أعلنت مصادر رسمية ان قوات الأمن الجزائرية اعتقلت الأحد الماضي السيد عبدالمجيد دحومان المطلوب لدى القضاء الأميركي بتهمة الاشتراك مع أحمد رسام في محاولة تفجير أماكن عامة في الولاياتالمتحدة خلال احتفالات الألفية. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" إن دحومان، "اليد اليمنى" لأحمد رسام، أُوقف في منطقة عين الحمام في ولاية تيزي وزو منطقة القبائل الكبرى، مئة كيلومتر شرق العاصمة، وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية نبأ الإعتقال لكنها لم تقدم تفاصيل. وكانت السلطات الأميركية عرضت خمسة ملايين دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات تفضي إلى اعتقاله. ونقلت صحف أميركية في الخريف الماضي معلومات عن توقيفه في الجزائر، لكن الإعلان الجزائري عن اعتقاله أكد حصول ذلك الأحد الماضي. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" إن اعتقال دحومان حصل مباشرة بعد تلقي أجهزة الأمن معلومات من "تائب" كان ينشط في إحدى الجماعات الإسلامية المسلحة، أشار الى عنصرين كانا معه في السرية نفسها يفكّران في تسليم نفسيهما الى السلطات بعد اقتناعهما بفتاوى علماء بعدم صحة ما يسمى "الجهاد" في الجزائر. وذكرت أن الرجلين كانا يخشيان الاستسلام إلى قوات الأمن، مما أخّر إقدامهما على هذه الخطوة، وأوضحت أن دحومان والعنصر الآخر في الجماعة المسلحة كانا ينشطان في منطقة زرالدة 20 كيلومتراً غرب العاصمة. وتابعت ان دحومان اعتُقل مباشرة بعد وصوله إلى محطة الباصات في بلدة عين الحمام حيث كانت قوات الأمن ألقت القبض، قبل ساعتين، على أحد مرافقيه قرب مسجد كان يتردد عليه. وأفادت المصادر الأمنية الجزائرية ان دحومان "مُصرّ على براءته من التهم التي يوجهها اليه القضاء الأميركي"، وانه أكد أن معرفته بأحمد رسام "سطحية مثل معرفته بالعديد من الجزائريين الذين كانوا في كندا خلال فترة وجوده فيها". يذكر أن سلطات الجمارك الأميركية اعتقلت رسام نهاية عام 1999 بعد وصوله من كندا. وعُثر في سيارته على مواد متفجرة يعتقد المحققون الأميركيون انها كانت ستُستخدم في مؤامرة تفجيرات خلال احتفالات الألفية. وبدأت محاكمة رسّام هذا الشهر في مدينة لوس أنجليس، وقال محاموه إنه نقل المواد المتفجرة بناء على طلب دحومان. وقالت المصادر الجزائرية ل"الحياة" إن دحومان أوضح أنه "غادر كندا مباشرة بعدما سمع أنه مطلوب لدى القضاء الأميركي، وتمكن من السفر الى فيينا بوثائق مزورة وبقي هناك حتى مطلع الخريف الماضي، تاريخ دخوله الأراضي الجزائرية، ثم باشر اتصالات مع عناصر الجماعة المسلحة في منطقة زرالدة لكنه سرعان ما بدأ يتعامل معها بنوع من البرود نظراً الى السمعة السيئة للجماعة في الخارج، خصوصاً بسبب المجازر المروعة التي تُتهم بها".