نفى ناطق باسم البنتاغون امس ان يكون الرئيس جورج بوش قرر استدعاء قوات اميركية تخدم حالياً في العراق للمساعدة في اعمال الاغاثة وحفظ الامن في المناطق الاميركية المنكوبة بسبب اعصار كاترينا. وقال إن الاتهامات بأن التأخر في الاستجابة السريعة للكارثة"لا علاقة له بالحرب في العراق". لكن مسؤولاً ابلغ"الحياة"انه من الممكن استدعاء عدد من الطيارين من العراق لفترة وجيزة للمساعدة في جهود الاغاثة لفترة محدودة. وكانت كاثلين بلانكو، حاكمة ولاية لويزيانا، دعت بوش الى استدعاء الوحدة العسكرية المقاتلة والتي ارسلت من ولايتها الى العراق، بهدف المساهمة في الجهد الانساني لمساعدة ضحايا الاعصار والفيضانات. ورفض الرئيس الاميركي هذا الطلب، مشدداً على ان"الحرب في العراق لا تؤثر في جهود الاغاثة". وتوقع مراقبون ان تساهم الكارثة الطبيعية التي ضربت الساحل الاميركي الجنوبي قبل خمسة ايام في تصعيد الحملة ضد الحرب في العراق، والدعوات الى سحب القوات الاميركية بأسرع وقت ممكن، بغض النظر عن النتائج. ويرى المراقبون انه سيصبح من الصعب اقناع الرأي العام الاميركي ان اقامة ديموقراطية في العراق اهم من انقاذ سكان نيو اورلينز. وكان بوش أمر امس بإرسال 11 الفاً من قوات الجيش النظامي الى المناطق المنكوبة في الساحل الجنوبي للولايات المتحدة بعد قراره ارسال 40 الفاً من قوات الحرس الوطني في محاولة لاحتواء الغضب الشعبي وحملة الانتقادات التي تعرضت لها ادارته بسبب تقصيرها في الاستجابة السريعة لأكبر كارثة طبيعية تحل بالبلاد منذ اكثر من مئة عام. وبدت الولايات الجنوبية المنكوبة وكأنها منطقة عمليات عسكرية، فيما تدفقت قوات الحرس الوطني بالآلاف لإعادة السيطرة على مدينة نيو اورلينز في لويزيانا، والتي كانت عصابات النهب اجتاحت اجزاء منها، وللمساهمة في اعمال الانقاذ والاغاثة، علما أن عملية انتشال جثث الضحايا، والتي قدر عددها بعشرة آلاف على الأقل، لم تبدأ بعد، نظراً لإعطاء الاولوية لاغاثة الاحياء في المدينة التي بقي ثلاثة ارباعها غارقاً تحت مياه الفيضانات. وشوهدت عشرات المروحيات تحوم فوق المناطق المنكوبة وتعمل على توزيع المواد الغذائية والأدوية، فضلا عن نقلها الناجين الى مناطق تجمع أقيمت لهذا الغرض. كما انتشرت قوات الشرطة الفيدرالية والمحلية في مختلف المناطق المنكوبة، وبخاصة في الاحياء التي تحوي المباني الحكومية والشركات الكبرى. وتواصل امس نقل آلاف اللاجئين الى مدن قريبة، فيما قدرت كلفة اصلاح الاضرار من اعصار كاترينا بحوالي مئة بليون دولار، من دون احتساب الكلفة غير المباشرة لتعطيل اقتصاد المدن المنكوبة، والتي قدرت بحوالي مئة مليون دولار يومياً في مدينة نيو اورلينز وحدها. وانضم سياسيون جمهوريون الى خصومهم الديموقراطيين لتوجيه انتقادات للإدارة والحكومة الفيدرالية لعدم ارتقائها الى مستوى الكارثة بالسرعة المتوقعة. وتساءل رئيس مجلس النواب الجمهوري نيوت غينغريتش:"إن لم نستطع ان نستجيب بسرعة لكارثة كنا نتوقعها لعدة ايام، فكيف سنستجيب في حال تعرضنا لهجوم نووي او بيولوجي؟". ووصف حاكم ولاية ماساتشوستس ميتشل رومني عدم استجابة الحكومة بشكل فعال بأنه"مصدر احراج كبير". وأعلن مجلس الشيوخ انه"سيخضع بدءاً من الاربعاء المقبل مسؤولين في وزارة الأمن الداخلي لاستجواب يندرج ضمن تحقيق يهدف الى كشف الحقائق حول الثغرات في التحضير والتحرك لمواجهة هذه العاصفة الرهيبة، ويمهد لأخذ العبر في مواجهة الكوارث المقبلة". اما الزعماء السود فرأوا ان استجابة الادارة البطيئة لمطلب توفير المساعدات كرّست الانقسام الطبقي والعرقي في الجنوب وأنحاء الدولة. ولم يتردد النائب الديموقراطي أليجا كامينغز من ولاية ميريلاند في تحديد الفارق بين من عاش ومن مات في هذه العاصفة والفيضان العظيم ب"الفقر او العمر او لون البشرة"، في حين أكدت ديانا واتسون النائبة عن ولاية كاليفورنيا ان"العار لحق بأميركا التي فشلت في الامتحان". ونظراً الى حجم الكارثة، ألغى بوش الاجتماع المقرر مع نظيره الصيني هو جنتاو في واشنطن الاربعاء المقبل الى أجل غير مسمى، في وقت اعلنت وزارة الخارجية انها لن ترفض أي عرض للمساعدة تقدمها الدول الاجنبية المعارضة لسياستها، ومن بينها كوبا التي دعا رئيسها فيدل كاسترو الى"هدنة"في"العداء الفكري"مع واشنطن، وعرض ارسال 1100 طبيب الى هيوستن، اضافة الى 26 طناً من الادوية. ولفت ايضاً، بعث جمعية الصليب الاحمر الكورية الشمالية رسالة تعاطف الى الولاياتالمتحدة، في بادرة نادرة تجاه دولة تصفها الدولة الشيوعية بأنها"شريرة"يقودها"معتوه سياسي". ولم يرد ذكر لعرض تقديم مساعدات. وتبرعت قطر بمئة مليون دولار"مساهمة في الجهود المبذولة لاغاثة ضحايا هذه الكارثة الانسانية". وسبق ان عرضت السعودية والاردن والامارات تقديم مساعدات اغاثة.