أثار الإعلان عن رئاسة الكاردينال الأميركي برنارد لو أحد القداديس الجنائزية لراحة نفس البابا يوحنا بولس الثاني، احتجاجات في روما أمس، في وقت استأنف الكرادلة أعمالهم لاختيار خليفة للبابا الراحل. ووصل إلى روما مسؤولان من شبكة الناجين من انتهاكات الكهنة أس أن إي بي لتسجيل اعتراضهما على قانون الفاتيكان لحماية رجال الدين الذي جنب الكاردينال لو العقاب بعد سعيه لحماية كهنة ارتكبوا انتهاكات ضد قاصرين. واجبر لو آنذاك على التنحي من منصب كبير أساقفة بوسطن، لكن اسند إليه لاحقاً منصباً مهماً في الكنيسة الإيطالية. وتنضم إلى الناشطين في"شبكة الناجين"مجموعة من المحتجين الذين يرغبون في لقاء الكرادلة المجتمعين لاختيار البابا الجديد. على صعيد آخر، أقيم في بيونغيانغ أمس، قداس لراحة نفس البابا شارك فيه قرابة مئة كوري شمالي. وأقيم القداس في كاتدرائية يانغشونغ الوحيدة في بيونغيانغ. وبث التلفزيون الرسمي مشاهد من القداس الذي سمح النظام الشيوعي بإقامته بعدما وجه الاسبوع الماضي برقية تعزية إلى الفاتكيان بوفاة البابا. وقال مسؤول كنسي إن صلوات أخرى أقيمت في منازل لأتباع من الديانة الكاثوليكية في كوريا الشمالية. خليفة البابا واجتمع مجلس الكرادلة بكامل أعضائه بما في ذلك الكرادلة الذين تجاوزوا سن الثمانين في قاعة السينودوس في القصر البابوي أمس، لمواصلة العمل على التوصل إلى"ملامح"البابا المقبل. وفي محاولة لتجنب ضغوط وسائل الإعلام، قرر الكرادلة بالإجماع عدم التحدث إلى الصحافيين. وبعد هذه الاجتماعات التمهيدية، ربما يجتمع الكرادلة في إطار مجموعاتهم الجغرافية واللغوية، في محاولة لوضع اللمسات الأخيرة على المواقف المختلفة. وقبل البحث عن الشخص الأفضل لخلافة يوحنا بولس الثاني، على الكرادلة أن يضعوا جردة بالمشكلات التي تواجهها الكنيسة، وفي مقدمها الفقر والإيدز في أفريقيا، وفقدان الكنيسة رعيتها في أوروبا، إضافة إلى الفضائح الجنسية. وعلى أساس هذا التحليل سيضع الكرادلة"الرسم التقريبي"للرجل الذي سيعتبر الأكثر أهلية لمواجهة هذه التحديات عندما يبدأون أعمال مجمعهم رسمياً في 18 الشهر الجاري. وفي أميركا الجنوبية حيث أكبر عدد من الكاثوليك، أدار ملايين الأشخاص ظهرهم للكاثوليكية التي غالباً ما يرتبط اسمها بالسلطة والمال، للانضمام إلى كنائس بروتستانتية جديدة تعتمد لهجة أكثر هجومية. وتسببت معارضة يوحنا بولس الثاني لوسائل منع الحمل وموقفه الصلب من النهج الأخلاقي على الصعيدين الفردي والجنسي، في نفور الكثير من المؤمنين، ما ترك هامش مناورة ضيقاً جداً لخلفه. ويرى الكثير من رجال الدين أن على الكنيسة أن تمنح مكانة أكبر للمرأة من دون الذهاب إلى حد السماح بسيامة نساء. يذكر أن عملية انتخاب البابا لا تشبه أي انتخابات أخرى في العالم. فلا يسمح بحملات انتخابية ولا يحق للكرادلة مناقشة مزايا هذا أو ذاك من المرشحين خلال اجتماعاتهم اليومية. ويمكن أن يكون البابا المقبل إما إيطالياً يعرف العالم جيداً، أو أجنبياً لكنه يعرف الفاتيكان جيداً ويتقن الإيطالية بطلاقة.