سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سعود الفيصل ل"الحياة": زيارة الأمير عبدالله لشيراك هي لقاء الصداقة والشراكة الحقيقية تأجيل زيارة كندا بسبب الانتخابات ... وبوش يستقبل ولي العهد السعودي في مزرعته في تكساس . شيراك والامير عبدالله متوافقان بشأن لبنان
كان اليوم الثاني من زيارة ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، الى فرنسا أمس، حافلاً بلقاءاته المنفردة مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك، الذي أصر على مرافقته صباحاً الى متحف اللوفر حيث زار جناح الفن الاسلامي ثم عادا معاً الى قصر الإليزيه حيث عقدا جلسة عمل حول غداء منفرد. وفيما أكد البيت الابيض زيارة الامير عبدالله في 25 الجاري، ابلغ الأمير سعود الفيصل أوضح الوفد الإعلامي السعودي المرافق أمس ان زيارة الأمير عبدالله إلى كندا تم تأجيلها إلى وقت لاحق، نظراً الى تزامن موعدها السابق مع فترة الانتخابات في كندا، مشيراً إلى ان السعودية اقترحت تأجيلها إلى وقت آخر ليكون هناك الوقت الكافي لمعالجة القضايا المختلفة وترتيب برنامج يلبي أهداف الزيارة وطموحات البلدين. وصرح الأمير عبدالله للصحافيين لدى مغادرته الإليزيه انه ليس هناك أي اختلاف بالرأي حول أي من المواضيع بين فرنسا والمملكة العربية السعودية. وقال انه تطرق وشيراك الى مواضيع عدة، منها الموضوع اللبناني، مضيفاً ان"لبنان بلد غال على الجميع". وسألت"الحياة"الأمير عبدالله عما إذا كان لبنان سيستعيد استقلاله وسيادته، فقال ان"لبنان وسورية دولتان شقيقتان ينبغي ان تعود الأخوة بينهما". وسئل عن وجود مساع لعقد مؤتمر يوفق بين مؤتمر الطائف وقرار مجلس الأمن الرقم 1559 فقال ان"الوفاق وارد وهذا ما نريد". وقال الرئيس شيراك ان"اللقاء كان ممتازاً نظراً الى الصداقة والثقة القوية والقديمة"بين البلدين. وفيما كان شيراك والأمير عبدالله مجتمعين، كان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ونظيره الفرنسي ميشال بارنييه ايضاً في جلسة محادثات منفردة في أحد صالونات الإليزيه. وكشفت مصادر فرنسية مطلعة على محادثات الرئيس شيراك والأمير عبدالله في قصر الاليزيه أمس أن موضوع لبنان وسورية هيمن على المحادثات التي جرت في جو من صداقة وتطابق كامل في وجهات النظر حول هذا الموضوع. وقالت المصادر ل"الحياة"إن الجانبين الفرنسي والسعودي أكدا أن هدفهما الوحيد هو"استقرار الوضع في لبنان وليس أي هدف آخر مرتبط بالوضع في سورية"، أي أنه من الواضح أن"ليس هناك أي نيات أخرى تتعلق بزعزعة أو تغيير النظام في سورية". وأضافت المصادر ان الجانبين يؤيدان اقامة علاقة مميزة بين سورية ولبنان، لكنهما أعربا عن قلقهما من تعثر تشكيل حكومة جديدة والأعداد لتنظيم الانتخابات في لبنان. وعلمت"الحياة"، ان تطابق وجهات النظر بين الرياضوباريس قلص النقاش حول تطورات الوضع في لبنان. وشدد شيراك والأمير عبدالله على أهمية تهيئة الساحة اللبنانية لمرحلة من الوفاق الكامل بين الكتل والطوائف اللبنانية كافة للحفاظ على لبنان بلداً آمناً مستقراً بعيداً عن أي مؤثرات أو فراغ أمني وسياسي. وأكدا أهمية الوصول إلى الحقيقة والأيدي المدبرة لعملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، لكونها ستكشف من يسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في لبنان. وناقشت القمة السعودية - الفرنسية دفع مبادرة السلام العربية واعطاءها الدعم الدولي لاقرار سلام عادل شامل في المنطقة وفق"خريطة الطريق"لاقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل ووقف الاستيطان واعمال العنف خصوصاً في ظل تولي قيادة فلسطينية جديدة تحظى بدعم فلسطيني داخلي ودولي. سعود الفيصل واختار وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل عنواناً لزيارة ولي العهد السعودي لفرنسا بأنها"لقاء الصداقة والشراكة الحقيقية"، معرباً عن ارتياحه لما تم تداوله من مواضيع مهمة بين الرئيس شيراك والأمير عبدالله. وقال الامير سعود ل"الحياة"أن البلدين"يحملان لبعضهما بعضاً كل معاني الوفاء والولاء، ويقوم كلاهما بأدوار اقليمية ودولية بارزة على الأصعدة كافة". واشار إلى ان لقاء الأمير عبدالله والرئيس شيراك تميز"بالحميمية والصداقة المبنية على صفاء المشاعر والرغبة الجادة في زيادة التعاون المثالي بين البلدين الصديقين". ووصف العلاقات السعودية - الفرنسية بأنها كانت على مدى السنوات الماضية"استراتيجية نقية ذات طابع متميز مبني على الاحترام المتبادل". شيراك والهجمات الارهابية من جهة آخرى، اعتبر الرئيس شيراك ان السعودية من أكثر دول العالم ألتزاماً وجدية في مكافحة الارهاب والتصدي للجماعات المتطرفة. واشارت مصادر مطلعة ل"الحياة"إلى ان الرئيس الفرنسي تطرق مرات عدة إلى نجاح القوات الأمنية السعودية في اعتقال وقتل عدد من العناصر الارهابية، معتبراً أن العمل الأمني السعودي يستحق الاشادة. وشدد على ان"فرنسا تقف إلى جانب السعوديين في حربهم على الارهاب، وانها مستعدة للمساعدة وتلبية التطلعات في كل اللحظات". وفد فرانكوفوني سعودي إلى ذلك، يتزامن مع زيارة الأمير عبدالله قيام وفد"فرانكفوني سعودي"برئاسة المفكر السعودي ابوبكر باقادر ويضم عدداً من رجال وسيدات الأعمال وبعض المفكرين والمثقفين بزيارة إلى باريس لمناقشة نظرائهم من رجال الفكر والادب والثقافة والاعلام في فرنسا بهدف تغيير الصورة السعودية النمطية في عقلية بعض الفرنسيين، وتعريفهم بمدى حيويتها، اضافة إلى تحويل الاحكام الجائرة المبنية على اللا واقعية إلى قناعات حقيقية. وتجمع البلدين علاقات ثقافية وطيدة وتبادل بين الوفود الثقافية وأساتذة الجامعات المختصين والخبراء في المجالات العلمية والتعليمية. البيت الأبيض وكان البيت الأبيض أعلن في وقت متقدم ليل الأربعاء ان ولي العهد السعودي سيزور الرئيس جورج بوش في مزرعته بولاية تكساس في 25 نيسان ابريل الجاري. ونقلت وكالة"رويترز"عن الناطق باسم البيت الأبيض سكوت مكليلان ان بوش سيناقش مع الأمير عبدالله بن عبد العزيز"قضايا متنوعة، ثنائية واقليمية، بما فيها مساعينا لتشجيع الاصلاح الديموقراطي وتقحيق السلام في الشرق الأوسط، والانتصار في الحرب على الإرهاب". ومعروف ان جولة ولي العهد السعودي، ستشمل كندا بعد فرنسا والولايات المتحدة.