سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بوش يلتقي عباس ويشدد على ربط الانسحاب من غزة ب"خريطة الطريق" . واشنطن لم تطلب نزع سلاح الفصائل وركزت على الانتخابات والدعم الاميركي القوي ل "ابو مازن" لم يأخذ بتدخلات شارون
اكد الرئيس الاميركي جورج بوش امس عقب لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعمه اقامة دولة فلسطينية"مستقلة قابلة للحياة"، مشدداً على ضرورة الربط بين خطة الانسحاب الاسرائيلي من غزة والتزام تنفيذ خريطة الطريق لتسوية نهائية. ودعا اسرائيل الى"وقف بناء المستوطنات او توسيعها في قطاع غزةوالضفة الغربيةوالقدس"والانسحاب من الاراضي الفلسطينية وصولاً الى"انهاء الاحتلال الاسرائيلي الذي بدأ في العام 1967". وقال بوش، الذي التقى عباس في البيت الابيض في اول لقاء من نوعه منذ خمس سنوات، إن حدود الدولة الفلسطينية يجب ان تحددها المفاوضات النهائية بين الطرفين وفق مرجعية خريطة الطريق، مشيرا الى ان جدار الفصل الذي تبنيه الحكومة الاسرائيلية داخل الاراضي الفلسطينية"يجب ان لا يمثل حدوداً سياسية بل حاجزاً امنياً". وخلافاً للمطالب الاسرئيلية، لم يطلب الرئيس الاميركي من نظيره الفلسطيني نزع سلاح حركة"حماس"والفصائل الفلسطينية المعارضة أو تفكيك بناها التحتية، بل اشاد بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة الفلسطينية حتى الآن. ورغم تمسكه بوصف"حماس""تنظيماً ارهابياً"، اكد ضرورة مشاركة مختلف القوى في الانتخابات الفلسطينية المقبلة. وطالب الرئيس الاميركي اسرائيل بسحب قواتها الى المواقع التي كانت تحتلها قبل اندلاع الانتفاضة الثانية في 28 ايلول سبتمبر 2000 بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، مشدداً على ان تكون الاراضي الفلسطينية"متصلة جغرافياً، واعتبر انه"لا يمكن ان تنجح دولة بأراضٍ مبعثرة". واستخدم بوش تعبير"العودة الى خريطة الطريق"، في اشارة غير مباشرة الى محاولة اسرائيل التهرب من استحقاقات الخطة السلمية بحجة متطلبات الامن. وقال بوش ان حكومته قررت منح السلطة الفلسطينية 50 مليون دولار لتمويل مشاريع سكنية في قطاع غزة وتحسين اوضاع المواطنين فيه، كما طلب من وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس زيارة القطاع ورام الله قبل بدء الانسحاب من غزة. وشدد على ان خريطة الطريق"هي الطريق الوحيدة لتحقيق رؤية الدولتين". من جانبه، شكر الرئيس عباس الرئيس الاميركي على الدور الذي يلعبه في دعم المفاوضات السلمية وصولاً الى انهاء الاحتلال الذي بدأ في العام 1967، واقامة دولة فلسطينية في حال سلام مع اسرائيل. واشار الى ان مستوى العنف بين اسرائيل والاراضي الفلسطينية وصل اخيراً الى ادنى مستوى له منذ اربع سنوات بفضل الجهود التي بذلت من الجانب الفلسطيني للحفاظ على الهدوء. واشار عباس الى ان"الحرية هي الوجه الآخر للديموقراطية"، مؤكداً ان الديموقراطية الفلسطينية"لن تكتمل إلا بإنهاء الاحتلال وتحقيق الحرية للفلسطينيين". واتهم عباس اسرائيل بإتخاذ خطوات تستهدف تقويض رؤية الرئيس الاميركي لجهة اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة والعمل على احباط الاجهود السلمية. وحذر من ان"عامل الوقت هو عدونا الاول... وعلينا ان ننهي هذا النزاع قبل فوات الاوان". وشدد على ضرورة الانتقال الى مفاوضات الوضع النهائي حول القدس والمستوطنات والحدود واللاجئين والمياه بأسرع وقت ممكن على اساس رؤية بوش ومبادرة السلام العربية. ورداً على سؤال عن استمرار اسرائيل في توسيع المستوطنات في الاراضي الفلسطينية، قال بوش إن موقف بلاده هو ضرورة وفق بناء المستوطنات أو توسيعها في كل الاراضي الفلسطينية بما فيها القدس بحسب خريطة الطريق، مشيراً الى انه نبه الاسرائيليين بأن"عليكم التزامات كما على الفلسطينيين". الى ذلك، حرصت الادارة الاميركية على تقديم اكبر دعم ممكن للرئيس الفلسطيني وسط محاولات اسرائيلية لإقناع واشنطن بعدم تقديم ضمانات له تضعف التعهدات الاميركية التي حصلت عليها الحكومة الاسرائيلية. وقال مسؤول اميركي ل"الحياة"ان الادارة تبذل جهوداً تتركز على ضرورة تقديم الدعم السياسي والاقتصادي لحكومة"ابو مازن"لدفع التسوية السلمية وتفادي احتمال انهيارها ومعها انهيار احد اهم الانجازات التي تم تحقيقها في الشرق الاوسط تحت شعار"نشر الديموقراطية"في المنطقة. ورغم محاولات رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وجماعات الضغط اليهودية النافذة في واشنطن لثني الادارة الاميركية عن عدم"استثمار جهود كبيرة"في دعم عباس، من خلال تصويره بأنه"ضعيف"وغير قادر على ضبط الاوضاع الامنية والتقدم نحو تسوية سلمية، اكد مسؤولون في الخارجية الاميركية ان الرئيس جورج بوش اصر على تقديم ضمانات للرئيس الفلسطيني في ما يخص ضرورة الربط ما بين خطة الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة ومناطق من الضفة الغربية، من جهة، وتطبيق خريطة الطريق، من جهة اخرى. وأوضح المسؤولون ان بوش يرى في الرئيس الفلسطيني، الذي يعارض العنف وسيلة لتحقيق اهداف سياسية، وفي الانتخابات التي اوصلته الى رأس هرم السلطة، انجازاً لا بد من الحفاظ عليه في اطار دفع سياسة نشر الديموقراطية في المنطقة. واعتبر ناطق بإسم الخارجية ان الانتخابات في العراق وفلسطين، والانتخابات المزمع اجراؤها في لبنان الاسبوع المقبل، تمثل"ثلاثية ديموقراطية تسعى الادارة الى المحافظة عليها كأساس"لتشجيع التحول الديموقراطي في المنطقة". وأكدت مصادر اميركية امس ان الادارة لن تطالب السلطة الفلسطينية بنزع اسلحة المجموعات المسلحة في الاراضي الفلسطينية، وبخاصة"حماس"، الى ما بعد اجراء الانتخابات الفلسطينية في وقت لاحق من العام الحالي، لتخفيف الضغوط السياسية التي يتعرض لها عباس. ويأتي الموقف الاميركي هذا منافياً للشروط الاسرائيلية لإستئناف محادثات السلام مع الحكومة الفلسطينية. اسرائيل: لا جديداً في كلام بوش وفي القدسالمحتلة اف ب اعتبر مسؤول اسرائيلي ان تصريحات الرئيس بوش اليوم خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس الفلسطيني"ليست جديدة ولا مفاجئة بالنسبة الينا وهي على ما يبدو تعبير عن قلق يتعلق بالتوازن". واضاف"كنا ننتظر ان يذكر بوش بضرورة تطبيق خريطة الطريق وكذلك الالتزامات التي قطعتها اسرائيل ولكنه لم يقدم هدايا للفلسطينيين بقوله انه يتوجب عليهم حتماً مكافحة الارهاب".