تشهد مدن شمال بابل، التي اطلق عليها قبل سنوات مصطلح «مثلث الموت « وهي اللطيفية، واليوسفية، والمحمودية، والحصوة، نشاطات مستجدة للمجموعات المسلحة التي تؤكد قيادات الشرطة في المدينة معاودة نشاطها بعد تراجع استمر نحو ثلاث سنوات. وأكد مدير طوارىء شرطة بابل المقدم مثنى المعموري ان «غالبية المجموعات المسلحة عاودت النشاط في مدن مثلث الموت بسبب الفراغ الامني الناتج عن الفراغ السياسي». وقال المعموري في اتصال هاتفي مع «الحياة» ان «التوتر الامني مستمر شمال بابل، ونحن بدورنا نشن حملات دهم ونصب نقاط التفتيش، لكن المسلحين يستغلون المخابىء والبساتين لمهاجمة المواطنين والسيارات المارة على طريق بغداد – النجف». واضاف ان «القاعدة والجيش الاسلامي ابرز المجموعات الناشطة في المنطقة». وكانت الشرطة اعلنت اول من امس عن «مقتل ثلاثة أشخاص وأصابة ستة آخرين بجراح بانفجار عبوة ناسفة كانت موضوعة بعجلة هوائية وسط سوق شعبية في ناحية الإسكندرية شمال الحلة». وقال مصدر في شرطة الإسكندرية ان «العبوة كانت في كيس داخل العجلة التي رُكنت وسط باعة بسطات داخل السوق». وأشار سائقو السيارات على طريق بغداد - النجف ان المخاوف بدأت تدب من جديد بين المسافرين بعد تصاعد نشاط المجموعات المسلحة في مثلث الموت، الذي يمثل ذكرى سيئة عن مقتل المئات خلال مرورهم فيه. وقال سائق السيارة الاجرة مهند صبحي ل «الحياة» ان «نسب الاعتداءات على الطريق تقل كثيراً عما كانت عليه في السابق، لكن هنالك عمليات اجرامية مسلحة حصلت منها خطف وسلب مواطنين واخرى قتل». واضاف ان «انفجار العبوات الناسفة اصبح مشهداً تقليدياً في هذا المكان لكن ما يخيف الناس اكثر من سواه احتمالات قطع المسلحين للطريق ثانية وممارسة اعمال خطف علنية». وقال منتسب الشرطة في نقطة تفتيش في المنطقة محمد جبار ل «الحياة»، «نشعر بعودتهم (المسلحون) ولا نعرف كيف نواجههم». واضاف «في احدى المرات اتجه نحونا ثلاثة قرويين فاجأونا بالسلاح، جردونا من اسلحتنا وحاجيتنا واموالنا ونشكر الله انهم تركونا على قيد الحياة». من جهة اخرى ارتفعت شكاوى الاهالي الذين عادوا من رحلة التهجير القسري من مناطق مثلث الموت عن تعرض بعضهم لعمليات تهجير جديدة في غياب مجموعات «الصحوة» التي كان لها دور بارز في السيطرة على المنطقة. وقال مدير مكتب الاسناد العشائري في بلدة الحصوة الشيخ صبار الحصموتي ل «الحياة» ان «الحكومة العراقية اهملت مجالس الصحوة في الآونة الاخيرة ما ادى الى انفلات امني في بعض مناطق العراق». واضاف ان «مناطق شمال بابل في وضع لا يحسد عليه فاغلب العائلات العائدة الى ديارها بعد التهجير تركت منازلها مرة اخرى». وطالب الحصموتي ب «إبعاد السياسة عن الامن فاغلب ابناء المناطق احبطت معنوياتهم بعد تردي الوضع المعيشي والخدمي وانخرطوا مع المجرمين». وكان احد افراد الصحوة قتل اثر هجوم مسلح امس شنه مجهولون شمال الحلة.