دعا المستشار الألماني غيرهارد شرودر أمس إلى انتخابات عامة في الخريف المقبل، بعد هزيمة الحزب الحاكم في الانتخابات الإقليمية في معقله في نورث راين ويستفاليا، في خطوة أيدها الحزب الديموقراطي المسيحي المعارض، معلناً ترشيح زعيمته أنجيلكا ميركل لمنافسة شرودر على منصب المستشار. وأعلن شرودر اقتراحه بعد ساعتين على هزيمة الحزب الديموقراطي الاشتراكي الذي ينتمي إليه أمام"الديموقراطي المسيحي"، في انتخابات ولاية نورد راين ويستفاليا الواقعة شمال غربي ألمانيا والتي حكمها الاشتراكيون عقوداً طويلة. والتقى شرودر أمس، الرئيس الالماني هورست كولر لمناقشة القضايا القانونية والدستورية المتعلقة بحل البرلمان الألماني باكراً، وذلك بحسب ما أعلن الناطق باسم الحكومة الألمانية بيلا نيكولاي أندا. وأضاف الناطق أن المستشار كان تحدث هاتفياً قبل اللقاء إلى الرئيس الألماني في هذا الشأن، وأن المستشار يرغب كذلك في لقاء قادة المعارضة في الأيام المقبلة، للتوصل إلى اتفاق في شأن الانتخابات المبكرة. ترشيح ميركل وأمام ذلك، أعلن رولاند كوخ رئيس وزراء ولاية هسن الألمانية أثناء اجتماع قيادة"الديموقراطي المسيحي"، أن الحزب سيرشح ميركل في الانتخابات المبكرة المحتملة. وبذلك، يكون كوخ أفسح في المجال أمام ميركل للترشح. ويبقى موقف الحزب البافاري الشقيق الذي خاض زعيمه إدموند شتويبر الانتخابات السابقة ضد شرودر وفشل في تحقيق النجاح للحزبين. ولا يتوقع المراقبون أن يحاول شتويبر الترشح من جديد لخوض الانتخابات أمام شرودر باسم الحزبين المسيحي والبافاري، خصوصاً أن فرص ميركل هي الأكبر للفوز بترشيح أعضاء الحزب. ورفضت ميركل التعليق على ترشيحها، مشيرة إلى ضرورة انتظار قرار رئيس الجمهورية بشأن الانتخابات المبكرة. وكانت ميركل عبرت مساء اول من امس، عن تأييدها لاقتراح شرودر، وقالت رداً على سؤال عن الديموقراطيين الاشتراكيين بعد هزيمتهم في نورد راين ويستفاليا إن"كل يوم من دون حكومة التحالف هذه، سيكون جيداً لألمانيا". من جهته، رحب شتويبر الذي يترأس الاتحاد الاجتماعي المسيحي باقتراح تنظيم انتخابات مبكرة، فيما أكد رئيس الحزب الليبرالي غيدو فيسترفيلي تأييده لإجراء انتخابات مبكرة. وفي حديث نشرته صحيفة"ليبزغر فولكس تسايتونغ"الصادرة أمس، قال جورج ميلبرد رئيس وزراء ولاية سكسونيا إن نتائج الانتخابات المحلية دعمت موقف ميركل، ما جعلها في نظره، مرشحة قوية لخوض الانتخابات المبكرة. وفي الوقت نفسه، أكد نائب رئيس الحزب الديموقراطي المسيحي كريستوف بور لصحيفة"دي فيلت"أن الوقت حان لترشيح ميركل رسمياً لخوض الانتخابات. ويذكر أن مجلس النواب الألماني البوندستاغ وحده، يمكنه البت في تقديم موعد الانتخاب عبر إعلان حل نفسه. المعركة النهائية وفي هذا الإطار، قالت صحيفة"بيلد":"يدعو الحزب الديموقراطي الاشتراكي إلى خوض المعركة النهائية ...المستشار يخوض مغامرة كبيرة. ولكن الإصرار على هذا الأمر الصعب من المرجح أن يوفر على الأمة 18 شهراً من الشلل السياسي". وفي استطلاع للرأي أجرته قناة"إي آر دي"التلفزيونية، قال 46 في المئة ممن شملهم، أنهم سيدلون بأصواتهم لمصلحة الحزب الديموقراطي المسيحي المحافظ في حين اختار 26 في المئة الحزب الديموقراطي الاشتراكي. وتحمل الدعوة إلى الانتخابات المبكرة مخاطر جمة بالنسبة إلى شرودر الذي شهد تراجعاً في شعبيته مع ارتفاع نسبة البطالة إلى مستويات ما بعد الحرب العالمية الثانية. ويأمل شرودر في إقناع الألمان بأن مشاريع المحافظين الذين أيدوا خططاً اقترحها لإصلاح الاقتصاد وأثارت احتجاجات شديدة في كل أنحاء البلاد، ستكون أكثر صرامة. وقال أندريا ناهليس أحد أقطاب اليسار في الحزب الديموقراطي الاشتراكي، إن سياسات المستشار الألماني فشلت في تحفيز الناخبين في الولاية الصناعية الرئيسية التي حكمها الاشتراكيون طيلة 39 عاماً. وقال ناهليس تعليقاً على نتيجة انتخابات نورد راين ويستفاليا، كبرى الولايات الألمانية الصناعية:"ينبغي علينا أن نزيد عائدات الضرائب... لا أن نقلصها"، وطالب بتقليل استقطاعات منح البطالة التي فرضتها الحكومة في وقت سابق من هذا العام. وتجرى الانتخابات على مستوى مجلس النواب الاتحادي كل أربع سنوات. وكان مقرراً إجراء الانتخابات المقبلة في نهاية عام 2006. والانتخابات المبكرة ممكنة فقط في حالة وجود ظروف استثنائية، والقرار النهائي في يد الرئيس هورست كولر، وهو من المحافظين. ويمكن أن يسعى شرودر إلى اقتراع على الثقة في مجلس النواب. وفي حال هزيمة الحكومة فيه، يصبح أمام الرئيس كولر مهلة 21 يوماً لتحديد ما إذا كان سيحل البرلمان.