عقدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس امس في رام الله محادثات مع نظيرها الفلسطيني ناصر القدوة واجتماعاً مع رئيس الوزراء احمد قريع ابو علاء في حضور القدوة والدكتور صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير ووزير الداخلية والامن الوطني نصر يوسف ووزير الشؤون المدنية محمد دحلان ووزير التخطيط غسان الخطيب. ثم التقت شخصيات فلسطينية عامة في قصر الثقافة قبل ان تجتمع مع الرئيس محمود عباس ابو مازن. وقالت رايس بعد اللقاء الذي استمر اكثر من ساعة مع قريع:"كان اللقاء ممتازاً". واستعرض قريع استعدادات السلطة الوطنية لتولي السيطرة على المناطق، التي ستنسحب منها إسرائيل، مشدداً في الوقت ذاته على أهمية التجاوب الإسرائيلي، والتعاون الجاد مع الجهود التي تبذلها السلطة. واعلن مسؤول فلسطيني كبير شارك في اللقاء للصحافيين:"شددنا على ضرورة حرية الانتقال بين قطاع غزةوالضفة الغربية وفتح حدود قطاع غزة واعادة تشغيل مطاره"بعد الانسحاب الاسرائيلي. من جهة اخرى، تطرقت رايس بايجابية الى تبني المجلس التشريعي الفلسطيني البرلمان للقانون الانتخابي وذلك اثناء لقاء مع نواب وشخصيات سياسية عامة اخرى هنأتهم على عملهم. وتأتي اجتماعات رايس في رام الله في بداية جولة لها في الشرق الاوسط تستمر ثمانية ايام. وقد دعت الاسرائيليين والفلسطينيين الى تنفيذ التزاماتهم المتعلقة بالسلام والعمل معاً في الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة. وستزور رايس خلال جولتها بعد الضفة الغربية كلاً من اسرائيل ثم الاردن ومصر والسعودية. وفي طريق عودتها ستتوقف في بروكسل لحضور مؤتمر حول العراق ثم ستتوجه الى لندن لحضور اجتماع دول مجموعة الثماني. وكلف الرئيس الاميركي جورج بوش وزيرة الخارجية مساعدة اسرائيل في تحديد بعض التفاصيل في خطة الانسحاب من قطاع غزة واجزاء من الضفة الغربية. وقالت رايس ان مهمتها الاساسية هي تنسيق هذه العملية. واضافت ان"ست او سبع مسائل"يجب ان توضح، من بينها الامن ونقل المسؤوليات الى المؤسسات الفلسطينية واعادة توزيع الممتلكات وحرية التنقل. وصرحت رايس للصحافيين في الطائرة التي اقلتها من واشنطن:"نحتاج الى الوضوح بين الجانبين حول ما يمكن ان ننتظره". واضافت:"اعتقد انه الامر الذي سيؤدي الى تقليص الالتباس خلال هذه الفترة الصعبة جدا". وعبرت الوزيرة الاميركية عن املها في ان ينفذ الجانبان التزاماتهما المدرجة في"خريطة الطريق"خطة السلام الدولية التي تهدف الى انهاء دورة العنف المستمرة منذ خمسة اعوام. كما عبرت رايس عن ارتياحها لعمل الفلسطينيين في جعل اجهزة الامن محترفة، موضحة:"اعتقد انهم يحققون تقدما في هذا المجال". لكنها اضافت:"في ما يتعلق بقدرتهم على مكافحة الارهاب، اعتقد انهم يستطيعون ان يفعلوا المزيد في عملهم اليومي". وقالت رايس"سأتحدث مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن ضرورة ان يلعب الفلسطينيون دورا حاسما في ايجاد محيط آمن يمكن ان تجري فيه عملية الفصل في قطاع غزة". لكن وزيرة الخارجية الاميركية انتقدت ايضا الخطط الاسرائيلية لتوسيع مستوطنات في شرق القدس، وهو ما اثار احتجاجات شديدة من جانب الفلسطينيين. وقالت:"لا نريد ان يفرض الاسرائيليون واقعاً على الارض. لا يمكنهم ببساطة القيام بنشاطات تستبق بشكل ما تسوية الوضع النهائي"لهذه الاراضي. الا ان رايس استدركت قائلةً ان"بعض الحقائق"يجب ان تؤخذ في الاعتبار منذ الحرب العربية الاسرائيلية في 1967، مشددة في الوقت نفسه على ضرورة"التفاوض"في هذا الشأن. وقالت ان "اي تغيير يجب ان يتم الاتفاق عليه بموافقة الجانبين وساقول ذلك بوضوح للاسرائيليين".