ستنطق بيروت «موسيقى» وتخاطب أبناءها وروادها ب «الأنغام»، الجمعة 20 حزيران (يونيو) الجاري. ستخفت أصوات السياسيين، لا بيانات ولا خطابات ولا تحريض. صوت الموسيقى في عيدها العالمي سيعلو على كل الأصوات لتكون اللغة الجامعة تحت مظلة الفرح والفن والحوار. هذه التظاهرة التي تنظّمها شركة «سوليدير» بالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي وبرعاية وزارة الثقافة اللبنانية، للسنة 13 في وسط بيروت، تستضيف 69 فرقة موسيقية لبنانية وعربية (الإمارات ومصر وسورية)، وأجنبية (فرنساوألمانياوبلجيكا واليونان وكندا وأرمينيا). وقالت مديرة العلاقات العامة والإعلامية في «سوليدير» رندة الأرمنازي ل «الحياة»، إن الأحداث ستتوزع على 10 مسارح ومواقع مختلفة في وسط بيروت، تشمل الحمامات الرومانية، ساحة الشهداء، حديقة سمير قصير، أسواق بيروت، «زيتونة باي»، الواجهة البحرية، وثلاث كنائس». وأضافت أن الفرق المشاركة ستعزف في المهرجان موسيقى متنوعة تشمل الكلاسيكية، التانغو، الفلامنكو، الروك، الجاز، البلوز، البوب، الراب، الإيقاعات الالكترونية والتكنو. اللافت في التظاهرة التي تعد أكبر مناسبة موسيقية شعبية ومجانية في لبنان، أنها لا تسعى إلى تقديم فرق مشهورة فحسب، بل تهدف أيضاً إلى إبراز المواهب المغمورة، انطلاقاً من مبدأ «الموسيقى للجميع». وتشير الأرمنازي إلى أن «عيد الموسيقى هو منبر لإطلاق المواهب والفرق الجديدة، فهو فرصة ليتعرف الجمهور وشركات الإنتاج إليهم». ولعل بيروت في هذه الأيام أحوج ما تكون إلى تنفيس الاحتقان السياسي فيها من خلال الموسيقى، خصوصاً بعد تردّي الأوضاع الأمنية والاقتصادية، ففي الوسط التجاري حيث ستُنظّم الحفلات، أقفل عدد من المقاهي والمطاعم والمحال التجارية جراء هجرة الرواد والسياح. لكن مديرة الإعلام في «سوليدير» لا تعتبر أن ذلك يؤثر على شعبية عيد الموسيقى العالمي أو الإقبال عليه، قائلة: «نحن لا نعتمد على السياح لحضور مهرجان عيد الموسيقى، بل نعوّل على الجمهور اللبناني وقدرته الذاتية على الاستمرار». وتضيف: «اللبناني يقبل بشكل هائل على تظاهرة عيد الموسيقى سنوياً، على رغم كل الظروف. كل سنة لدينا أكثر من 100 ألف مشاهد». وحول تخوّف البعض من دخول طابور ثالث وتعكير أجواء الاحتفال، تقول إن قوى الأمن ووزارة الثقافة ستتخذان الاحتياطات الأمنية اللازمة لتأمين سلامة كل الجمهور وحركته. الواضح أن برنامج عيد الموسيقى العالمي، يهدف بالدرجة الأولى إلى «تلبية جميع الأذواق الموسيقية وجمع محبيها لاكتشاف موسيقى العالم»، كما توضح ميشال بولوكوفيتش منسّقة برنامج الاحتفال. وتشير إلى أن المهرجان سيستضيف من الدول العربية فرقة «مسار إجباري» من مصر، وفرقة «طنجرة ضغط « من سورية، وفرقة «eye» من الإمارات، إضافة إلى فرق «بالعربي» و «عوديات» و «فلامنكو» وغيرها. وتقول بولوكوفيتش إن كلاً من المسارح العشرة سيكون له مزاج موسيقي معين، لافتة إلى أن المنظّمين حرصوا على تخصيص مسرح «زيتونة باي» للفرق العربية. أما الفرق الاجنبية، مثل «LARA EIDI» من اليونان و «DALELE» من فرنسا و «THE JJ'S» من بلجيكا، و «CONSOLE» من ألمانيا، فستعرف وتغني على مسرح الحمامات الرومانية. وفي حين ان مسرح ساحة الشهداء سيضج بموسيقى الروك، ستطغى الموسيقى الكلاسيكية على كنائس الوسط التجاري، والبلوز والجاز على حديقة سمير قصير. وفي أسواق بيروت وساحة العجمي والسوق الطويلة، سيعلو صوت الروك والبوب بهويات عربية وغربية، فيما سيرقص الجمهور على أنغام الموسيقى الإلكترونية مع عدد من مولّفي الموسيقى «دي جي» حتى طلوع الفجر، على الجانب البحري.