كادت اسرائيل تصفق للاقتتال الفلسطينيي الداخلي فأعربت صراحة عن أملها في أن تتواصل الاشتباكات وأن يكون ما حصل أول من أمس "ليس سوى مقدمة لما يتعين على السلطة الفلسطينية القيام به لمواجهة ظاهرة الفلتان الأمني في أراضيها"، على ما قال رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال دان حالوتس. واعتبرت مصادر أمنية اسرائيلية أخرى الاشتباكات بين عناصر من حركة المقاومة الاسلامية حماس وأفراد الشرطة الفلسطينية "ايجابية من المنظور الاسرائيلي". وقال حالوتس في حديث للاذاعة الاسرائيلية أمس إنه لا يمكن الحكم على الاشتباكات في غزة بأنها تدل على شروع السلطة الفلسطينية في محاربة حركة "حماس" لكن من الممكن ملاحظة المؤشرات الأولى للخطوات التي كان يتعين على قيادة السلطة الفلسطينية أن تسلكها اذا أرادت أن تواصل البقاء وإلا ستقود نفسها الى التهلكة". وأضاف أن حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" لن تتجردا من السلاح بمحض ارادتهما وأن ذلك لن يتحقق "إلا اذا فرضت السلطة الفلسطينية نفوذها بشكل عملي واستغلت صلاحيتها كما فعلت الليلة قبل الماضية". مواصلة التهديدات وهدد حالوتس بتوسيع الرد العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة في حال استؤنف اطلاق قذائف "القسام" على بلدات اسرائيلية، و "كنا اظهرنا في الأسبوع الماضي بعض أساليب الرد المحتملة على القذائف. أظهرنا أن لدينا منظومة رد مغايرة". وزاد أن الجيش سيواصل عملياته ضد الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية. ونفى أن يكون الهدف من اعتقال مئات الناشطين من "حماس" في الضفة منع الحركة من المشاركة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية تنفيذاً لوعيد رئيس الحكومة ارييل شارون. وقال إن هذه الاعتقالات ابتغت أساسا "استئصال جذور الارهاب" لكنه كرر معارضة اسرائيل مشاركة حركة "حماس" في الانتخابات. وقال: "على الحركة أن تختار بين البقاء كمنظمة إرهابية أو التحول الى حزب سياسي لأنه لا يمكنها أن تؤدي الدورين معا". وطبقا للإذاعة الاسرائيلية، أعربت "مصادر سياسية" رفيعة المستوى عن أملها في أن يواصل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن اجراءاته ضد "حماس" سعياً لتعزيز مكانته وبسط نفوذه على الأوضاع الأمنية. وعزت هذه المصادر "الخطوات المحددة" التي اتخذها عباس ضد "حماس" الى اجتماعه المرتقب في 20 الجاري في واشنطن مع الرئيس الأميركي جورج بوش. واضافت أن قرار اسرائيل وقف عملياتها العسكرية في القطاع جاء "لإفساح المجال امام السلطة ورئيسها ليثبتا قدراتهما على ضبط الأوضاع الأمنية". على صلة خرجت صحيفة "معاريف" بعنوان شبه احتفالي تطرق الى ما شهدته غزة مساء أول من أمس وكتبت في صدر صفحتها الأولى: "إشارات أولية للتعاون بين السلطة والجيش الاسرائيلي، ورسالة ايجابية من أبو مازن". وتابعت في أعلى احدى صفحاتها الداخلية: "مواجهة قاتلة في القطاع على خلفية محاولة السلطة تجريد حماس من سلاحها". وكتبت أن اندلاع الاشتباكات يضاف الى سلسلة من الخطوات "الايجابية في نظر اسرائيل" التي يمكن أن تدلل الى استعداد قوى الأمن الفلسطينية تعزيز التعاون مع الجيش الاسرائيلي". ورأت الصحيفة أن "هذه الخطوات الايجابية" تكللت بالاتصال الهاتفي الذي أجراه رئيس السلطة مساء الأحد مع كل من ارييل شارون والرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف لتهنئتهما بحلول السنة العبرية الجديدة مساء أمس.