في مسعى للتقليل من شأن الخلافات في وجهات النظر مع الولاياتالمتحدة بشأن مشاركة"حركة المقاومة الاسلامية"حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، اطلقت اسرائيل تلميحات أولية الى تراجعها عن تشددها في هذه المسألة، لينفي مصدر في مكتب رئيس الحكومة ارييل شارون ان يكون معنى عدم تقديم اسرائيل دعماً للسلطة الفلسطينية في الانتخابات في حال مشاركة الحركة"مراكمة صعوبات بقصد عرقلة الانتخابات"أو فرض قيود على اجرائها. وقالت وزيرة العدل تسيبي ليفني للاذاعة العبرية ان اسرائيل لم تدع المجتمع الدولي الى منع مشاركة"حماس"انما الى ممارسة ضغوط على الحركة لتتخلى عن سلاحها. واضافت ان سعي الرئيس محمود عباس أبو مازن لإرضاء حماس"سيمس به وبالجهود المبذولة لإرغام حماس على التخلي عن بنيتها الارهابية". وزادت ان"ضعف ابو مازن يحتم على الاسرة الدولية التأكيد له ان مشاركة تنظيمات ارهابية في الانتخابات لا تنسجم والتزامه خريطة الطريق الدولية". من جهته، قال مصدر قريب من شارون ان اسرائيل سترفض اعتبار ممثلي"حماس"في المجلس التشريعي الجديد"شركاء شرعيين، لكننا لن نمنع الحركة من المشاركة". وعزت اذاعة الجيش الاسرائيلي هذا"الموقف المعقد"الى حقيقة ان اسرائيل تيقنت من أن واشنطن"ليست حازمة، كما اسرائيل في منع حماس من المشاركة"فضلاً عن انها أدركت ايضاً انه ليس بمقدورها منع المشاركة. وأضافت ان الادارة الاميركية ترى في الانتخابات التشريعية الفلسطينية"هدفاً ومرحلة ضرورية لتدعيم نفوذ السلطة الفلسطينية"ما يحتم على اسرائيل عدم التشويش على سير الانتخابات بل وجوب ان تقدم تسهيلات للمدنيين الفلسطينيين وتتعاون مع السلطة لايجاد حل لقضية المعابر في غزة. وزادت ان واشنطن تتفق مع رئيس السلطة الفلسطينية في مقاربتها بأن مسألة معالجة وضعية"حماس"يجب ارجاؤها الى ما بعد الانتخابات. اسرائيل ترفض مفاوضات سرية الى ذلك، أكدت مصادر صحافية متطابقة ان اسرائيل والولاياتالمتحدة رفضتا اقتراح عباس أثناء لقائه الأخير الرئيس جورج بوش اجراء مفاوضات سرية في شأن القضايا العالقة ومسائل تتعلق بالتسوية الدائمة على نسق مفاوضات أوسلو. وأضافت ان واشنطن أوضحت لرئيس السلطة الفلسطينية ان المفاوضات السرية ليست الطريق المثلى للتقدم في المفاوضات"وان عليه اولاً التركيز على محاربة الارهاب". في هذا الصدد، قال النائب الأول لرئيس الحكومة شمعون بيريز ان المشكلة ليست في"سرية الاتصالات أو علنيتها"انما في مدى الاتفاق بين الطرفين على مختلف المسائل. واضاف للاذاعة العبرية انه ينبغي مواصلة الاتصالات والمفاوضات مع الفلسطينيين على مسائل عدة باستثناء قضيتي القدس واللاجئين. ورأى وجوب ايجاد حل سريع لقضية المعابر في غزة وبينها وبين الضفة الغربية، ووقف النشاط الاستيطاني في الضفة، وحل مشكلة"البؤر الاستيطانية العشوائية". "الأولوية لمحاربة الارهاب" على صلة، نقلت"هآرتس"عن موظف في الادارة الاميركية قوله ان مطالبة واشنطن اسرائيل بوقف النشاط الاستيطاني"ليست موازية"لمطالبتها السلطة الفلسطينية بمحاربة الارهاب، وان المسألتين"ليستا متوازيتين في المستوى الأخلاقي ولا متوازيتين من حيث الأهمية"وأن واشنطن وتل ابيب تريان ان المفتاح لأي تقدم سياسي بيد السلطة المطالبة بتفكيك البنى التحتية للفصائل المسلحة. الى ذلك، توقعت مصادر سياسية استئناف الاتصالات الاسرائيلية - الفلسطينية لترتيب موعد للقاء شارون وعباس الاربعاء المقبل مع انتهاء الأعياد اليهودية، وعزت توقفها الى خروج مستشاري شارون في اجازة أعياد ليس إلا. من جهتها، أعربت جهات أمنية وفقاً لصحيفة"معاريف"عن قلق اسرائيل من"الارتفاع في حجم النشاط الارهابي في الضفة"وأن التنظيمات الفلسطينية تنشط لانتاج قذائف هاون وصواريخ"قسام"تهدد بها البلدات الاسرائيلية المتاخمة للضفة. ونقلت عن مسؤول عسكري قوله ان سقوط هذه القذائف على البلدات الاسرائيلية أضحى مسألة وقت. وزادت ان وزير الدفاع شاؤول موفاز ورئيس هيئة أركان الجيش الجنرال دان حالوتس أصدرا تعليماتهما للجيش بالعمل ضد"ورشات انتاج القذائف والصواريخ لمنع التصعيد". فتح معبر رفح 48 ساعة الى ذلك، قال مسؤول مصري امس إن السلطات المصرية أعادت امس فتح معبر رفح استثنائيا لمدة يومين لادخال عشرات الفلسطينيين العالقين على الحدود من الجانب المصري والفلسطيني، اضافة الى الدفعة الثانية من المعتمرين. وتابع أن من بين العابرين أيضا طلابا ومرضى في طريقهم للعلاج وعائدين من دول عربية وأجنبية.