أعلن خبراء الشرطة البريطانية أمس أن شريط الفيديو الذي بثته قناة"الجزيرة"القطرية الاخبارية وأعلن فيه تنظيم"القاعدة"مسؤوليته عن اعتداءات لندن في السابع من تموز يوليو الماضي، لا يشكل دليلاً دامغاً على وقوف التنظيم خلف الهجمات،"خصوصاً ان الخلية المنفذة نشأت في بريطانيا، في حين لا يتوافر أي دليل حول وجود"عقل مدبر"وراء هذه الهجمات". الا ان خبراء الشرطة والاستخبارات حذروا من ان الشريط الذي ظهر فيه الرجل الثاني في"القاعدة"أيمن الظواهري والانتحاري محمد صديق خان، وهدد فيه التنظيم بشن مزيد من الهجمات في أوروبا على غرار تفجيرات لندن، يؤكد مواجهة بريطانيا المزيد من مثل هذه الاعمال الارهابية في المستقبل. وابلغ مصدر في الاستخبارات صحيفة"ديلي ميرور"ان هذا الشريط الذي تضمن وصية خان يوضح ان هناك"جماعة معاونة"لا تزال موجودة في بريطانيا، علماً ان المحللين يرون ان الخلية المتشددة الرئيسة الموالية ل"القاعدة"لا تضم عدداً يزيد على خمسة أشخاص. وفي تطور آخر، كشفت صحيفة"ذي تايمز"ان أشرطة تلفزيونية أعدت في بريطانيا عن الهجمات الارهابية في تموز. وأوضحت ان بعضها يتضمن اعترافاً آخر مباشراً لخان بأنه ارتكب بالتعاون مع زملائه هذه الهجمات،"في حين يظهر عضو آخر في الخلية المنفذة، وهو شهيزاد تنوير، في شريط آخر. واشارت الصحيفة الى ان اسكوتلانديارد تعتقد بان خلية خان حصلت على دعم خارجي بما في ذلك من متشددين معروفين في باكستان. في شأن آخر، أفاد تقرير نشرته صحيفة"ذا غارديان"بأن جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني المعروف باسم MIS كثّف عمليات المراقبة البشرية والالكترونية ضد المتطرفين الاسلاميين في البلاد، في محاولة لسد الثغرة الامنية التي برزت بعد اعتداءات لندن. وأبلغ مسؤولون بارزون في مجال مكافحة الارهاب في لندن الصحيفة بأن أجهزة الامن والاستخبارات البريطانية تحتاج الآن الى ان توسّع من نطاق عمليات مراقبتها وان تمدّها الى ما هو أبعد من مجرد المتشددين المعروفين، وكذلك الحصول على معلومات اضافية من الجالية الاسلامية. وترافق ذلك، مع مطالبة بعض وسائل الاعلام ورجال السياسة البريطانيين بحظر ارسال قناة"الجزيرة"داخل البلاد بعد اذاعة هذا الشريط، وذلك في اطار الحرب على الارهاب. وذكرت صحيفة"ديلي اكسبرس"ان عدداً من النواب والجماعات الاسلامية انضموا في الهجوم بشدة على"الجزيرة". وقال الناطق باسم حزب المحافظين المعارض في شؤون الامن الوطني باتريك ميرسير ان الرسائل التي جاءت في شريطي خان والظواهري تعتبر عملاً من أعمال الحرب يقوم بها اعداء بريطانيا لتشجيع منفذي الهجمات الانتحارية.