نصحت الولاياتالمتحدة رعاياها بالامتناع عن السفر الى اليمن، وسمحت لموظفي سفارتها في صنعاء غير الاساسيين بالمغادرة مع عائلاتهم، في حين اغلقت السفارة البريطانية بعد تلقيها"تهديداً امنياً جدياً". راجع ص3 وتلت هذه الاجراءات تصعيداً في المواجهات بين السلطات اليمنية والمتمردين من اتباع تنظيم"الشباب المؤمن"الشيعي المتشدد. وقصفت القوات الحكومية صباح امس آخر معاقل المتمردين في مسقط رأس الرجل الثاني في التنظيم عبدالله عيضه الرزامي، بعد ساعات على اعلان الحكومة فشل وساطة المشايخ والوجهاء والعلماء في اقناع"الحوثي الاب"بدر الدين 80 سنة ومساعده الرزامي وانصارهم بالتخلي عن السلاح"والكف عن الاعمال التخريبية"في مقابل منحهم"الرأي والامان"بضمانات تشبه عفواً عاماً من قبل الرئيس علي صالح. وكانت السلطات كثفت اجراءاتها لحماية السفارات والمصالح الاجنبية والدوائر والمنشآت والمؤسسات الحكومية في صنعاء، وكذلك لحماية الشخصيات الحكومية المدنية والعسكرية تحسباً لعمليات"ارهابية"قد ينفذها انصار الحوثي بعد سقوط معاقلهم في محافظة صعدة، او تستغلها اطراف"ارهابية"لتنفيذ عمليات مماثلة. وفيما اكدت واشنطن مجدداً على لسان نائب سفيرها في صنعاء نبيل الخوري، دعمها الحكومة اليمنية في مواجهة"التمرد"في محافظة صعدة، رحبت الحكومة بدعوة احزاب المعارضة اليمنية الى تشكيل لجنة للتحقيق في احداث صعدة، بعد مواجهات عنيفة خاضتها قوات الشرطة والامن مع عناصر"حوثية"داخل مدينة صعدة واستمرت نحو 10 ساعات لتنتهي ظهر الجمعة بمقتل وجرح عشرات من الجانبين وفي صفوف المدنيين، وباستعادة قوى الامن الاحياء والمباني التي تمركز فيها"المتمردون". وبعدما اعلنت الحكومة ليل الجمعة السبت وساطة يتولاها المشايخ والوجهاء والعلماء من محافظة صعدة لإقناع الحوثي واتباعه بتسليم انفسهم، واقترحت وساطة مماثلة تتولاها اللجنة التي دعت اليها المعارضة، عادت الحكومة لتعلن بعد ساعات فشل الوسطاء على رغم ما يعنيه عرض"الامان"على المتمردين من تمهيد لاعلان عفو عام. واكدت ل"الحياة"مصادر متطابقة في صعدة ان محاولة القوات الحكومية اقتحام قرية بيت الرزامي وقصف منزل عبدالله الرزامي، ومنازل تمركز فيها اتباع"الحوثي"في القرية، جاءت بعد رفض الحوثي والرزامي عرض الوسطاء العفو، مقابل الكف عن الاعمال المسلحة ووقف"التمرد". وقالت المصادر ان اتباع"الحوثي"يبدون مقاومة شرسة لمنع تلك القوات من اقتحام آخر معاقلهم. في واشنطن أ ف ب، أعلنت الخارجية الأميركية في بيان صدر في وقت متقدم ليل الجمعة السبت، أنها سمحت بمغادرة"الموظفين غير الأساسيين وعائلات الديبلوماسيين في السفارة بصنعاء، على اساس طوعي". ونصح البيان المواطنين الأميركيين الراغبين في زيارة اليمن، بإرجاء"كل رحلة غير ضرورية في هذا الوقت"، واضاف ان"التهديدات ضد أمن جميع المواطنين الأميركيين في اليمن ما زالت كبيرة، بسبب النشاطات الإرهابية"هناك. وقال مصدر في السفارة إنها اُغلقت أمس"لأعمال إدارية". وكانت وزارة الخارجية البريطانية أكدت في وقت سابق ليل الجمعة، أنها علقت كل العمليات في سفارتها في اليمن، بعد تلقيها"تهديداً أمنياً جدياً"اثر مقتل عشرات خلال يومين من المواجهات الشرسة بين قوات الأمن اليمنية ومتمردين في شمال البلد. وقال ناطق في الوزارة:"تلقينا تهديداً أمنياً يستند الى أسس قوية، ونتعامل معه بجدية، لذلك نعلق كل عملياتنا في السفارة البريطانية، وهي مغلقة اليوم، وستبقى مغلقة غداً". ولم يحدد موعداً لإعادة فتحها.