يبدأ ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز اليوم زيارة لفرنسا، في مستهل جولة عالمية ستشمل ايضاً الولاياتالمتحدة وكندا. وعشية الزيارة شددت باريس على رغبتها في تعزيز"الشراكة الاستراتيجية"مع الرياض، مشيرة الى ان المحادثات ستشمل كل اوجه العلاقات الثنائية، في الاطار المدني والاقتصادي والعسكري. راجع ص 6 وفي حديث نشرته امس صحيفة"لوموند"الفرنسية قال الامير عبدالله ان"الارهابيين هم اعداء الاسلام والانسانية والجنس البشري"مؤكداً ان السعودية عازمة على"مكافحتهم عشر سنين او عشرين او ثلاثين سنة اذا اقتضى الامر سواء كانوا مسلمين او غير مسلمين". ووصف اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري بأنه كارثة، وتساءل:"ما هو الامر السيئ الذي فعله؟ كنت اعرف جيداً رفيق الحريري واعرف انه يحترم سورية والسوريين ويحرص في الوقت ذاته على بلده". وزاد ان"ليس بإمكان لبنان الاستغناء عن سورية والعكس صحيح"وان النزاع بين البلدين"قابل للحل لكن القتلة منافون للاخلاق والانسانية". وهل شجع الرئيس بشار الاسد على الانسحاب من لبنان خلال زيارته الرياض، قال الامير عبدالله ان الرئيس السوري"كان مقتنعاً بذلك قبل ان يأتي الى هنا". وأبدى دعمه للجنة التحقيق الدولية المكلفة كشف ملابسات مقتل الحريري و"جلاء الحقيقة". وتمنى"الصبر والنجاح للشعب العراقي"، مشيراً الى عدم جدوى الحرب التي"لا يمكن ان تبني السلام". وعما تغير على صعيد العلاقات الاميركية السعودية بعد 11 ايلول سبتمبر قال الامير عبدالله انه كانت هناك خلافات طفيفة مع بعض المحيطين بالرئيس جورج بوش وليس معه، ولكن تم سريعاً تدارك ذلك من كلا الطرفين و"علاقاتنا جيدة". ووصف الرئيس جاك شيراك بأنه"رجل غريب في ايامنا ... يتميز بأخلاقه ووفائه وانسانيته". ويُنتظر ان يُوقّع خلال زيارة الامير عبدالله لباريس عدد من اتفاقات التعاون الاقتصادي والامني والعسكري، واعلن الناطق باسم الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي ان الزيارة التي تستمر حتى يوم الجمعة، تندرج في اطار"العلاقات الممتازة بين بلدينا والشراكة الاستراتيجية التي ابرمت خلال زيارة الرئيس جاك شيراك للمملكة العربية السعودية"عام 1996. ونوه ب"حوار سياسي دائم ومميز"بين باريسوالرياض مشيراً الى ان المحادثات التي سيجريها الامير عبدالله مع شيراك ورئيس الحكومة الفرنسية جان بيار رافاران ستتطرق الى القضايا الاقليمية والدولية خصوصاً الوضع في لبنان والعراق ومنطقة الشرق الاوسط اضافة الى الملف الايراني وموضوع الارهاب. واعلن ان الجانبين سيناقشان كل اوجه العلاقات الثنائية في الاطار المدني والعسكري والاقتصادي، معبراً عن رغبة فرنسا في"تعزيز التعاون في كل هذه المجالات، خصوصاً في وقت تخوض السعودية في نهج اصلاحات اقتصادية واجتماعية". وعن الشراكة الاستراتيجية الفرنسية السعودية قال ماتيي انها تعبر عن نفسها"عبر حوار سياسي وثيق جداً وزيارات متبادلة منتظمة، تسمح لنا بإثارة كل الملفات"ولفت الى ان المملكة العربية السعودية"شريك مهم"في المجال الاقتصادي وزاد:"نرغب في تنشيط دورنا فيه، اذ تؤمن فرنسا 4 في المئة فقط من واردات السعودية، وعلينا بذل جهد لتحسين هذا الموقع، عبر اضفاء مزيد من الحيوية على عملنا وحضورنا". ويشمل برنامج زيارة الامير عبدالله لقاءين مع شيراك، الاول اليوم، يعقبه عشاء رسمي في قصر الاليزيه، والثاني غداً في اطار غداء عمل في القصر الرئاسي. وسيقيم رافاران عشاء عمل تكريماً لولي العهد السعودي في مقر رئاسة الحكومة في ماتينيون.