أسدل الستار امس بصورة نهائية على آخر فصول التمرد الذي قاده الشيعي المتطرف حسين بدر الدين الحوثي منذ 18 حزيران يونيو الماضي في محافظة صعده، بعدما سلّم ثلاثة من أبرز معاونيه أنفسهم ومعهم العشرات من اتباعهم الى القوات الحكومية المرابطة في منطقتي نشور والحمزات. وكانت القوات الحكومية خاضت مواجهات عنيفة مع الحوثي واتباعه انتهت بمقتله يوم الجمعة 10 ايلول سبتمبر الجاري. وأكدت مصادر في السلطة المحلية لمحافظة صعده ل"الحياة" امس ان عبدالله عيضه الرزامي 43 عاماً وعبدالله محسن الحمزي 40 عاماً وحيدر الكعبي سلموا أنفسهم امس الى قيادة القوات الحكومية التي كانت تحاصرهم في مناطق نشور وآل شافعة والحمزات والرزامي شمال شرقي صعده عاصمة المحافظة منذ نحو شهرين. وقالت المصادر أن الرزامي، وهو الرجل الثالث في ما سمي تنظيم "الشباب المؤمن" وأحد أبرز مؤسسيه الى جانب الحوثي، وكان عضواً في مجلس النواب بين عامي 1993 - 1997، قرر بعد مفاوضات قام بها وسطاء من مشايخ ووجهاء المنطقة استمرت 3 أسابيع ان يسلم نفسه الى الوسطاء ومن ثم يقوم الوسطاء بتسليمه للقيادة العسكرية والأمنية بمحافظة صعده ومعه نحو 200 من اتباع الحوثي. وكانت القوات الحكومية اقتحمت مرتفعات الصعايد التي تمركز فيها المدعو محمد الأعصر عشية مقتل الحوثي بعد مهاجمته ومعه العشرات من اتباع الحوثي لموقع عسكري للجيش في المنطقة. واكدت مصادر متطابقة ل"الحياة" ان العملية الخاطفة لقوات الجيش أدت الى مقتل الأعصر وعدد ممن معه واعتقال العشرات. وأوضحت المصادر ذاتها ان الرزامي تخلى عن شروطه بعدم ملاحقته قضائياً هو واتباعه واطلاق جميع "الحوثيين" من المعتقلات واخلاء المناطقالمحاصرة. وفي أي حال رفضت القوات الحكومية التجاوب مع أي من شروطه وأمهلته اكثر من مرة لإطلاق سراح العشرات من الأطفال والنساء والمواطنين الذين احتجزهم واستخدمهم دروعاً بشرية، وطالبته بتسليم نفسه ومواجهة القضاء. وأضافت انه بعدما تعامل الرزامي بحدّة مع الوسطاء في بادئ الأمر فإنه راح ينهار تدريجاً منذ مقتل الحوثي وتضييق الخناق عليه. وقالت المصادر أن القوات الحكومية ارجأت اقتحام مواقعه أكثر من مرة حرصاً على أرواح الأبرياء الذين يحتجزهم الرزامي. ومنحت الوسطاء وفي مقدمهم الشيخ صالح الوجمان والشيخ صالح محمد بن شاجع وهما من كبار مشايخ صعده فرصاً لإقناع الرزامي بتسليم نفسه ومن معه حقناً للدماء وتجنيب نفسه عواقب رفضه لمثل هذه الفرصة. وتحدثت المصادر نفسها عن التزامات قطعتها السلطات الحكومية لمشايخ ووجهاء القبائل بالإفراج عن ابنائهم المعتقلين أو ممن سلموا أنفسهم مع الرزامي واعادتهم الى ذويهم الذين تعهدوا التزام اجراءات الحكومة ضد الحوثي واتباعه وانهاء أي وجود ل"الحوثيين" وأفكارهم المتطرفة في مناطقهم.