قد تعجز الموسيقى عن أن تطغى على الأوضاع السياسية التي تشغل بال اللبنانيين هذه الأيام، إلا أنّها بالتأكيد فرصة لالتقاط الأنفاس قليلاً... في يوم الموسيقى سينبض قلب عواصم العالم باتجاه واحد لتلاوة فعل إيمان، يوم واحد لن تهزمه خيوط الصباح الأولى. مساء 21 حزيران يونيو"سيتوحّد نبض بيروت مع نبض عواصم العالم كلّها للاحتفال بيوم الموسيقى، الذي هو أيضاً بداية فصل الصيف"، بهذه الكلمات بدأ المؤتمر الصحافي الذي عقدته وزارة الثقافة اللبنانية ممثلة بمديرها العام عمر حلبلب والمستشار الأول لسفير فرنسا في لبنان كريستيان تيستو في مقهى"ديل سانترو"في ساحة النجمة أول من أمس لاطلاق برنامج عيد الموسيقى. معقل الشباب ستّون فرقة موسيقية ستنضم هذه السنة إلى التظاهرة، بينما كانت40 في العام 2004. أمّا أماكن التظاهرة فقد ازدادت من 9 في العام الماضي الى 12 هذا العام، ممتدّة الى شارع مونو،"معقل"الشباب والسهر. في هذا اليوم، ستكون بيروت مسرحاً لتلاقي الأشكال الموسيقية المختلفة بدءاً بالموسيقى الكلاسيكية، الجاز، الروك، الراب وصولاً الى الموسيقى الإلكترونية. وتمتد الأماكن التي تحضنها لتطاول كل لبنان بدءاً من الحمامات الرومانية في وسط بيروت مروراً بالصيفي والجميزة حيث درج الفن وصولاً الى مونو. ولن تكون بعلبك ودير القمر والنبطية وزحلة وجونية بعيدة من هذا المزاج... وكذلك الطفولة إذ سيشارك أطفال دير القمر أيضاً في تقديم مسرحية كوميدية موسيقية. واعتبر تيستو أنّ الأهداف الرئيسة من إقامة عيد الموسيقى هو التشديد على"تكييف الأفراد مع مختلف الأشكال التعبيرية الموسيقية، والاحتفال بقدوم الصيف، وتشجيع الإبداع والتفاعل بين المهنيين والهواة ومختلف الاشكال الموسيقية". ففي الحمامات الرومانية، ستلعب فرقة"أوغر دو بارباك"الفرنسية في الهواء الطلق، فيما ستشهد مونو ليلة"حامية"مع الروك والراب والموسيقى الإلكترونية. وتحدث في المؤتمر المستشار الأول للسفير الاسباني في لبنان جيزوس سانتوس أغوادو، عن الفرقة الإسبانية التي اختيرت لتشارك في الحفل، وهي فرقة من شمال البلاد تعزف الموسيقى الشعبية. وعاد حلبلب الى الوراء، ليتحدّث عن المكانة التي احتلتها الموسيقى في حضارات الشعوب بدءاً بالكلدانيين والمصريين واليونان والرومان والأشوريين والعرب. فرقتان اجنبيتان فرقتان أجنبيتان ستنضمان إذاً الى الفرق اللبنانية المتنوّعة هذا العام. الفرقة الأولى، الفرنسية"أوغر دو بارباك"تتألف من أربعة موسيقيين اخوة وتعزف الأغنيات الواقعية القريبة من هموم الانسان ومشاغله اليومية. والثانية الاسبانية وتدعى"بيلبيو"وستعزف الموسيقى الشعبية في ساحة الشهداء في وسط بيروت. هذا اضافة الى الفرق الأخرى، منها: الورقة، بلو مامبا، سادا منوعات شرقية، فرقة جمال دمج لاتيني، جويل آند فريندز بوب روك، دي جي اوسان الكتروني شرقي، بولو ك منوعات. أما المواهب الشابة التي ستشارك فمنها: خط أحمر راب، ساوث يونيتس راب وهيب هوب، ميليشيا هيب هوب، ميوت روك، وروتانا اكاديمي وكروموزوم سوفت روك. قد يكون لبنان تأخر قليلاً بالاحتفاء بالموسيقى، اذ انخرط في هذا الطقس في 21 حزيران من العام 2001. لكن في مثل هذا اليوم من العام 1982، اكتشف موريس فلوري خلال دراسة حول الممارسات الثقافية لدى الفرنسيين، أن 5 ملايين شخص، أي شاباً من كل اثنين، يعزف على آلة موسيقية. وهنا بدأ حلمه بانزال الناس الى الشارع للاحتفال بالموسيقى. وابتداء من العام 1985 بدأت حمى الموسيقى تزحف إلى عواصم العالم الأخرى. وتنظم التظاهرة في لبنان بالتعاون مع وزارتي الثقافة اللبنانية والفرنسية، وشركة "سوليدير" و"جمعية انماء الجميزة" و"فيرجين".