سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
واشنطن تدرس عروض المساعدات ... وتشافيز ينتقد تقصير "راعي البقر" في البيت الأبيض . المشردون من نيو أورلينز يتدفقون على تكساس والقوات المسلحة تنتشر في المناطق المنكوبة
وصل أول المشردين بفعل الإعصار كاترينا الذين أجلوا عن مدينة نيو أورلينز إلى ولاية تكساس أمس، في وقت تسابق رجال إنقاذ مع الزمن في بحثهم عن المزيد من الناجين أو الجثث لانتشالها. ووصف الرئيس الأميركي جورج بوش الحادث بأنه"أسوأ الكوارث في تاريخ أمتنا"، بعدما استعرض الدمار في لويزيانا وميسيسبي في رحلة بالطائرة، خلال انتقاله من تكساس إلى واشنطن. وتسبب الإعصار كاترينا وتبعاته بأضرار لا يمكن إصلاحها، لحقت بعشرات آلاف المنازل والأعمال في المنطقة، وترك 78 ألف شخص في ملاجئ الطوارئ، بحسب تأكيد الرئيس الأميركي. وأعلنت الحكومة الفيديرالية الأميركية تعبئة لا سابق لها. وقال وزير الأمن الداخلي مايكل شيرتوف في مؤتمر صحافي مع برفقة وزير الطاقة سامويل بودمان ووزير النقل نورمان مينيتا ومساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الداخلي بول ماكال ومسؤول البيئة ستيفن جونسون، انهم يعتزمون"العمل من دون كلل وكفريق واحد لتقديم المساعدة اللازمة"للمنكوبين. ويتولى شيرتوف تنسيق عمليات الإنقاذ، فيما تقوم وزارة الأمن الداخلي التي أعلنت ان نتائج الإعصار"تشكل كارثة ذات بعد وطني"، بإدارة الموارد الفيديرالية لعمليات الإنقاذ. وطلب حكام الولايات المتضررة 10 آلاف عنصر إضافي من الحرس الوطني، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي إلى 21 ألفاً لن تقتصر مهامهم على جهود الإنقاذ، بل تمتد إلى احتواء عمليات السلب والنهب التي أشاعت حالاً من الفوضى العارمة في المناطق المنكوبة. وأعلن حاكم تكساس ريك بيري أن نحو 23 ألف نازح تجمعوا في صالة الألعاب المغطاة في نيو اورلينز سيتم إيواؤهم في هيوستن. وقال إن 500 حافلة ستتولى نقل المهجرين من نيو أورلينز الى مدينة هيوستن الرياضية خلال 24 ساعة. وقبل منتصف ليل الأربعاء- الخميس، وصلت أول حافلة مقبلة من نيو أورلينز. ولم يعرف من زوّد الركاب الخمسين بالحافلة هذه التي قادها شاب في العشرين من العمر، والتي ليست من ضمن حافلات الإنقاذ التي أرسلت إلى المناطق المنكوبة. غير أن ملعب هيوستن رحب بهم في انتظار وصول آخرين. ويوفر ملجأ هيوستن للاجئين المتوقع أن يصل عددهم على 20 ألف شخص، المياه للاستحمام والوجبات الساخنة والأسرة للنوم، إضافة إلى الخطوط الهاتفية للاتصال بذويهم. وفي نيو أورلينز المنكوبة حيث انتظر الآلاف إجلاءهم في مواقف السيارات وعند تقاطعات الطرق الرئيسية، بدأت إمدادات الطعام ومياه الشفة تنقص بعد عمليات السلب والنهب التي انتشرت. غير أن منسوب مياه الفيضانات توقف أخيراً عن الارتفاع. وإلى جانب حافلات الإغاثة وشاحنات الجيش، اضطر البعض إلى ركوب شاحنات صغيرة وشاحنات توصيل الطلبات للخروج من مدنهم، وبدت أطرافهم متدلية من جانبيها بعدما غلب عليهم التعب. وقدر عدد ضحايا الإعصار كاترينا بالآلاف في ولايتي لويزيانا وميسيسبي. وأعلن الرئيس الأميركي أن السلطات نقلت بالفعل أكثر من 78 ألفاً إلى ملاذات الطوارئ وان عشرات الآلاف من المنازل والمكاتب دمرت. ووعد بوش ببذل جهد كبير لإعمار المنطقة المنكوبة. وقال بوش إن الحكومة ستبدأ"تنفيذ جهد إغاثة شاملاً"بعد مساعدة الذين يحتاجون إلى معونات فورية. وأضاف:"نركز على إعادة الكهرباء وخطوط الاتصال التي قطعت أثناء العاصفة. وسنقوم بإصلاح الطرق البرية الرئيسية والجسور وغيرها من وسائل المواصلات الأساسية في أسرع وقت ممكن". وقدر رئيس بلدية نيو اورلينز راي ناغين إن الموقف قد يستغرق 12 أو 16 أسبوعاً قبل أن يتمكن سكان المدينة من العودة. ويقدر عدد المحاصرين في المدينة ب80 ألف شخص. وقال خفر السواحل الأميركي إن ما لا يقل عن 20 منصة نفط بحرية وحفاراً فقدت في خليج المكسيك إما غرقاً أو جرفتها المياه. وأرسل الجيش الأميركي سفينة مستشفى وحاملتي مروحيات لمساعدة سفينتين أخريين من البحرية تقومان بعمليات إنقاذ في المنطقة. وحشد حكام الولايات المتضررة ثمانية آلاف من قوات الحرس الوطني. تشافيز وراعي البقر وفي كاراكاس، وصف الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز نظيره الأميركي بأنه"راعي بقر"فشل في إدارة الكارثة التي تعرضت لها بلاده. وقال تشافيز خلال اجتماع للحكومة نقله التلفزيون على الهواء"هذه الحكومة ليس لديها خطط إجلاء. هذا أمر لا يصدق، أكبر قوة في العالم منشغلة جداً بالعراق وتركت مواطنيها تتقطع بهم السبل". وقال تشافيز ضاحكا:"هذا الرجل، ملك العطلات، ملك العطلات الجالس في مزرعته لم يقل شيئاً سوى: عليكم أن تفروا. ولم يقل كيف... راعي البقر هذا... هذه عقلية رعاة البقر". مواساة ومساعدة من جهة أخرى، أعلن البيت الأبيض أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حادث الرئيس جورج بوش هاتفياً لتقديم تعازي السعودية ومساندتها للولايات المتحدة بعد الأضرار والخسائر البشرية التي خلفها الإعصار وانه عرض"مساندة"السعودية بعد الإعصار. وقال الناطق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان أن الزعيمين لم يناقشا خلال المحادثة الهاتفية إمدادات المعروض من النفط. ووجه رئيس الوزراء البحريني خليفة بن سلمان آل خليفة برقية تعزية للرئيس الأميركي، أعرب فيها عن"ثقته"بأن الولاياتالمتحدة ستتغلب على هذه الكارثة. وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك أن السلطات تدرس العروض التي أتتها من حكومات أجنبية. وأضاف"ليست لدي حالياً لائحة كاملة بأسماء تلك الحكومات ولا أريد ان اذكر دولاً وانسى اخرى، لان هذه العروض لا تزال تصلنا"، إلا انه أوضح أن"نحو اثنتي عشرة حكومة اتصلت بنا"لهذه الغاية. وأكد انه ليس على علم بان الرئيس تشافيز عرض إرسال وقود ومساعدات إنسانية إلى الولاياتالمتحدة. وأعلنت ألمانيا استعدادها الكامل لتقديم كل أنواع المساعدة للولايات المتحدة. ورجح منسق الأممالمتحدة لجهود الإغاثة في حالات الطوارئ إيان انغلاند الذي اشرف على جهود الإغاثة بعدما ضرب"تسونامي"دولاً آسيوية أواخر العام المضي، أن يتفوق الإعصار كاترينا بسهولة على كوارث طبيعية أخرى حديثة مدمرة في ما يتعلق بالكلفة الاقتصادية. وعرض مساعد الأمين العام للأمم المتحدة مساعدة المنظمة الدولية على الولاياتالمتحدة في رسالة رسمية . وقال انغلاند ان من المحال المقارنة بين الإعصار كاترينا وأمواج مد"تسونامي"من حيث حجم الخسائر في الأرواح، بينما لفت إلى أن الإعصار كاترينا تفوق على كوارث طبيعية أخرى لجهة الخسائر الاقتصادية. وفي وقت قدرت خسائر المادية لأمواج المد بنحو عشرة بلايين دولار، قدرت خسائر كاترينا بنحو 26 بليون دولار. بدورها، أعربت رئيسة الفيليبين غلوريا ماكاباغال أرويو عن تعاطفها مع ضحايا الإعصار كاترينا.