بدأ العد العكسي غير الرسمي للانتخابات النيابية العامة في المانيا امس، مع اعلان حزبي الاتحاد المسيحي عن اختيار انجيلا ميركل رئيسة الحزب الديموقراطي المسيحي مرشحتهما لمنافسة المستشارغيرهارد شرودر على منصب المستشار الاتحادي في الخريف المقبل. وبعد جلسة مشتركة لقيادتي الحزبين، اعلن رئيس الحزب الاجتماعي المسيحي رئيس حكومة بافاريا والمرشح السابق للمنصب ادموند شتويبر في مؤتمر صحافي ان القيادتين وافقتا بالاجماع على اختيار ميركل مرشحة رسمية لمنصب المستشار. وقالت ميركل انها وافقت على الترشيح وستبذل كل جهد ممكن للفوز بثقة الشعب للعمل على انقاذ البلاد من المنحدر الذي وصلت اليه على المستويين المالي والاقتصادي والاجتماعي. وعلى رغم ان العجلة الانتخابية لمختلف الاحزاب السياسية بدأت منذ ايام في الدوران، الا انه لا يزال غير معروف بعد ما اذا كان رئيس الدولة الالمانية هورست كولر سيوافق على حل البرلمان الاتحادي قبل سنة من نهاية ولايته، من دون وجود اسباب قاهرة كما ينص على ذلك الدستور الذي يحدد شروطاً صعبة. لكن الناطق الرسمي باسم الحكومة الالمانية بيلا اندا اعلن امس، ان المستشار شرودر سيطرح التصويت على الثقة في حكومته في الاول من شهر تموز يوليو المقبل، في الوقت الذي تبحث فيه دوائر الحكومة عن"اخراج قانوني"لحل البرلمان. وكانت ميركل تخلت عام 2002 عن حقها في الترشح باسم الاتحاد المسيحي ضد شرودر لمصلحة شتويبر في ختام صراع داخلي قوي بين حزبيهما الشقيقين. وخسر الاتحاد مع حليفهما الحزب الليبيرالي الانتخابات الماضية بنسبة قليلة امام الحزب الاشتراكي الديموقراطي وحزب الخضر. لكن ارتفاع البطالة المستمر في البلاد، وتباطؤ النمو الاقتصادي، وخسارة الائتلاف الحكومي على التوالي معظم الولاياتالمتحدة ال 16، خصوصاً ولاية شمال الراين ووستفاليا قبل اسبوعين، التي كانت قلعة الاشتراكيين الديموقراطيين مدة 28 سنة، فرض على المستشار وحزبه الاقرار بالهزيمة شبه الكاملة واختيار"الهرب الى الامام". ورأت اوساط المستشار انه حتى لا تكون السنة الفاصلة عن الانتخابات الدورية، ضائعة ومسدودة الافق بعد سيطرة المعارضة على ثلثي اعضاء مجلس اتحاد الولايات، ما يعني عرقلة كل قانون وخطوة تتقدم بهما حكومة شرودر، من الاجدى للجميع الاحتكام الى الناخبين. ومع تعيين ميركل مرشحة لمنصب مستشار المانيا، تشهد البلاد للمرة الاولى في تاريخها امكانية حقيقية لوصول سيدة الى منصب رئيس الحكومة بعد تدني شعبية شرودر وحزبه، اضافة الى انها امرأة تأتي من المانياالشرقية السابقة وكانت ميركل خرقت في عام 2000 ايضاً تقليداً حزبياً في البلاد مع انتخابها رئيسة للحزب الديموقراطي المسيحي بعد فضيحة الحسابات المالية السرية التي ارتبطت باسم هلموت كول. وواجهت ميركل, التي تحمل شهادة دكتوراه في الفيزياء وانتسبت بعد الوحدة الالمانية عام 1990 الى الحزب الديموقراطي المسيحي وتسلمت مرتين حقائب وزارية في حكومة كول، معارضة عنيفة كرئيسة للحزب من جانب منافسين داخليين، خصوصاً من شتويبر الذي يعتبر نفسه أكفأ منها، وكان يطمح حتى فترة قصيرة الى تجديد ترشيحه ضد شرودر، لكن فوز حزبها الباهر في ولاية شمال الراين قلب الميزان نهائياً لمصلحتها.