انتخب مجمع الكرادلة الالماني المحافظ المتشدد جوزيف راتزينغر 78 عاماً لمنصب البابا واختار البابا الجديد اسم بينيدكت السادس عشر وبارك حاضرة الفاتيكانوروما والعالم طالباً من المؤمنين الصلاة لنجاح مهماته. ولد راتزينغر من عائلة بافارية عام 1927 ولأب في الشرطة وخلال الحرب العالمية الثانية اضطر الى قطع دراسته الكنسية وخدم في وحدة مدفعية مضادة للطائرات تابعة للجيش النازي قرب ميونيخ قبل ان ينتقل الى مصنع للدبابات قرب الحدود النمسوية - المجرية ليهرب من الخدمة عام 1945 ويقع اسيراً في ايدي الاميركيين الذين اطلقوا سراحه بعد اسابيع ليعود الى السلك الكهنوتي. ويقول مؤيدوه ان تجاربه في عهد هتلر دفعته الى الكنيسة ل"يدافع عن الحقيقة والحرية". لكن منتقديه يصفونه بانه"لا يقبل التجديد في الكنيسة وهو متزمت في شؤون اللاهوت". وعن سيرته تقول صحيفة"زويدويتش تسايتونغ"إن"عضوية شباب هتلر كانت تفرض على جميع الطلاب في مدرسة سانت مايكل للاهوت، حيث كان يدرس وهو في سن المراهقة اعتباراً من عام 1941 وانه خدم في وحدة ألمانية قريبة من مصنع كان يستخدم عماله سخرة". ويقول فولفانغ كوبر احد الباحثين في تاريخ البابا الجديد"ان الهوة بين المؤمنين وقيادة الكنيسة الكاثوليكية في عهده ستصبح كبيرة وعميقة"وهو"يفضل النقاشات العلمية ما عدا في امور الدين التي يجب على المؤمنين الابتعاد عنها"وتركها لقادتهم الروحيين، في حين يطالب ملايين الكاثوليك في العالم بالانفتاح و"يريدون رجل دين قريباً من قلوبهم وعقولهم". ويُعرف عن البابا الجديد انه"حامي الايمان"منذ عام 1981 ويُعرف عنه انه طالب منذ سنوات ب"حرمان السياسيين المتجددين الذين ينادون بالسماح بالاجهاض ومنعهم من تناول القرابين"! ويتوقع المراقبون ان يقود البابا الجديد الكاثوليكية في"طريق الراديكالية"وان لا يراعي سوابق الحوار مع الاديان الاخرى وفق الصيغة التي اتبعها اسلافه. وكان راتزينغر كتب في سيرته الذاتية"لقد وجدت اللاهوتيين مترددين في الامور الاساسية وارى الحاجة ملحة جداً لتقويمهم". ومن ابرز مزاياه حبه او عشقه للعزف على البيانو ويعشق موزار ولديه اطلاع واسع على مختلف التيارات الكلاسيكية ويُقال انه ذواق للفنون لكنه يكره الفن الحديث. ويمثل راتزينغر التيار المتشدد والمحافظ على العقيدة الذي يضم الكاردينالين الإيطاليين كاميليو رويني وأنجيلو سكولا القريبين من الحركات الكاثوليكية المحافظة كجمعية"أوبوس دي"عمل الله. وكان أبرز منافسيه على الكرسي البابوي رئيس أساقفة ميلانو السابق كارلو ماريا مارتيني، الذي يقود المعسكر الآخر الذي يضم كرادلة يرغبون بتعزيز التوجه التشاوري والمجمعي المنفتح داخل الكنيسة مع إعطاء دور أكبر للأساقفة في أبرشياتهم. وكان الفاتيكان شهد عند السادسة بتوقيت روما الرابعة بتوقيت غرينيتش، وبعد نحو 26 ساعة على بدء مجمع الكرادلة و15 دقيقة على تصاعد الدخان الابيض من مدخنة المجمع الكنسي البابوي، قرع اجراس كنيسة القديس بطرس معلنة للعالم اختيار خليفة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، الذي توفي قبل 20 يوماً، وليتسلم منصب الزعامة الروحية لحوالى 1.1 بليون كاثوليكي ينتشرون في القارات الست. وظهر البابا الجديد على شرفة الفاتيكان ليبارك اكثر من عشرين الف كاثوليكي اجتمعوا في ساحة القديس بطرس هاتفين"يحيا البابا الجديد"وليطلب من العالم الصلاة لأجله.