا المجاورة، وذكر انه لا يستبعد اللجوء الى استخدام القوة العسكرية من أجل استعادة المرتفعات التي يسيطر عليها الأرمن منذ مطلع التسعينات. لكن محللين اذريين أشاروا الى ان لهجة الرئيس المنتظر المتشددة لا تشير الى تغير متوقع في سياسة اذربيجان بعد توليه الرئاسة. واعتبروا انها موجهة نحو "الاستهلاك المحلي" بهدف ضمان أعلى نسبة ممكنة من أصوات الناخبين.