ادت العمليات العسكرية في المناطق التي يكثر فيها المسلحون الى نزوح عائلات شيعية من مناطق الدورة في جنوببغداد والمدائن والحصوة واللطيفية الى النجف وكربلاء وبابل. فقد نزح الى النجف اكثر من مئة عائلة يقول افرادها انهم تلقوا تهديدات ما اضطرهم الى الرحيل للحفاظ على حياتهم. ويؤكد ماجد ياسين الخفاجي من سكان الدورة ل"الحياة":"اضطررت الى ترك بغداد التي ولدت فيها وجئت لأسكن في النجف على رغم الظروف الصعبة التي اعيشها"ويضيف انه مدرس لغة انكليزية يعمل في مكتب للترجمة في الدورة وقد وصلته رسائل تهديد الى بيته تطلب منه الرحيل"والا سيكون مصيركم الموت". اما رجل الدين هاشم المحنة من حي السيدية جنوببغداد فقد حمل الحكومة العراقية مسؤولية ما يحدث وقال ل"الحياة""في منطقة السيدية ثلاثة جوامع يحض المترددون عليها والشباب على قتل الشرطة والحرس الوطني ويعتبرون الشيعة كفرة ويحللون قتلهم"واشار الى ان الشيعة في المنطقة يبلغون مراكز الشرطة بهذا الامر"ونقول لهم اننا مهددون... لكن اعمال القتل والسلب تحدث تحت مرأى الحكومة ومسمعها". وكانت منطقة المدائن لشهور تحت سيطرة المسلحين ما اضطر الدكتور ناصر العبيدي الى الفرار منها مع عائلته واقاربة الى النجف. واوضح ل"الحياة"ان المدائن"كانت اسيرة بيد المسلحين والحكومة بعيدة عنها وقد احرجت امام وسائل الاعلام والرأي العام العالمي عندما ظهرت فضيحة الرهائن فكان عليها ان تقتحم المدينة"، مشيراً الى "ان فرصتنا للهرب كانت عند دخول الحرس الوطني وقد نزحنا الى النجف لأن المسلحين سيعودون الى السيطرة مرة ثانية على المدائن".