سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الحياة" تنشر قصة عبدالمجيد دحومان وعلاقته بأحمد رسام مدبر "تفجيرات الألفية" . "هشام الجزائري" عمل في محل "ماكدونالد" في كندا قبل أن يتعرف على معسكرات "القاعدة" في أفغانستان
تفصل محكمة الجنايات لمجلس قضاء الجزائر غداً السبت في ملف عبدالمجيد دحومان المدعو"هشام"ويكنى أيضاً باسم"الروجي"الذي كان على رأس قائمة الأشخاص المطلوبين للعدالة الأميركية في"تفجيرات الألفية". وتعرض"الحياة"قصة هذا الرجل الذي يعتبر الساعد الأيمن لجزائري آخر يدعى أحمد رسام "نبيل" الذي اعتقل أواخر 1999 وفي سيارته كميات من المواد المتفجرة كانت ستستخدم في اعتداء شمال الولايات المتحدة لمصلحة تنظيم"القاعدة". تعود قصة"الروجي"إلى مطلع العام 1992 عندما شهدت الجزائر أعمال العنف بعد إلغاء المسار الانتخابي، إذ قرر بسبب ميوله الى حزب جبهة الانقاذ الإسلامية الانتقال إلى إيطاليا ومنها إلى مدينة ميونيخ الألمانية بهدف البحث عن منصب عمل. وبنصيحة من أحد الأصدقاء في ميونيخ قدم طلباً للجوء السياسي، وهو ما مكنه في ظرف وجيز من الحصول على"بطاقة الانتظار"ومورد مالي شهري متوسط بمعدل 450 ماركاً ألمانياً. وفي ايار مايو 1993 رفضت السلطات الألمانية ملف اللجوء الذي قدمه وأوصت بإبعاده من اراضيها. لكنه اشترى جوازاً فرنسياً مزوراً من مدينة فرانكفورت مقابل 1000 مارك ألماني، وبقي في المانيا حتى 18 تشرين الاول أكتوبر 1995. انتقل"الروجي"إلى كندا عبر الدانمارك وحصل على شهادة اقامة لشهر واحد قابلة للتجديد ومنحة شهرية ب 325 دولاراً كندياً في انتظار بت طلبه اللجوء السياسي. وتعرّف على عدد من الناشطين الجزائريين في مسجد في فانكوفر ساعدوه على البقاء هناك إلى نهاية العام. وفي حزيران يونيو 1996 تعرف دحومان على أحد الجزائريين واستأجرا شقة بسعر 650 دولاراً في حي برنابي فانكوفر، وبدأ بالعمل ليلاً في مطعم"ماك دونالد"في المنطقة. وبعد شهر قرر الانتقال إلى مدينة مونتريال وأقام لدى شقيق صديق له يدعى"كمال"قبل أن يستأجر شقة مع جزائري آخر يدعى"مبارك"وعمل حمالاً في مستودعات بسعر 4 دولار للساعة. وبمجرد انتهاء فترة الإيجار قرر"الروجي"الاستقلال في السكن. وخلال تلك الفترة اتصل هاتفياً بجزائري يدعى"مصطفى"، شقيق كمال، والتقى به للمرة الأولى. وفي شقته تعرف على الجزائري أحد رسام مدبر"تفجيرات الألفية"وكان معه شخص يدعى"كريم المغربي". وبقي على اتصال بهما بمعدل زيارتين في الشهر خلال العطل الأسبوعية. كذلك تعرف على الجزائري فاتح كمال والمدعو سفيان السوداني. وكشف"الروجي"في التحقيقات الأمنية والقضائية أن أحمد رسام أبلغه عام 1997 برغبته في زيارة أفغانستان لتلقي تدريبات عسكرية، مؤكداً له أن صديقه سفيان السوداني يتولى مهمة تحضير هذا السفر وبعلم كل من المدعو مصطفى العبسي وكريم المغربي. وبسبب مشاكل في الحصول على تأشيرة من بعض السفارات فضل أحمد رسام الانتقال إلى ألمانيا ومنها إلى باكستان وأخيرا أفغانستان مستعملاً في ذلك جواز سفر باسم"بيني أنطوان"الذي زوره له دحومان بمساعدة أحد سكان جنوب إفريقيا المدعو"جون"والمعروف في مدينة مونريال بتزويره لوثائق السفر وهو الشخص الذي كان تعرف عليه في السابق عن طريق شخص جزائري يدعى"كريم العنابي"وهو نفس الشخص الذي توسط له لمساعدته على الحصول على جواز سفر كندي باسم دحومان ألكسندر مجيد. وفي تشرين الأول أكتوبر 1997 استطاع مصطفى العبسي الحصول على تأشيرة من سفارة بنغلاديشبكندا وسافر عن طريقها إلى أفغانستان. وتلقى دحومان في فانكوفر في شباط فبراير 1999 اتصالاً من جزائري يدعى"نبيل"طلب منه اللقاء وهو ما تم بحضور ضيف لم يكن على علم بوجوده في الشقة وهو الجزائري أحمد رسام. واقترح نبيل على الرجلين اعطاءهما شقته بحكم أنه يعيش مع زوجته الكندية، فوافقا. وخلال فترة الإقامة معاً لمدة أسبوعين أخبر رسام صديقه دحومان بتفاصيل التدريب العسكري الذي تلقاه في أفغانستان خصوصاً التدريب على استعمال الأسلحة والمتفجرات، وكشف له أيضاً عن لقائه في أفغانستان مع العبسي مصطفى الذي تلقى التكوين ذاته. وتكثفت اللقاءات بين رسام ودحومان بمعدل مرتين في الأسبوع، وفي نهاية تشرين الأول أكتوبر 1999 طلب منه رسام الانتقال معه إلى مدينة فانكوفر لمساعدته في قضية خاصة. وبمجرد الوصول استأجر رسام سيارة من محل كراء سيارات في مقابل بطاقة بنك مزورة. وبعد ليلتين قضياها في فندقين مختلفين، استقرا بعدها بفندق ودفع رسام إيجار أسبوعين بببطاقة البنك المزورة ذاتها. وفي اليوم الثالث طلب رسام من دحومان مصاحبته إلى محل بيع المواد الكيماوية الخاصة بالفلاحة وكان يحفظ أسماء المواد من خلال قائمة كانت بحوزته وقد تركها بالفندق عند خروجهما. وفي نهاية الأسبوع أكمل رسام شراء المواد التي كانا بحاجة إليها باستثناء مادتين لم يعثر عليهما في فانكوفر بل في مدينة دلتا على بعد 150 كلم فانتقلا إليها وبعدما تأكدا من وجود المادتين ولاحظا سهولة التسلل إلى المصنع تمكنا من الحصول عليها ليلا عن طريق السرقة. وبمجرد جمع هذه المواد أخرج رسام وثيقة فيها رسم بياني وبدأ في خلط المواد ببعضها وهنا أدرك صديقه أن الأمر يتعلق بتحضير مواد متفجرة. وعند استكمال العملية سأل رسام، كما أضاف دحومان في إفادته، عن الطرق التي تؤدي إلى مدينة سياتل الأميركية، فاتصل دحومان بوكالات سفر وعلم منها بوجود طريقين أحدهما بري والآخر بحري ففضل رسام الطريق البحري على متن باخرة مع سيارته الى مدينة فيكتوريا الواقعة بين الولايات المتحدةوكندا ثم يبحر مجدداً في باخرة ثانية إلى ميناء أنجليس الأميركي. سافر رسام في اتجاه الولايات المتحدة وعاد دحومان إلى فانكوفر وحصل من الأول على رقم هاتف شخص يدعى"حيدر"في بريطانيا لمساعدته في الانتقال إلى أوروبا. كما كلفه بالاتصال بشخص يدعى"مختار هواري"الذي يملك محلات بيع ملابس في مونتريال ليطلب منه إرسال مبلغ مالي إلى رسام في الولايات المتحدة باسم"رويغ ماريو". وفي مونريال اتصل دحومان بمختار هواري وأبلغه بما كلفه به أحمد رسام، لكنه علم من خلال جريدة كانت مع صاحب المحل بخبر توقيف رسام في أميركا. فقرر الانتقال الى البرتغال بجواز مزور ومنها انتقل بالقطار إلى مدريد بعد أن أعلم"حيدر"في بريطانيا بذلك. ثم انتقل الى برلين ومكث في منزل لمدة شهر ونصف دون أن يغادره ولو مرة واحدة خوفاً من مصالح الأمن الألماني. وهناك ساعده جزائريون في الحصول على جواز مزور وسافر وفي 11 شباط فبراير 2000 إلى باكستان ومنها الى افغانستان حيث تلقى تدريباً عسكرياً. وبعد انتهاء التدريب ساعده المدعو"جعفر"للانتقال الى باكستان ومنها إلى لندن حيث اتجه إلى مسجد بيكرستريت وبعد ذلك انتقل سافر إلى فرانكفورت الألمانية بجواز سفر فرنسي مزور حيث التقى بصديقه"عبد القادر"وشخص آخر يدعى كرفاح س. كان تعرف عليهما في مخيم بأفغانستان. وعبر دحومان عن رغبته في العودة إلى الجزائر للالتحاق بصفوف المجاهدين لقتال"رموز الحكومة". وساعده رفاقه في السفر الى إسبانيا وسافر بحراً الى ميناء وهران دون أن ينتبه له أعوان مصالح الأمن الحدود. لكن بعد أيام عرف الأمن الجزائري بوجود شخص تدرب في أفغانستان وأنه بصدد الالتحاق ب"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"فاعتقلته قوات خاصة في منطقة درارية"7 كلم جنوب الجزائر"في اذار مارس.