حدّد مجلس الكرادلة في أول اجتماع عقده أمس، صباح يوم الجمعة المقبل موعداً لإجراء مراسم جنازة البابا يوحنا بولس الثاني وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة، يشارك فيها عدد كبير من رؤساء وملوك العالم، في مقدّمهم الرئيس الأميركي جورج بوش ونظيره الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الألماني هورست كولر والمستشار الألماني غيرهارد شرودر، والرئيس البرازيلي لويس إيغناسيو لولا دا سيلفا. كما يتوقع مشاركة الرئيس الكوبي فيديل كاسترو. وحدد مدفن البابوات تحت كنيسة القديس بطرس، مكاناً لدفن البابا يوحنا بولس الثاني، بحسب ما أعلن الناطق باسم الفاتيكان الكاردينال جواكين نافارو- فالس. ويأتي إعلان نافارو فالس ليضع حداً للتكهنات التي قالت إن وصية البابا التي تنص على أن يفتحها الكاردينال ألكامارلينغ الإسباني إدواردو مارتينيز سومالو، المكلّف إدارة شؤون الكنيسة ومنزل البابا بين تاريخ الإعلان الرسمي عن وفاته وساعة انتخاب البابا الجديد، ربما نصت على أن يدفن في مسقطه في بولندا. وأبدى البولنديون رغبتهم في أن يدفن الحبر الأعظم في مسقطه، الأمر الذي رفضه الفاتيكان باعتبار أن"البابا ملك لجميع المسيحيين في العالم ومن العدل أن يُدفن في مقر البابوية في الفاتيكان". وبمجرد دفن البابا وانتهاء مراسم وصلوات الجنازة المفترض أن تستمر تسعة أيام، فإن الكرادلة المئة و17، والذين يمكن أن يصل عددها إلى 118 في حال نصت وصية البابا على احتساب الكاردينال غير المعلن اسمه سابقاً، سيجتمعون في موعد لا يسبق اليوم الخامس عشر للوفاة ولا يتجاوز اليوم العشرين منه. كما تناول مجمع الكرادلة تنظيم اجتماع سري للكرادلة لاختيار خليفة له. وتتضمن الاجتماعات الأولى مداولات للاتفاق على الأسماء التي يُجمع حولها غالبية الكرادلة الذين يحق لهم التصويت، والذين ينبغي ألاّ تتجاوز أعمارهم ثمانين سنة. وسيتربع على الكرسي البابوي المرشح الذي يحصل على 79 صوتاً، أي ثلثي الأصوات. وسجي جثمان البابا يوحنا بولس الثاني مساء أمس، في كاتدرائية القديس بطرس للسماح لأتباعه بإلقاء نظرة الوداع الأخيرة. وبينما قدّرت المشاركة الشعبية في مراسم التشييع بمليوني شخص، اتّخذت الحكومة الإيطالية إجراءات أمنية صارمة ورفعت عدد رجال الشرطة والأمن، وناشدت المواطنين عدم التوجه بكثافة إلى كنيسة القديس بطرس نظراً إلى الازدحام الكبير. قداديس لراحة نفس البابا واستمرت القداديس لراحة نفس البابا في مختلف كنائس العالم. وفي القدس القديمة، حددت بطريركية القدس للاتين يوم غد موعداً لقداس خاص لراحة نفس البابا في كنيسة القيامة. وقال البطريرك ميشال صباح إن سجلاً للتعازي فتح في كنيسة القيامة. وأضاف أن"البابا كان يتحدث بوضوح عن إنهاء الاحتلال، وكان أحد حجاج السلام يوجه كلمة الحق نفسها إلى الإسرائيليين والفلسطينيين". وأشار البطريرك إلى أن البابا"أراد بذلك التعبير عن بادرة إزاء الشعب الفلسطيني". منتظري وفي إيران، قدم الزعيم الديني الإيراني المعارض آية الله الشيخ حسين علي منتظري تعازيه إلى العالم بوفاة البابا يوحنا بولس الثاني زعيم الكنيسة الكاثوليكية في العالم. وقال في بيان تلقت"الحياة"نسخة منه:"اتبع البابا الطريق التي سيسلكها الجميع، كان معارضاً للعنف والحرب والظلم والعدوان". وذكّر منتظري في المناسبة"كل قادة العالم من مسلمين وغير مسلمين الذي يستغلون ذريعة الدفاع عن الحق والديموقراطية، ويستغلون سلطتهم الزائلة ويعمدون إلى مواجهة الشعوب بالعنف والاعتقال بأساليب غير لائقة، بأن الموت والحساب القيامة أمامهم فيجب ألاّ يغفلوا عنها، وأن يتصرفوا بحيث يخلفوا وراءهم الذكر الطيب". تركيا وفي اسطنبول التركية، أبدى الزعيم الروحي لما يصل إلى ثلاثمئة مليون مسيحي أرثوذكسي في العالم"حزنه الشخصي البالغ"لوفاة البابا يوحنا بولس الثاني، ووصف وفاته بأنها خسارة للمسيحية جمعاء. وأشاد البطريرك المسكوني بارثولوميو الاول في بيان بجهود بابا الفاتيكان للتقريب بين الكنيستين الشرقية والغربية اللتين قسمتا بشدة بعد الانفصال في القرن الحادي عشر. ألمانيا وبريطانيا وفي برلين، أثنى رئيس البرلمان الفيديرالي فولفغانغ تيرزه على الدعم المعنوي الذي قدمه البابا الراحل من أجل توحيد ألمانيا، مذكراً بأنه لولا دعمه لما سقط النظام الشيوعي في بولندا. أما النائبة عن حزب الخضر كريستا نيكلز، تمنت أن يكون البابا الجديد أكثر انفتاحاً على الاصلاحيين في كنيسته، وأن يسمح بزواج الكهنة وبرسم النساء قساوسة، وألا يعتبر وسائل منع الحمل مماثلة للاجهاض. وكان الناطق باسم الحكومة الالمانية توماس شتيغ أعلن مشاركة الرئيس الألماني هورست كول في تشييع البابا إضافة إلى المستشار الألماني غيرهارد شرودر، ووزير الخارجية يوشكا فيشر ووزير الداخلية أوتو شيلي. وفي لندن، أعلن القصر الملكي مشاركة الامير تشارلز في جنازة البابا في روما ممثلاً لوالدته الملكة إليزابيث الثانية، بعدما أجّل زفافه وكاميلا باركر باولز الذي كان مقرراً يوم الجمعة إلى السبت، لتعارضه مع الجنازة. وكانت مصادر ذكرت في وقت سابق أن من الواضح أن كبير أساقفة كنيسة كانتربري روان ويليامز الذي يمثل الطائفة الانجيلية سيسافر إلى روما لحضور الجنازة. كما تدور تكهنات في لندن بأن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير سيحضر جنازة البابا.