اتسمت المحادثات التي اجراها ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك بالتفاهم التام على المواضيع المتعلقة بالشرق الأوسط بما فيها العراق. ووجه الرئيس الفرنسي تحية خاصة الى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، منوهاً بالسياسة السعودية التي "تميزت بالتمدن والديناميكية والسياسة الخارجية العاقلة". وقلّد شيراك الأمير عبدالله وسام جوقة الشرف من اعلى مرتبة. وأعرب الأمير عبدالله عن قلقه البالغ مما آلت اليه عملية السلام في الشرق الأوسط وقال انها تعيش تهديداً كبيراً بالموت على رغم الفرصة التي اعطيت لاسرائيل. وشاركه شيراك قلقه مشدداً على ان قسماً كبيراً من الاسرائيليين لا يزال راغباً في السلام. وقال شيراك ان انسداد آفاق العملية السلمية يقلق فرنسا التي تعارض اقامة المستوطنات و"الاجراءات المتخذة من طرف واحد، التي لا تخدم روح اتفاقات أوسلو ونصوصها". وأوضحت الناطقة باسم قصر الاليزيه كاترين كولونا ان الرئيس الفرنسي عرض لضيفه السعودي المبادرة الفرنسية - المصرية الخاصة بالدعوة الى عقد مؤتمر لانقاذ السلام، وأكد ضرورتها في حال لم تقبل الافكار الاميركية. وأكدت ان الأمير عبدالله ابدى تفهمه المبادرة ومضمونها. وعلمت "الحياة" من مصادر فرنسية ان شيراك والأمير عبدالله تطرقا خلال لقائهما المنفرد مساء أول من امس الى الاطراف الفاعلة في مسيرة السلام، ومنها سورية ولبنان، وتوقفا عند الاوضاع اللبنانية، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية المقبلة، وكذلك الوضع في روسيا. وخلال مأدبة عشاء تلت اللقاء، اجرى شيراك والأمير عبدالله جولة افق تناولت الازمة المالية في روسيا وكوريا واليابان. وأشارت كولونا الى ان شيراك ذكّر بالمواقف التي اتخذتها فرنساوروسيا والصين لدفع بغداد الى التعاون مع اللجنة الخاصة اونسكوم تجنباً لأزمة جديدة. وتابعت ان الرئيس الفرنسي والأمير عبدالله اتفقا على ان من الخطأ عدم تعاون بغداد مع اللجنة، وأكدا ضرورة العمل لحمل العراق على استئناف هذا التعاون مع فرق التفتيش المكلفة التحقق من نزع اسلحة الدمار الشامل. وذكرت مصادر فرنسية ان شيراك تطرّق بداية الاسبوع خلال اتصال هاتفي بنظيره الاميركي بيل كلينتون الى موضوع العراق، لمناقشة ما يمكن فعله لحمل بغداد على استئناف التعاون. وأضافت انه اذا لم يصغ العراق الى النصائح التي وجهت اليه من قبل فرنساوروسيا والصين، فان الجميع متفق على ضرورة اعتماد قرار حازم في اطار مجلس الأمن. وتابعت المصادر ان الأمير عبدالله وجه انتقادات الى سياسة الرئيس صدام حسين، موضحاً انه لو كان هناك سبيل لمساعدة العراق في العودة الى المجتمع الدولي لكان ينبغي اعتماده، لكن سياسة صدام لا تساعد في مثل هذا المسعى، ووافق الرئيس الفرنسي على رؤية ولي العهد السعودي، وتطرقا الى الوضع في ايران وتمنيا عدم حصول مواجهة ايرانية - افغانية. وقال الأمير عبدالله ان رسالته الى طهران كانت في هذا الاتجاه. واستمع الرئيس الفرنسي الى رأي ضيفه في ما يجري في ايران، وعرض نتائج زيارة وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين لطهران اخيراً، وقال انها سمحت بالاطلاع في شكل افضل على انفتاح ايران.