أسفرت الانتخابات الرئاسية في أذربيجان عن فوز متوقع لإلهام علييف نجل الرئيس الحالي حيدر علييف. وأشارت النتائج الأولية الى حصول علييف الابن على نحو 80 في المئة من أصوات الناخبين، ما أثار موجة استياء واسعة من جانب المعارضة الاذرية. وشهدت شوارع العاصمة باكو امس اضطرابات واسعة وحذر مراقبون من انها قد تشكل بداية لحرب أهلية في اذربيجان، فيما دارت صدامات بين المتظاهرين والشرطة أسفرت عن قتيل واحد على الأقل. وأعلنت لجنة الانتخابات في اذربيجان نتائج أولية لعملية التصويت بعد فرز نحو 80 في المئة من بطاقات الاقتراع ودلت على حصول علييف على 79 في المئة من مجموع الأصوات، فيما حصل أقرب منافسيه وهو ابرز مرشحي المعارضة عيسى قمبر على 12 في المئة، ولم تتجاوز نسبة كل من المرشحين السبعة الآخرين الواحد في المئة. وتوقعت مصادر اذربيجانية رسمية ان يسفر الفرز النهائي للاصوات عن زيادة في النسبة التي حصل عليها علييف الابن "الخليفة المعيّن لأبيه". تجاوزات وتضاربات آراء المراقبين الدوليين حول سير عملية التصويت ونتائج فرز الأصوات. وأعرب مراقبون من روسيا ودول الرابطة المستقلة عن ارتياحهم ل"الأجواء الديموقراطية" التي سادت العملية الانتخابية، فيما تحدث مراقبون أوروبيون عن انتهاكات مارستها السلطات. وعقد رئيس بعثة البرلمان الأوروبي لمراقبة الانتخابات جوفاني كيسلر مؤتمراً صحافياً في باكو أبدى خلاله أسفه بسبب ما وصفه "عدم توافق العملية الانتخابية مع المعايير الدولية". وذكر ان رجال الشرطة الاذرية تدخلوا في شكل مباشر خلال عمليات التصويت ومارسوا ضغوطاً على الناخبين، كما شكك كيسلر في صحة عملية فرز الأصوات وتحدث عن تجاوزات مورست خلالها. اضطرابات وفجرت النتائج المعلنة للانتخابات مشاعر الغضب لدى رموز المعارضة الاذرية الذين رفضوا بغالبيتهم الاعتراف بالنتيجة. ورأوا ان السلطات مارست "عملية تزوير واسعة النطاق". وقرر أبرز المعارضين عيسى قمبر اعلان نفسه "رئيساً منتخباً" وقال ان النتائج الحقيقية أظهرت فوزه بفارق كبير على علييف. وكان قمبر هدد في وقت سابق ب"اللجوء الى الشارع الاذري" اذا أقدمت السلطات على تزوير الانتخابات، ونزل آلاف الناشطين الموالين له الى شوارع باكو أمس، في احتجاجات تعد الأوسع منذ تولي الرئيس حيدر علييف السلطة عام 1993. وأقدم المتظاهرون على تحطيم واجهات المحال والسيارات وهاجموا مبان حكومية. وذكر شهود ان مصادمات واسعة وقعت، فيما أعلنت النيابة العامة ان عدداً من أنصار حزب "اذربيجان الجديدة" الموالي لعلييف تعرض للضرب المبرح. كما هاجم المحتجون صحافيين عاملين في قنوات حكومية. وحذرت مصادر اذرية تحدثت معها "الحياة" من تصاعد أعمال العنف في المدن الرئيسية واعتبرت انها قد تشكل حرب أهلية في اذربيجان، تعيد الى الاذهان فترة من العنف والاضطرابات الدموية شهدتها البلاد مطلع التسعينات. من جهتها اتهمت الحكومة الاذرية المعارضين بتعمد تصعيد الموقف بهدف محاولة افقاد السلطات السيطرة على الموقف. وذكر ديبلوماسي اذري ل"الحياة" ان المعارضين لجأوا الى تحرك استفزازي لادخال البلاد في حال من الفوضى بعدما أخفقوا في تحقيق فوز في المعركة الانتخابية. السفير الأميركي وأثارت موجة الاضطرابات مخاوف جهات دولية واقليمية عدة. ودعا السفير الأميركي في باكو رينو خارنيش كلاً من السلطة والمعارضة الى بذل الجهود لتهدئة الأوضاع وعدم السماح بالدخول في نفق من العنف المتبادل. وطالب خارنيش السلطات بإبداء قدر من المرونة. وحذر في الوقت نفسه من ضرورة عدم السماح للمعارضين بالقيام بأعمال استفزازية. وحض السفير الأميركي الطرفين على انتظار ما ستسفر عنه عملية استكمال فرز الأصوات. وعلى عكس الموقف الأميركي لم يلتفت جيران اذربيجان الأساسيين الى احتجاجات المعارضة، وسارعت كل من جورجيا وتركيا وروسيا الى تهنئة الرئيس المنتخب إلهام علييف بفوزه. وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في رسالة وجهها الى علييف عن ارتياحه ل"النصر الحاسم" الذي أحرزه. واعتبر انه يعد مؤشراً على أن "الغالبية الساحقة من الاذريين تؤيد برامج علييف لتطوير البلاد وسياسته المتوازنة على الصعيد الخارجي".