قال بيان صادر عن بطريركية الروم الأرثوذكس في القدسالمحتلة أمس، إن رجال دين كباراً في الكنيسة أعلنوا أمس عدم اعترافهم رسمياً بالبطريرك ايرينيوس الأول، وإقالته من منصبه على خلفية صفقة بيع ممتلكات تابعة للكنيسة في المدينة المقدسة لمتمولين يهود. وأضاف البيان أن"أخوية القبر المقدس قررت عزل وإقالة البطريرك إرينيوس الأول، بطريرك الروم الأرثوذكس في القدس عن منصبه الكنسي ابتداءً من صباح اليوم الخميس، وذلك على خلفية ما آلت اليه الأمور بعد ما أصبح يعرف بصفقة باب الخليل". ووقّع القرار 13 مطراناً و25 أرشمندريتاً، يشكلون الغالبية الساحقة من المجمع المقدس ومن أخوية القبر المقدس، اجتمعوا أمس في أعقاب تأكيدات بأن البطريرك كان، خلافاً لادعاءاته، على علم بإبرام الصفقة التي أثارت ردود فعل واسعة في فلسطين والأردن واليونان وخصوصاً في أوساط العرب الأرثوذكس. وتحدث البيان عن إقالة البطريرك من منصبه وعدم التعامل معه إطلاقا واعتباره شخصية غير مرغوب فيها كنسياً. وتحميله مسؤولية الفساد المستشري في البطريركية، خصوصاً علاقاته بأشخاص مشبوهين بالتفريط بعقارات وأوقاف أرثوذكسية بطريقة فردية وغير مسؤولة. لكن لم يعرف بعد إذا ما كان رجال الدين الذين قرروا عزل ايرينيوس يملكون السلطة لتنحيته. وأعلن الموقعون على البيان بدء الحملة القضائية ضد البطريرك، والمتورطين معه لإبطال كل الصفقات المشبوهة، وإعادة ما سرق من عقارات وأموال لحساب البطريركية، ودعوا كل الكنائس الأرثوذكسية العالمية لمقاطعة ومحاسبة البطريرك. و اعتبر الأرشمندريت الدكتور عطا الله حنا، الناطق الرسمي باسم الكنيسة الأرثوذكسية في القدس والديار المقدسة، القرار انتصاراً للحق على الباطل. وقال الأب حنا إن القرار يشكل موقف الغالبية العظمى من أعضاء القبر المقدس، وهو تعبير عن رفضنا واستنكارنا لما أقدم عليه البطريرك من تسريب للعقارات الأرثوذكسية. وأضاف الأب عطا الله:"إننا لن نكتفي بعزله، وإنما سنتخذ كل الإجراءات لمحاسبته وإعادة ما تم التفريط به". وناشد الحكومتين الفلسطينية والأردنية سحب اعترافهما بالبطريرك تجاوباً مع قرار أخوية القبر المقدس. من ناحيته قال رئيس مجلس المؤسسات الأرثوذكسية الفلسطينية مروان الطوباسي إن هناك فرصة تاريخية أمام البطريرك السابق إيرينيوس الأول كي يقبل طواعية بالقرار احتراماً للكنيسة ومؤسساتها. وأكد طوباسي أن هناك إجماعاً لدى المؤسسات الأرثوذكسية على عدم الرغبة في أن يستمر في منصبه الكنسي. وأشار ديمتري دلياني، رئيس التجمع الوطني المسيحي إلى أن القرار جاء انعكاساً لصوت الشارع الفلسطيني وانسجاماً تاماً مع المعارضة الكبيرة داخل البطريركية. ووصف القرار بالشجاع والجريء وقال إنه كان متوقعاً بعد ما آلت إليه الأمور من التدهور والانقسامات.