سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اكتمال عملية الإجلاء من نيو أورلينز ... ورايس ورامسفيلد إلى المنطقة . مسؤولو إدارة بوش متهمون بالتمييز العنصري ويجتمعون مع زعماء أفارقة ويتفقدون المنكوبين
بدت نيو أورلينز كمدينة للأشباح أمس، بعد اكتمال عملية إجلاء الناجين من الإعصار كاترينا، فيما توزع مسؤولون من إدارة الرئيس جورج بوش بين الاجتماع مع زعماء أفارقة- أميركيين، وبين زيارة أرجاء المنطقة المنكوبة متأثرين بمشاعر غضب انصبت على جهودهم في مجال الإغاثة. وسعى البيت الأبيض إلى احتواء حدة الغضب والاستنكار للوضع في مدينة"الجحيم على الأرض"، واتهامه بتجاهل حجم مأساة مدينة غالبية سكانها من السود عبر فتح حوار مع زعمائهم. فكان اجتماع دعا إليه وترأسه مسؤول سياسة الشؤون الداخلية في البيت الأبيض كلود آلن، بمشاركة وزير الأمن الداخلي مايكل شيرتوف ووزير الإسكان والتنمية الريفية ألفونسو جاكسون ونائب مساعد وزير الدفاع بيتر فيرغا، في مقابل زعماء الأفارقة الأميركيين بروس غوردون وإليجا كمينغز ومارك موريال ومل وات. ووفقاً لمصادر قريبة من الاجتماع، عبّر الزعماء السود عن"قلقلهم إزاء نقص العزم وبطء التعامل"من جانب الحكومة مع الكارثة. وقال مسؤول حضر الاجتماع:"ناقشنا السبل الكفيلة بالمضي قدماً"، وناقش الاجتماع كيف يتعيّن على الحكومة توزيع الغذاء والمياه للعالقين في نيو أورليانز وكيفية إجلائهم بأقصى سرعة من هناك. وقال مصدر إنّ مسؤولاً حضر الاجتماع كرّر ما أعلنه الرئيس جورج بوش علناً بأن التعامل الفيديرالي مع الإعصار كان"غير مقبول". رايس ورامسفيلد وستقوم وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بجولة في موبايل في ولاية الاباما مسقط رأسها. وتعرضت رايس لهجوم عنيف من قبل منتقدين على شبكة الإنترنت، بعدما حضرت حفلاً موسيقياً في نيويورك لفرقة مونتي بايثون سبامالوت الأربعاء الماضي، بعد يوم من الفيضانات التي اجتاحت نيو اورلينز. ودافعت رايس لدى عودتها إلى واشنطن عن الإدارة في مواجهة اتهامات الإهمال العنصري. وقالت:"لا اعتقد تماماً أن الأميركيين سيحددون لسبب من الأسباب أسلوباً يتأثر باللون تجاه الأشخاص الذين سيقدمون لهم المساعدة أو الذين لن يساعدوهم". ويعتزم وزير الدفاع دونالد رامسفيلد أيضاً زيارة نيو اورليانز. وألقى العديد من القادة الأميركيين السود بتبعة التقاعس في الاستجابة للكارثة على سياسة التمييز العنصري. ووجه الزعيم الحقوقي القس جسي جاكسون انتقاداً حاداً إلى الرئيس الأميركي جورج بوش مثيراً قضية التمييز الحساسة. وقارن جاكسون بين سرعة استجابة الإدارة الأميركية لكارثة"تسونامي"وتلك التي خلفها"كاترينا". وصرح جاكسون وهو يقود قافلة لإنقاذ عدداً من الطلاب الذين حوصروا داخل جامعة كسافير في نيو أولينز"هناك عدم مبالاة تاريخي لآلام الفقراء والسود... يبدو أننا نعتاد سريعاً على معاناة السود". وأضاف:"نناشد رئيسنا للقيام بجولة على الأرض وليس من الجو". يشار إلى أن بوش تفقد حجم الدمار الذي أصاب نيو أورلينز على متن مروحية وذلك بعد اعترافه أن نتائج جهود الإغاثة من الإعصار كاترينا"غير مقبولة". تحقيق في الكونغرس وفتح عمدة المدينة راي ناغين النار على المسؤولين الفيديراليين الذين اتهمهم بالتثاقل في الاستجابة لمأساة مدينته. وكانت السناتور الجمهورية سوزان كولينز التي ترأس لجنة الشؤون الحكومية في مجلس الشيوخ والسناتور جوزيف ليبرمان أكبر عضو ديموقراطي في اللجنة، أعلنا عزمهما فتح تحقيق في ما وصفاه ب"الإخفاق الكبير"لاستجابة الحكومة لضحايا الإعصار، مع عودة مجلس الشيوخ بكامل أعضائه من عطلته الصيفية. من جهته، اعتبر شيرتوف أن مصير ضحايا الإعصار يتحسن مع وصول المساعدات، ولكن المهمة لا تزال جسيمة لإزالة آثار كارثة استخفت من المخططات الرسمية العاجلة كافة. وقال وزير الأمن الداخلي انه سيمضي أياماً عدة في نيو اورلينز للعمل على تلاحم جهود الإنقاذ المدنية والعسكرية. وأضاف في معرض دفاعه عن رد فعل الإدارة وعن التخطيط لمواجهة الكوارث إن الإعصار وما تبعه من فيضانات وسيول في نيو اورلينز بعد انهيار السدود الوقائية هما"كارثتان"مثلتا تحدياً غير مسبوق. وقال المنتقدون إن وكالة إدارة الطوارئ الفيديرالية فقدت فعاليتها منذ أصبحت جزءاً من وزارة الأمن الداخلي في إطار عملية لإعادة التنظيم بعد اعتداءات 11 أيلول سبتمبر. أكبر جسر جوي وأخلى عمال الإنقاذ خلال عملية استغرقت ثماني ساعات ملعب سوبردروم الرياضي ومركز المؤتمرات من الآلاف الذين اتخذوه ملاذاً لهم هناك خلال هبوب العاصفة ليجدوا أنفسهم فريسة لظروف عصيبة. وحملت مئات الحافلات وطائرات الهليكوبتر النازحين إلى المطار حيث خلصتهم طائرات النقل العسكرية من البؤس الذي ساد المدينة نتيجة الإعصار كاترينا الذي ضرب ساحل الخليج الأميركي الأسبوع الماضي، ليقتل آلاف الأشخاص ويشرد المزيد. وأجلي عشرات آلاف الناجين في نيو أورلينز بفضل أكبر جسر جوي داخلي في تاريخ الولاياتالمتحدة أقيم لإنقاذ المنكوبين، بحسب ما أعلن وزير النقل الأميركي نورمن مينيتا. ويشارك في العملية نحو 40 طائرة مدنية وعسكرية تتخذ محوراً لها مطار لويس أرمسترونغ في نيو أورلينز، حيث تصل محملة بالمواد الغذائية وتعود محملة بالمنكوبين. وقال الوزير:"انطلقنا من لا شيء لإقامة أكبر جسر جوي شهدته الأراضي الأميركية لنقل المساعدات وإجلاء سكان نيو اورلينز. وسيستمر هذا الجسر قائماً طالما اقتضت الحاجة". وتمكن المسؤولون في الطيران المدني من إقامة تجهيزات موقتة وتأمين مراقبة الرحلات الجوية، فأقاموا برجاً للمراقبة وأتوا بمولدات كهرباء، وبوقود وهواتف نقالة عبر الأقمار الاصطناعية، إضافة إلى تأمين مدرج في المطار الذي تضرر هو أيضاً بمرور الإعصار. ويصل الضحايا القادمون من مركز المؤتمرات أو الملعب الكبير أو سطوح المنازل، إلى المطار بالحافلات أو بالمروحيات، ثم يتم إجلاؤهم إلى ولايات مجاورة. وتوقعت سوق"لويدز أوف لندن"للتأمين البريطانية أن يكبّد الإعصار شركات التأمين 40 بليون دولار. عروض وفي نهاية الأسبوع الماضي، عرضت 60 دولة مساعدات، بدءاً بالمملكة العربية السعودية ووصولاً إلى جزر الدومينيكان. ولم ترد الولاياتالمتحدة أياً من العروض. أمام ذلك، تقدمت قطر أمس بعرض هو الأعلى نسبة، بلغت قيمته مئة مليون دولار لمنكوبي الإعصار كاترينا. وترك العرض الأفغاني أثراً معنوياً كبيراً لدى السفير الأميركي في كابول رونالد نيومان الذي أعلن عن تبرع أفغانستان بمئة ألف دولار للمساعدة في جهود الإغاثة. بدورها، أعربت إيران أمس عن استعدادها لمساعدة ضحايا الإعصار. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية حميد رضا آصفي:"مستعدون لتقديم المساعدة من طريق الهلال الأحمر حينما نتلقى طلباً رسمياً من الولاياتالمتحدة"المنقطعة علاقة طهران معها منذ 26 عاماً. وأكد الناطق عدم وجود هدف سياسي وراء المعونة المتوقع إرسالها ورفض أي تقارير تفيد أنها مجرد"ديبلوماسية الإعصار".