سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كاسترو ينتقد حضور بوش الجنازة ... وكلينتون يعتبر الراحل "زعيم القرن العشرين" 2500 زعيم وملايين المشاركين في وداع البابا وجهه غطي بمنديل في نعش ضم ميداليات
ووري البابا يوحنا بولس الثاني في الثرى في مراسم مهيبة في الفاتيكان أمس، بمشاركة 2500 زعيم عالمي وملايين المؤمنين. وترأس عميد الكرادلة الكردينال الالماني جوزف راتسينغر 77 عاماً مراسم الجنازة. وقال في العظة التي قوطعت بالتصفيق 12 مرة، إن الراحل"حمل عبئاً تجاوز قدرات البشر، ولم يشأ يوماً حماية حياته الخاصة، بل أراد أن يقدم نفسه من دون تحفظ حتى اللحظة الأخيرة". وسبقت الجنازة مراسم مغلقة في كاتدرائية القديس بطرس تم خلالها وضع الجثمان الذي سجي لثلاثة اأيام أمام المذبح الرئيس للكاتدرائية في نعش من السرو. ووضع منديل من الحرير الأبيض على وجه البابا ووضع معه في النعش كيس يحتوي على ميداليات طبعت خلال فترة حبريته إضافة إلى سيرة حياته. شارك مليون شخص وحشد القادة الذين قدموا من العالم أجمع في مراسم الجنازة التاريخية التي أقيمت ليوحنا بولس الثاني في روما ونقلت وقائعها مباشرة عبر محطات التلفزيون العالمية. أقيمت المراسم خارج كاتدرائية القديس بطرس. واستغرق القداس ساعتين ونصفاً، ثم نقل نعش البابا على وقع قرع الأجراس حزناً ووسط دوي التصفيق، إلى داخل الكاتدرائية ليدفن في مدفن البابوات تحتها. وبعد المناولة، توقف القداس سبع دقائق بسبب هتافات أطلقها آلاف المؤمنين، معظمهم من البولنديين، طالبوا فيها بإعلان قداسة يوحنا بولس الثاني فوراً. ورفعت لافتات كتب عليها بالإيطالية:"قديس فوراً"، بينما كان يتم التلويح بمئات الأعلام البولندية. وبلغ التأثر ذروته في حينه، وكان العديد من الحاضرين يبكون. وانطلقت الهتافات نفسها بين عشرات ألوف المؤمنين المتجمعين في حرم جامعة تور فيرغاتا على بعد عشرين كيلومتراً من روما حيث تابعوا وقائع الجنازة على شاشات عملاقة. وكان اثنا عشر رجلاً باللباس الأسود حملوا النعش إلى المذبح المستحدث خارج الكاتدرائية بعيد الثامنة بتوقيت غرينيتش، على وقع الترانيم. ودوى التصفيق لدى وصوله. وتكررت الدموع والمشاهد المؤثرة في أمكنة عدة في روما تجمع فيها الناس الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى ساحة القديس بطرس. وبعد وضع النعش في مكانه، خرج الكرادلة بلباسهم الأحمر من الكاتدرائية. عبء يتخطى طاقة البشر وترأس عميد الكرادلة الكردينال الألماني جوزف راتسينغر مراسم الجنازة. وبعدما سرد راتسينغر حياة البابا كارول فويتيلا، قال إن الراحل عندما انتخب"تمكن بفضل تجذره العميق في المسيح من حمل عبء يتخطى الطاقات البشرية الصرف فكان راعياً لقطيع المسيح ولكنيسته الجامعة". وتابع أن"البابا لم يشأ يوماً الاهتمام بحياته الخاصة والاحتفاظ بها لنفسه بل أراد أن يهب نفسه بلا حدود حتى اللحظة الاخيرة من أجل المسيح وبالتالي من أجلنا نحن". وقوطع الكردينال 12 مرة بتصفيق حاد من المصلين المحتشدين في ساحة القديس بطرس. واعلن مساعد الناطق باسم الفاتيكان الأب سيرو بينيديتي إعادة فتح الكاتدرائية امام المؤمنين مساء اليوم، اإلا أن زيارة المدفن لن تكون ممكنة للعموم قبل الاثنين. وترأس المراسم الاخيرة الكردينال الاسباني ادواردو مارتينيز سومالو كاميرلنغو الذي يتولى شؤون الفاتيكان في فترة شغور الكرسي الرسولي، في حضور عدد من الكرادلة. الحضور العالمي والتقى في الجنازة ألفان وخمسمئة زعيم من مختلف الأديان والأجناس، جمعتهم تحالفات وفرقتهم مصالح، بينهم الرئيس الاميركي جورج بوش وزوجته لورا والرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون وسلفه جورج بوش الأب، والامين العام للامم المتحدة كوفي أنان والرئيس الفرنسي جاك شيراك والرئيس المكسيكي فيسنتي فوكس وعدد من زعماء الشرق الاوسط. ووقف الرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف امام الرئيس السوري بشار الاسد مباشرة. وتمنى الرئيس الايراني محمد خاتمي أن"يمنحنا اليوم أملاً للسلام في المستقبل وليس الصراع أو الكراهية". ومن الملوك الذين حضروا، العاهل الأردني الملك عبدالله وعقيلته الملكة رانيا، والملك الاسباني خوان كارلوس وزوجته الملكة صوفيا وولي العهد البريطاني الأمير تشارلز الذي أرجأ زفافه لحضور جنازة البابا، والأسر المالكة في الدول الاسكندنافية. وحدها الأسرة المالكة في هولندا غابت عن الحدث، ما جعلها عرضة للانتقاد في لاهاي. كذلك الرئيس التشيخي فاكلاف كلاوس حضر الجنازة برفقة وزير الخارجية سيريل سفوبودا ورئيس البرلمان لامبوير زوراليك، بعدما تعطلت طائرتهم واضطروا للهبوط في ميونيخ. وأوفدت اليابان يوريكو كاواجوتشي المستشار الخاص لرئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق لحضور جنازة البابا. وأغلقت إيطاليا المجال الجوي فوق وسط روما واستدعت قوات اضافية وصواريخ مضادة للطائرات وزوارق دورية لحراسة الجنازة. وأمرت السلطات في روما بإغلاق الادارات العامة والمدارس والمتاحف أمس، وطلبت من السائقين عدم استخدام سياراتهم في محاولة لمنع فوضى مرورية. كاسترو و"رياء"بوش ووجّه الرئيس الكوبي فيديل كاسترو في خطاب ألقاه عبر الإذاعة والتلفزيون الكوبيين قبل ساعات قليلة من جنازة البابا يوحنا بولس الثاني، انتقاداً إلى الرئيس الأميركي جورج بوش، قائلاً:"الآن ذهبوا ليبكوا أمام جثة البابا يوحنا بولس الثاني الذي اعترض على الحرب والذي اعترض على النظام الإمبريالي والحرب الوحشية في العراق، إلى أي مدى يمكن أن يذهب هذا الرياء. في رأيي وجود بوش إهانة لذكرى البابا يوحنا بولس الثاني". من جهة أخرى، قال كاسترو إن الحبر الأعظم لم يكن المهندس لسقوط الشيوعية في أوروبا الشرقية كما يذكر عموماً. وقال الزعيم الشيوعي:"من المؤكد أن البابا كان ينتقد كثيراً الاشتراكية، لكن إثر انهيار الاتحاد السوفياتي والمعسكر الاشتراكي بدأ انتقاده أيضاً للنظام الرأسمالي". وأكد كاسترو أنه لا يعتبر البابا مسؤولاً عن سقوط الكتلة السوفياتية في مطلع التسعينات، بل إن سقوطها يعود إلى أخطاء استراتيجية وإلى إدارة الأمور من جانب المسؤولين الشيوعيين في تلك الحقبة. وتابع الرئيس الكوبي البالغ من العمر 78 عاماً والذي يحكم كوبا منذ 46 عاماً قائلاً:"إن انهارت الاشتراكية يوماً في كوبا فإن الذنب سيقع علينا". وحرص الرئيس الكوبي، على رغم أنه زعيم ملحد، على توجيه تحية إجلال إلى البابا يوحنا بولس الثاني بحضوره الاثنين في هافانا قداساً لراحة نفسه ووصفه بأنه"صديق لا ينسى"و"مجاهد لا يتعب"من أجل الفقراء. وفاجأت حكومة كاسترو كثيرين بإعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام لوفاة البابا وأفردت تغطية كبيرة في وسائل الإعلام لأنشطة الكنيسة الكاثوليكية بعد وفاة البابا. ويترأس ريكاردو آلاركون رئيس الجمعية الوطنية الوفد الكوبي في جنازة البابا. كلينتون من جهته، قال الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون الذي يحضر الجنازة في مقابلة أجرتها معه صحيفة"لا ريبوبليكا"الإيطالية، إن البابا"زعيم للقرن العشرين سيفتقده العالم بأسره". وقال:"ربما لم نكن متفقين على أمور شتى مثل مركزية السلطة التي عززها فويتيلا أو معارضته لسلوك وخيارات شخصية لرجال ونساء وافق عليها المجتمع الحديث، لكن الجميع كان يشعر بأنه يتخطى جدران الفاتيكان وكنيسته ليتكلم إلى الجميع". واعتبر أن"تلك كانت رسالة ديموقراطية على الصعيد الأخلاقي". وعبر الرئيس السابق عن إعجابه إزاء الحشود الغفيرة التي قدمت إلى روما لتكريم البابا، مضيفاً"انه أمر لم يسبق لي أن شاهدته في حياتي كرئيس". خاتمي ورفسنجاني بدوره، رأى الرئيس الإيراني الإصلاحي محمد خاتمي الذي شارك في الجنازة أن"من المهم جداً تكريم يوحنا بولس الثاني تكريماً كبيراً، لقد كان رجل المبادئ الروحية والأخلاقية والعادلة وآمل في أن يتواصل الاقتداء بنهجه في المستقبل". وفي طهران، وجه علي أكبر هاشمي رفسنجاني الرئيس الايراني السابق وأحد أكبر الشخصيات السياسية في إيران، تحية حارة لذكرى البابا يوحنا بولس الثاني خلال صلاة الجمعة، لكنه أعلن أن"الجرائم"الأميركية"تلحق العار"حالياً بمثل المسيح. وقال رفسنجاني الذي يترأس مجلس تشخيص مصلحة النظام في خطبته:"عمل البابا في سبيل السلام ومعارضته للحرب وبخاصة حرب العراق إضافة إلى إدانته الجرائم الأميركية في سجن أبو غريب أضفت على يوحنا بولس الثاني بعداً عالمياً أكثر من أسلافه". كما أشار إلى نضال الحبر الأعظم"في وجه الشيوعية والماركسية وهي أيديولوجيات كافرة". مكافأة مالية لموظفي الفاتيكان من جهة اخرى، نشرت صحيفة"لاريبوبليكا"الإيطالية أمس، أن موظفي الفاتيكان سيحصلون قريباً على مكافأة مالية، تقديراً لما قاموا به من أعمال طوال فترة ولاية البابا يوحنا بولس الثاني التي استمرت 26 عاماً. وعادة ما تصرف المكافأة المالية التي توازي راتب شهر كامل بعد وفاة البابا. وكان موظفو الفاتيكان يحصلون في الماضي على مكافأتين، إحداهما بعد وفاة البابا والأخرى بعد اختيار البابا الجديد.