سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موسوي يقر بذنبه امام محكمة فرجينيا ... وقاضية ايطالية ترفض تصنيف الهجمات الانتحارية ارهاباً . مدريد : مثول 24 متهماً في أكبر محاكمة متعلقة "11 أيلول" واعتبار بركات وكلج والابرش وعلوني وغالان الأكثر خطورة
وسط إجراءات أمنية مشددة أشرف عليها مئات رجال الشرطة والامن وقامت بتغطيتها أكثر من مئة وسيلة اعلام من انحاء العالم، بدأت في مدريد أمس محاكمة 24 شخصاً بتهمة التورط في اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001 على الولاياتالمتحدة. وتضمنت القضية التي كان القاضي بالتاسار غارثون المستنطق البدائي فيها، ثلاثمئة ملف جاءت في أكثر من مئة الف صفحة. وحوّلت السلطات القضائية الاسبانية احدى اجنحة مركز المعارض الواقع في اكبر الحدائق العامة في ضواحي العاصمة، الى"غرفة جنائية للمحكمة الوطنية"ضمت ثلاثة قضاة المقررة امرأة. ويعتبر القضاء الإسباني ان المحاكمة هي الاكبر في اوروبا لجهة النظر في قضية اسلاميين، ولجهة عدد المتهمين في اعتداءات 11 أيلول. وتسلط الاضواء على ثلاثة متهمين، هم: عماد الدين بركات ابودحدح وغصوب الابرش ابو مصعب وهما من أصل سوري وادريس شبلي مغربي الاصل، طلب لهم المدعي العام بيدرو روبيرا أكثر من 62 الف سنة سجناً. ورأت مصادر المحكمة أن المتهمين الرئيسيين خمسة: بركات زعيم الخلية ومحمد غالب كلج ممولها، اضافة الى غصوب الابرش وتيسير علوني والاسباني المعتنق للاسلام خوسيه لويس غالان. إلا أن التحقيقات أظهرت مساهمة شبلي مع "أبو دحدح"في تنظيم"لقاء تارراغونا"الذي جمع خلال شهر تموز يوليو 2001 الطيار الانتحاري محمد عطا ورفيقه رمزي بن الشيبه ومحمد بلفاطمه وعامر عزيزي وغيرهم، لوضع اللمسات الاخيره على مخطط 11 ايلول. علوني وغالان وبدأت جلسة امس بتمديد الاقامة الجبرية لعلوني خارج السجن لأسباب صحية، الى حين مثوله امام القضاء في الحادي عشر من أيار مايو المقبل، مع مراعاة ضرورة مثوله يومياً امام مركز الشرطة القريب من منزله. وقالت فاطمة الزهراء حامد زوجة علوني ان القضاة"يتهمونه بنقل أموال الى القاعدة 4 آلاف دولار، لكنه بريء وما يتهمونه به ليس صحيحاً، انهم لا يحاكمون في اعتداءات أيلول بل يحاكمون خلية القاعدة في إسبانيا وبعض المشتبه في تورطهم بالاعتداءات، لكن زوجي ومعظم الذين معه ليسوا بمتهمين بذلك". أما غالان الذي يسعى الادعاء إلى إنزال عقوبة السجن 18 عاماً بحقه، فكان يفترض مثوله أمام القضاء الاثنين المقبل، إلا ان القاضي قرر أن يستهل الجلسات بالاستماع إليه. وجاءت أجابات غالان عن الاسئلة من داخل الغرفة الزجاجية المصفحة التي أنشئت لهذا الغرض، قبل أن يضطر القاضي إلى الاستماع إلى أقواله داخل الصالة بسبب عطل في الاتصال مع الغرفة. ودفع المتهم ببراءته، قائلاً:"لست مع بن لادن ولا ضده بل مع العدالة. نحن المسلمين نريد العيش بسلام ولسنا ارهابيين". وأقر بمعرفته ببركات منذ زمن بعيد، نافياً تورطهما بعمليات الجهاد. كما أكد أنه زار البوسنة بهدف السياحة، واندونيسيا في زيارة عمل. اما السلاح الذي وجد في منزله فيعود"لهوايته"مثل بقية افراد عائلته في جمع الاسلحة وممارسة الرماية. أشرف من جهة أخرى، سلمت سويسرا إلى إسبانيا بعد ظهر امس، المتشدد محمد اشرف المتهم بالتخطيط لتفجير المحكمة الوطنية. ويأتي ذلك بعد يومين من اعادة مدريد الى ايطاليا المصري ربيع عثمان السيد الذي كانت تسلمته للتحقيق معه. وجاء ذلك بعدما رفضت المحكمة الفيديرالية في زوريخ، والتي تعتبر أعلى هيئة قضائية في سويسرا، في الخامس من الجاري طعن أشرف ضد قرار التسليم. موسوي في موازاة ذلك، مثل أمس الفرنسي زكريا موسوي المعتقل الوحيد لدى واشنطن بتهمة الضلوع المباشر في اعتداءات 11 أيلول، أمام محكمة أكسندريا في ولاية فرجينيا الأميركية، للإقرار بأنه مذنب، في موقف ينطوي على مفارقة، اذ انه قد يصار بسرعة الى اصدار حكم الاعدام في حقه. ورفض محاموه المعينون الذين يعارضون هذا الموقف شرح الاسباب التي ادت بموكلهم الى اتخاذ هذا القرار. وباقراره بالذنب، يغلق موسوي الباب امام امكان اجراء محاكمة، بينما يعتب محاموه ان لديهم ما يكفي من الحجج القوية لمواجهة الادعاء في حال أجريت المحاكمة. وعقوبة التهم الموجهة إلى موسوي الإعدام. وعلى القاضية ليوني برينكما المكلفة ملفه تحديد موعد لاصدار الحكم. وستستمع لجنة المحلفين الى الاتهامات والشهادات والمرافعات طوال اسابيع عدة على الارجح لتحديد العقوبة التي يقتضي انزالها بالفرنسي. إيطاليا وتعريف الإرهاب وفي ميلانو، أصدرت قاضية ايطالية حكماً قالت فيه ان المسلحين الذين يهاجمون أهدافاً عسكرية أو تابعة للدولة، حتى في حال استخدام الانتحارين، لا يمكن اعتبارهم ارهابيين في زمن الحرب أو الاحتلال. وكانت القاضية كليمنتينا فورليو أغضبت السلطات الايطالية في وقت سابق من هذا العام، عندما أسقطت اتهامات موجهة ضد متشددين اسلاميين مشتبه بهم، متهمين بالمساعدة في تجنيد انتحاريين للذهاب الى العراق، إذ قالت إن الجرائم المزعومة ترقى الى نشاط المقاومة الاجنبية وهو نشاط لا يعتبر غير مشروع في إيطاليا.