قرر البابا يوحنا بولس الثاني دعوة 13 كاردينالاً من أبرشيات الولاياتالمتحدة إلى لقاء في حاضرة الفاتيكان، لمناقشة الفضائح التي اتسع نطاقها حول تعرض اطفال للتحرش الجنسي من جانب رجال الكنيسة في الولاياتالمتحدة. وأدت الفضائح إلى استقالة أسقف وخضوع آخرين إلى التحقيق. ويعتقد ان الاجتماعات ستعقد في الثالث والعشرين والرابع والعشرين من الشهر الجاري. وقال مصدر مسؤول في الفاتيكان إن الغرض من الاجتماع هو دراسة "الخطوط العريضة لطبيعة السلوك الواجب اتباعه من أجل إعادة الهدوء والأمان إلى العائلات والثقة بين رجال الكنيسة ورعاياها". وتواجه الكنيسة الكاثوليكية الأميركية فضيحة ناجمة عن تصرفات كهنة ورجال دين حيال اطفال، وزاد من تفاعلات هذه الفضيحة على صعيد الرأي العام، تستر بعض أوساط الكنيسة الأميركية على هذه التصرفات. وكانت اصوات عديدة وصلت إلى الفاتيكان مطالبة باستقالة الكاردينال برنارد لو 71 عاماً المسؤول عن أبرشية بوسطن ماساتشوستش والمقرّب من البابا باعتباره أحد أبرز المسؤولين في الكنيسة الكاثوليكية الأميركية، لأنه لم يبعد عن أبرشيته الرهبان المتهمين بالتحرشات الجنسية، ما دعا الفاتيكان إلى استدعائه إلى روما في زيارة كان يفترض أن تظل سريّة لكنها كشفت في ما بعد. وقال لو في تصريحات أذيعت في الفاتيكان أمس انه لن يستقيل من منصبه وأنه توصّل إلى هذا القرار بعد مشاورات مع سلطة الكنيسة في روما في الأيام الماضية. وكانت الفضيحة انفجرت في صفوف الكنيسة الكاثوليكية الأميركية في كانون الثاني يناير الماضي عندما قضت محكمة في بوسطن بالسجن لعشر سنوات على الراهب جون جيوغهان لإتهامه بالاعتداء الجنسي على 130 حدثاً وتحرشه عام 1991 بحدث آخر. وادى هذا الحكم إلى كشف 450 حادثة اعتداء مماثلة في منطقة بوسطن وحدها، قرر ضحاياها التوجه إلى القضاء للإفصاح عن معاناتهم، ما تسبب في إيقاف 62 راهباً ورجل دين يعملون في 17 أبرشية في الولاياتالمتحدة. وتبع الحكم على الراهب جيوغهان استقالة الأسقف انتوني أوكوونيل من فلوريدا والذي اعترف بأنه تحرش بمراهق. وبعد قرار هذا الاسقف بأربعة أيام، أي في الثاني عشر من اذار مارس الماضي، اتفقت أبرشية بوسطن مع المعتدى عليهم ودفعت لهم تعويضاً عن الأضرار التي لحقت بهم، مبالغ ناهزت ال30 مليون دولار. وتوالت الاعترافات سواء بالذنب أو بالتعرض إلى الاعتداء، ما دعا الفاتيكان إلى عقد هذا الاجتماع لوقف النزيف الذي تسببه هذه الفضائح التي يمكن أن يكون ما خفي منها أعظم بكثير مما ظهر. وستساعد "قمة الكرادلة" في روما في تطوير خطة عمل لاجتماع سيعقده أساقفة الولاياتالمتحدة الذين سيصوّتون حول رد فعل على الفضيحة في حزيران يونيو المقبل. يذكر أن الكرادلة اتفقوا على خطوط عريضة حول الرد على مزاعم التحرّش في مؤتمر عقدوه عام 1992، لكن ذلك المؤتمر أبقى الحرية لكل أبرشية للالتزام بهذه الخطوط. وكتأكيد على الأهمية التي يوليها الفاتيكان لهذا الملف فإن البابا سيقود بنفسه هذا الاجتماع وإلى جانبه الكاردينال جوزيف راتزيتغر والي أطروحة الإيمان، إضافة إلى عدد كبير من المسؤولين عن السياسة الدينية للفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية.