سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإعلان عن تركه وثيقة سرية في شأن سيامة كردينال من دون الكشف عن مضمونها . الفاتيكان : بحر المعزين مستمر في التدفق وتدابير أمنية استثنائية تواكب جنازة البابا
استمرّ أمس، تدفق بحر من المسيحيين لإلقاء نظرة أخيرة على جثمان البابا يوحنا بولس الثاني المسجى في كاتدرائية القديس بطرس، وسط إجراءات أمنية مشددة وتحضيرات لإجراءات أكثر صرامة استعداداً لاستقبال قرابة مليوني شخص خلال الجنازة يوم الجمعة المقبل، الى جانب قرابة مئتي شخصية عالمية، من بينها ملوك ورؤساء دول وحكومات. وفي وقت لاحق هذا الشهر، يجتمع 117 كردينالاً اختار البابا معظمهم من أجل انتخاب خليفة له. تدابير أمنية واتخذت السلطات الإيطالية تدابير أمنية استثنائية لمواكبة الجنازة. وأعلن وزير الداخلية جيوسيبي بيزانو الاثنين انه كلف حوالى 6500 عنصر أمني حماية مدينة روما وحدها، وانه سيتم فصل 5000 عنصر أمني لحماية الجمهور، و1500 لحماية الشخصيات العالمية. وسيتم تعزيز هذه التدابير من طريق الشرطة البلدية في روما، على أن يتجاوز عدد العناصر العشرة آلاف الجمعة، يوم الجنازة. كما عززت الإجراءات الأمنية في كل الأراضي الإيطالية. وبين الإجراءات المقررة نشر 800 درّاج من مختلف الأجهزة الأمنية في العاصمة، إضافة إلى قوة خاصة من القناصين وخبراء في المتفجرات وكلاب بوليسية. وسيمنع على الطائرات التحليق فوق روما، ضمن قطر يمتد على كيلومترات عدة. وسيتم تخفيض عدد الرحلات التجارية من مطارات فيوميتشينو وتشامبينو الى النصف يوم الجنازة. من جهة ثانية، ستحط طائرات بعض رؤساء الدول في قاعدة براتيكا دي ماري العسكرية القريبة من روما. وستتم مراقبة الأجواء عبر جهاز رادار من طراز اواكس تابع للأطلسي، إضافة الى مروحيات وطائرات عسكرية، كما عزّز الأمن في محطات سكك الحديد في العاصمة التي سيصل عبرها مئات آلاف الحجاج. ووضعت سكك الحديد 43 قطاراً قيد العمل. وبدأ توافد عشرات آلاف المؤمنين الى كاتدارئية القديس بطرس منذ الاثنين لالقاء النظرة الأخيرة على البابا الراحل. وأعِدّ موقعان كبيران لاستقبال الحجاج: الأول في حرم جامعة تور فيرغاتا ويمكنه استضافة مئتي ألف شخص، والثاني هو معرض روما الذي يمكنه استضافة 5000 شخص. وينتظر وصول آلاف الباصات، وأعدت مواقف لها عند أطراف روما، لا سيما في الملعب الأولمبي. وسيتم تأمين نقل الواصلين في الحافلات الى الفاتيكان. ووضعت المستشفيات في العاصمة في حال تأهب. وأعد لتمركز 15 مركزاً طبياً مع 600 طبيب وممرض و200 سيارة إسعاف. المدفن وسيدفن البابا يوحنا بولس الثاني الجمعة في كنيسة القديس بطرس حيث يوجد أكثر من 164 قبراً من قبور الباباوات المدفونين قرب قبر القديس بطرس مؤسس الكنيسة الكاثوليكية. وكشفت أعمال الحفر التي أجريت في الأربعينات من القرن الماضي، وجود ممر كامل للقبور تحت الكنيسة. غير أن علماء الآثار يقولون إن وجود قبر القديس بطرس أسفل الكنيسة ما زال غير مؤكد. ويتوقع أن يدفن البابا يوحنا بولس الثاني في المكان عينه الذي كان يرقد فيه البابا يوحنا الثالث والعشرين. وثيقة سرية من جهة أخرى، اعلن الناطق باسم الفاتيكان جواكين نافارو فالس امس، ان البابا يوحنا بولس الثاني ترك"وثيقة"لم يقرأها بعد الكرادلة المجتمعون في جمعية عامة، علماً انه لم يكشف خلال حياته عن هوية الكردينال السري الذي سماه عام 2003 . ويحتفظ البابا بهوية الكردينال السري في"قلبه"وله أن يختار الافصاح عنها او عدمه. وقال نافارو فالس خلال مؤتمر صحافي عقده بعد جمعية عامة جديدة لمجمع الكرادلة:"قبل وفاته لم يكشف البابا عن هوية"الكردينال السري. وأضاف رداً على سؤال:"حتى اليوم لا نعرف شيئاً عن هذا الموضوع". الا انه ذكر ان البابا"ترك وثيقة، لم يقرأها بعد الكرادلة"، موضحاً انه لم "يترك وصية مكتوبة في شأن مراسم جنازته". وأضاف:"لا نعلم ما اذا كان موضوع الكردينال السري مذكوراً، ولا نعلم متى ستقرأ الوثيقة". وكتب الخبير في الشؤون الفاتيكانية في صحيفة"كوريري ديلا سيرا"امس، ان هذه الوثيقة مكتوبة بالبولندية و"سيكون لها وقع كبير". وكانت تكهنات تحدثت عن أن الكردينال السري ربما كان صينياً من هونغ كونغ وتم التحفظ عن هويته حرصاً على سلامته في دولة شيوعية، إلا أن مصادر مطلعة نفت الأمر مرجحة أن يكون الكردينال السري مساعد البابا ستانسلاو جيويش. ولن يعرف الكردينال السري بتعيينه، إلا إذا كان الحبر الأعظم ترك توجيهات مكتوبة لخلفه يطلب منه فيها أن يقوم بترقية الشخص المعني خلال مجمع مقبل. إلا أن البابا الجديد غير ملزم بالالتزام بتنفيذ هذه التوصية. شخصيات معزية وفي أنقرة، ذكرت وكالة انباء الأناضول أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان سيحضر جنازة البابا، يرافقه وزير الدولة محمد آيادين وعدد من البرلمانيين من حزب العدالة والتنمية الإسلامي. كما سيشارك الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في الجنازة، بحسب ما جاء في إعلان الجامعة الذي صدر في أعقاب قرار بتنكيس اعلامها ثلاثة أيام حداداً على البابا. وفي جوهانسبورغ، أعلن عن مشاركة رئيس جنوب أفريقيا السابق نيلسون مانديلا في جنازة البابا. وأشاد مانديلا بالبابا الراحل وقال إنه كان"صوتاً دائماً للتعبير عن الحاجة الى التجدد الأخلاقي والاهتمام بالفقراء والمهمشين". وانضمت كوريا الشمالية الى العالم أمس، معربةً عن حزنها على وفاة البابا يوحنا بولس الثاني. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن رئيس اللجنة المركزية لرابطة الكاثوليك في كوريا ساميول جانغ جاي اون، بعث رسالة تعزية بوفاة البابا الى الفاتيكان. كما أقيمت القداديس لراحة نفس البابا. وفي هافانا، شارك الزعيم الكوبي فيدل كاسترو في قداس لراحة نفس البابا في كاتدرائية العاصمة الكوبية. وقبل القداس، توجه الرئيس الكوبي مع شقيقه وزير الدفاع راوول كاسترو الى السفارة البابوية ودون اسمه على سجل التعازي. وكتب كاسترو:"ارقد بسلام أيها المقاتل الذي لا يكل من أجل الصداقة بين الشعوب وعدو الحرب وصديق الفقراء. رحيلك يؤلمنا ونأمل من كل قلبنا أن تكون نموذجاً مستمراً". من جهة أخرى، أعلن التلفزيون الكوبي أن الوفد الكوبي الذي سيشارك الجمعة في جنازة البابا سيكون برئاسة رئيس البرلمان ريكاردو الاركون. بدوره، أشاد الرئيس الإيراني محمد خاتمي للمرة الثالثة على التوالي خلال ثلاثة أيام، بالبابا يوحنا بولس الثاني، داعياً الى احترام الأخلاقيات في العلاقات الدولية. وقال خاتمي إن"البابا يوحنا بولس الثاني ساهم في النضال ضد الأمور القبيحة في عالمنا"، مقدماً تعازيه الى"جميع الكاثوليك في العالم".