نقل جثمان البابا يوحنا بولس الثاني من مقره في الفاتيكان إلى كنيسة بازيليك القديس بطرس حيث سجي ليتسنى للراغبين في إلقاء نظرة الوداع عليه، فيما قرر مجمع الكرادلة في أول اجتماع لهم منذ وفاة البابا السبت الماضي، إجراء مراسم التشييع يوم الجمعة المقبل، على أن يوارى الجثمان الثرى في مدفن البابوات في الكنيسة، خلافاً لرغبة شعبية بولندية في عودته الى مسقطه. راجع ص 8 وفي مراسم مهيبة تحلق حولها آلاف المؤمنين، نقل جثمان البابا محمولاً على الأيدي من مقره إلى الكنيسة مروراً بساحة القديس بطرس، تحت الشرفة التي اعتاد الاطلال منها لمباركة المصلين وشقته حيث لفظ أنفاسه الاخيرة بعد صراع طويل مع المرض. وسبقت نقل الجثمان مراسم في قاعة كليمنتين في الفاتيكان حيث باركه الكردينال الاسباني ادواردو مارتينيز المدبر الأعلى لشؤون الكرادلة الذي يتولى تصريف الاعمال خلال فترة شغور الكرسي الرسولي. ووقف ثمانية عناصر من الحرس السويسري الى جانبي الجثمان، فيما حمل اثنا عشر رجلاً المحمل الذي وضع عليه، ونزلوا عبر السلالم التي تقود إلى مخرج القصر الرسولي. الى ذلك، يشارك في جنازة البابا عدد كبير من الرؤساء والملوك من أنحاء العالم، يتقدّمهم الرئيس الأميركي جورج بوش وزوجته، والرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والألماني هورست كولر والمستشار غيرهارد شرودر، إضافة الى الرئيس البرازيلي لويس إيغناسيو لولا دا سيلفا ونظيره الكوبي فيديل كاسترو. ولم يعرف ما إذا كان الرئيس الفرنسي جاك شيراك سيمثل بلاده في الجنازة، وسط جدال في فرنسا حول تضارب مراسم الحداد الرسمية التي أعلنت هناك مع مبدأ علمانية الدولة. وفي لندن، أعلن القصر الملكي مشاركة الامير تشارلز في جنازة البابا في روما ممثلاً لوالدته الملكة إليزابيث الثانية، بعدما أجّل زفافه وكاميلا باركر باولز الذي كان مقرراً يوم الجمعة إلى السبت، لتعارضه مع الجنازة. وبمجرد انتهاء مراسم الجنازة والدفن والصلوات التي تستمر تسعة أيام, يجتمع الكرادلة ال117 القادمون من أنحاء العالم, في موعد لا يسبق اليوم الخامس عشر للوفاة ولا يتجاوز اليوم العشرين منه, في مجمع سري لاختيار خليفة للراحل. وتتضمن اجتماعات المجمع مداولات للاتفاق على الأسماء التي يتفق عليها غالبية الكرادلة. ويتربع على الكرسي البابوي المرشح الذي يحصل على 79 صوتاً، أي ثلثي الأصوات.