هدد الرئيس الأذري إلهام علييف باستخدام القوة ضد أرمينيا بخصوص إقليم ناغورنو قره باغ إذا لم تنجح مفاوضات السلام بين الطرفين في التوصل لتسوية عادلة. قد أكد الرئيس علييف في تصريحات تلفزيونية أمس الأول الجمعة على ضرورة أن يلعب الاجتماع -الذي سيعقد بينه وبين الرئيس الأرمني سيرج سركسيان اليوم الأحد في ميونيخ- دورا حاسما في المفاوضات. وأضاف علييف أنه إذا انتهى الاجتماع دون نتائج، ستكون الآمال في المفاوضات قد استنفدت تماما ولن يتبقى لبلاده أي خيار آخر. مشيرا إلى أن باكو ستحتفظ في هذه الحالة بحقها في استخدام القوة لاستعادة الإقليم الجبلي الذي خسرته أذربيجان في معاركها مع أرمينيا مطلع التسعينيات من القرن الماضي. وأوضح الرئيس الأذربيجاني -الذي كان يتحدث أمام مجموعة من اللاجئين الأذريين الذين فروا من الإقليم المتنازع عليه- أن بلاده تنفق المليارات لشراء أسلحة جديدة وتعزيز مواقعها على خط الجبهة لأنها «لم ولن تفرط بحقها في تحرير أرضيها بالوسائل العسكرية». وكانت وزارة الخارجية الفرنسية أعلنت في بيان رسمي الجمعة أن الرئيسين علييف وسركسيان سيلتقيان في مقر القنصلية الفرنسية في مدينة ميونيخ الألمانية الأحد برعاية ثلاثية من الولاياتالمتحدة وتركيا وفرنسا تحت مظلة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي. ويعتبر هذا الاجتماع السادس من نوعه بين البلدين خلال العام الجاري وسط تفاؤل من الدول الثلاث الراعية للمفاوضات، رغم تشكيك بعض المصادر الدبلوماسية بإمكانية تحقيق أي اختراق نظرا لتمسك كل من الطرفين المعنيين بمواقفهما حتى الآن. يذكر أن الأقلية الأرمينية في إقليم ناغورنو قره باغ نجحت بفضل الدعم العسكري من جمهورية أرمينيا في الانفصال عن أذربيجان في المواجهات التي اندلعت بين الطرفين بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991. وتمكن الأرمن من انتزاع الإقليم وسبع مناطق أذرية مجاورة قبل إعلان وقف النار بين الجانبين عام 1994 بعد مقتل 300 ألف شخص وتشريد أكثر من مليون آخرين من الطرفين. وعادت قضية ناغورنو قره باغ إلى الواجهة الإقليمية مجددا بعد التقارب السياسي بين أرمينيا وتركيا، التي أغلقت حدودها مع الأولى عام 1993 تضامنا مع أذربيجان خلال الحرب. وأعلنت أنقرة نيتها توقيع اتفاقيات مع يريفان وفتح الحدود معها وإقامة علاقات دبلوماسية طبيعية شريطة حصول تقدم ملموس بشأن المباحثات المرتبطة بإقليم ناغورنو قره باغ.