سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شهادة وفاة البابا تفيد إنه توفي ب "تسمم في الدم" ناجم عن التهاب و"قصور في القلب" . البابا يسجى في كنيسة القديس بطرس وكرادلة العالم دعيوا لانتخاب خلف له
احتشد أكثر من مئة ألف شخص في ساحة القديس بطرس لحضور أول قداس بعد رحيل البابا يوحنا بولس الثاني. وترأس القداس في ذكرى الحبر الأعظم الكاردينال انجيلو سودانو بحضور مسؤولي الكنيسة الكاثوليكية والعديد من رجال السياسة الإيطاليين، من الحكومة والمعارضة. ولاحقاً، امتلأت الساحة والشوارع المجاورة لها بالحشود. وتلقى العالم أجمع إعلان وفاة البابا يوحنا بولس الثاني بالحزن والخشوع وسط قرع الاجراس لا سيما في روما ومسقط رأسه في بولندا، فيما توالت ردود الفعل على المستويين الشعبي والرسمي للإشادة برجل السلام والمصالحة، وكان لآفتاً ان تأتي تعزية واشادة بالراحل من حركة"طالبان"الافغانية. كما توالت الاشادات والتعازي بالراحل من جانب الدول العربية وقادة في العالم الاسلامي أبرزهم الرئيس الايراني محمد خاتمي. وفي واشنطن، حيت المنظمات اليهودية الاميركية البابا مشيدة بارادته الحازمة لتقريب الكاثوليكية من اليهودية التي ترجمت عبر سلسلة بوادر تاريخية للمصالحة. نقلت محطات التلفزيون الإيطالية أمس، صوراً لجثمان البابا يوحنا بولس الثاني المسجى في الفاتيكان، فيما بدأ المسؤولون بإلقاء النظرة الاخيرة عليه. وبدت ملامح البابا هادئة وقد ارتدى زياً أبيض وأحمر حاملاً العصا الاسقفية من جهة جنبه الايسر وألقي رأسه علىط وسادات عدة. وسجي الجثمان على منصة نعش غطيت بقماش بلون الذهب. وسمح لأعضاء الرعية البابوية وأبرز المسؤولين الايطاليين بينهم رئيس الجمهورية كارلو ازيليو تشامبي وبعض الصحافيين بالدخول لألقاء النظرة الاخيرة على البابا. وشاركوا في صلاة تلاها الكاردينال ادواردو مارتينيز سومالو. ويسجى جثمان البابا بعد ظهر اليوم في كاتدرائية القديس بطرس. وتستمر مراسم الحداد على وفاته تسعة أيام في إيطاليا. ومن المقرر أن يُشيّع جثمان البابا إلى مثواه الأخير قبل يوم الخميس، في جنازة توقعت وسائل الإعلام الإيطالية أن يشارك فيها مليونا شخص وعدد كبير من الشخصيات البارزة من أنحاء العالم. وأعلن التلفزيون الايطالي أن كل كرادلة الكنيسة الكاثوليكية البالغ عددهم 721 استدعوا للحضور إلى روما للمشاركة في الاجتماع السري الذي سيجرى خلاله اختيار خليفة للبابا الراحل. وأفادت تقارير أمس، أن البابا البالغ من العمر 84 عاماً توفي في حال من الصفاء وهو ينظر إلى النافذة التي حيا منها أتباعه كثيراً من قبل. وقال غاريك سيليكي وهو قس بولندي كان إلى جواره أثناء الوفاة، أن آخر كلمة تفوه بها البابا كانت"آمين". وأفادت شهادة وفاة البابا التي صدرت أمس، أنه توفي ب"تسمم في الدم"ناجم عن التهاب و"قصور في القلب". وأفادت شهادة الوفاة التي وقعها طبيب البابا الشخصي ريناتو بوزونيتي أن"قداسة البابا يوحنا بولس الثاني كارول فويتيلا المولود في فادوفيتشي بولندا في 18 أيار مايو 1920 والمقيم في حاضرة الفاتيكان وهو مواطن فاتيكاني، توفي في الساعة 37،12 37،19 تغ في الثاني من نيسان أبريل 2005 في منزله بالجناح البابوي في الفاتيكان إثر صدمة تسبب فيها تسمم في الدم وقصور في القلب". وكان رئيس الاساقفة ليوناردو ساندري هو أول من أعلن وفاة البابا إلى عشرات الآلاف الذين احتشدوا في حال من الوجوم والترقب على ضوء الشموع تحت نافذة مقر زعيمهم الروحي بساحة القديس بطرس مساء أمس. وأعقب إعلان النبأ تصفيق استمر طويلاً تلاه صمت مهيب تخللته أصوات أجراس الكاتدرائية المطلة على ساحة القديس بطرس. وفي الوقت نفسه تقريباً تعالت أصوات صفارات حزينة في العاصمة البولندية وارسو معلنة وفاة الرجل الذي كان يعتبر ملكاً غير متوج في بلد مولده. وتولى البابا طوال 72 عاماً رئاسة الكنيسة الكاثوليكية التي بلغ عدد أتباعها عند وفاته 1.1 بليون مسيحي في أنحاء العالم. وكانت فترة توليه رئاسة الكنيسة ثالث أطول فترة بين 462 بابا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية الممتد نحو ألفي عام. وكشفت صحيفة"كوريري ديلا سيرا"أن عائلة واحدة تكلف منذ أجيال القيام بعمليات حفظ جثامين البابوات لتسجى ليتمكن المؤمنون من إلقاء نظرة الوداع عليها. ويعمل أفراد أسرة سينيوراتشي موظفين في البلدية لكنهم يملكون خبرة متوارثة أباً عن جد في حفظ الجثث أيضاً وقاموا بهذه المهمة عند وفاة ثلاثة بابوات هم يوحنا الثالث والعشرون وبولس السادس ويوحنا بولس الأول. ونقلت الصحيفة عن سيزاري سينيوراتشي قوله:"سنعمل على أن نكون على مستوى المهمة من جديد". منارة في العاصفة ونكست الأعلام من روما إلى واشنطن إلى ولينغتون وقدم زعماء العالم تعازيهم للمسيحيين في وفاة البابا الراحل. ووصف الكاردينال أدريانوس سيمونيس رئيس الكنيسة الكاثوليكية في هولندا مساء اليوم السبت في أوتريشت وسط، البابا بأنه"منارة في العاصفة". وذكر بدور البابا"الرجل المميز والمدهش"الذي قاد الكنيسة"في أوقات تميزت بالصعوبة أحياناً"ولم يكف عن"النضال من أجل حقوق الإنسان والكرامة الانسانية". وأضاف أن البابا يوحنا بولس الثاني سيدخل التاريخ باعتباره"واحداً من أعظم بابوات الكنيسة".