تعتبر السيطرة على أي مصرف ايطالي من غير الايطاليين مهمة معقدة وشبه مستحيلة. هذا ما يختبره اليوم مصرف أي بي ان امرو الهولندي الذي كان اطلق عرضاً لشراء المصرف الايطالي انطونفينيتا بسعر 25 يورو للسهم الواحد. لكن الحمائية الايطالية، وخصوصاً في عالم المصارف، أقامت عائقاً امام طموحاته على شكل عرض مضاد قدمه مصرف بنكا بوبولاري دي لودي بزيادة يورو واحد على كل سهم، أي 26 يورو للسهم. لكن الفارق بين العقدين هو ان المصرف الهولندي يقدم للمساهمين امكان بيع اسهمهم نقداً، بينما يعرض عليهم المصرف الايطالي عملية مبادلة. فيقوم بنكا بوبولاري دي لودي بعرض ثلاثة انواع مختلفة من الأسهم : 17,7 في المئة على شكل أسهم جديدة فيه، 69,2 في المئة في ريتي بنكاري، احد المصارف في مجموعة المصرف الايطالي، ثم سندات بوبولاري دي لودي ملزمة بسقف 11,6 في المئة. في المقابل، تقوم دي لودي لتمويل هذه العملية، بزيادة رأسمالها وبعملية اصدارات واسعة قيمتها الاجمالية 3 بلايين يورو. وتعتبر المؤسسة التي تمتلك 29,11 في المئة من قيمة انطونفينيتا، انها اذا نجحت في عرضها المضاد، قد تشهد ايطاليا ولادة مجموعة مصرفية جديدة، تأتي في المرتبة الخامسة مع 2000 فرع في 1200 مدينة . لم يفاجئ عرض دي لودي الأوساط المصرفية، خصوصاً ان المصرف كان قد زاد حصته في انطونفينيتا في نيسان ابريل الماضي. وكان الأمر يتعلق، بالنسبة الى بعض الأوساط المالية في ايطاليا، والمعروفة برفضها المطلق لسيطرة اية مؤسسة اجنبية على أي مصرف البلاد، بإيجاد حل بديل لافشال محاولة أي بي ان. امرو. وهكذا عانى المصرف الهولندي صعوبات عدة لرفع مستوى مساهمته الى 20 في المئة في رأسمال انطونفينيتا، خصوصاً ان المصرف المركزي الايطالي لم يكن ينظر بعين الرضى الى"تسلل"المصرف الهولندي الى نظامه المصرفي. وقد ارتفع سهم أي بي ان امرو بعد اعلان العرض المضاد 1,45 في المئة الى18,84 يورو.