استأنفت وحدات يمنية مشتركة من الأمن والجيش ملاحقتها لعناصر تنتمي الى تنظيم"الشباب المؤمن" الشيعي المحظور في منطقة نشور والمناطق المجاورة لها في محافظة صعدة 230 كيلومتراً شمال صنعاء حيث قُتل نحو 12 شخصاً وجرح آخرون، معظمهم من القوات الحكومية في مكامن نصبتها مجموعة ممن يعتقد بأنهم"خلايا نائمة"لهذا التنظيم استفاقت بعد نحو سبعة شهور على مقتل زعيمهم المتشدد حسين بدرالدين الحوثي على يد القوات الحكومية مطلع أيلول سبتمبر الماضي بعد مواجهات شهدتها منطقة مران وحيدان واستمرت نحو ثلاثة شهور. وأكدت مصادر متطابقة ل"الحياة"في محافظة صعدة أن دوريات مشتركة للأمن والجيش تعرضت أمس لكمين نصبه مسلحون من أتباع"الحوثي"في منطقة نشور صياح فقتل اربعة من أفرادها واصيب آخرون أثناء ملاحقة المطلوبين في إحدى المناطق الجبلية، فيما قتل ثمانية على الاقل من"الحوثيين"وجرح عدد آخر غير معلوم على يد القوات الحكومية. ورجحت المصادر إن يكون الجنود الأربعة، بينهم ضابط برتبة ملازم، قتلوا في المكمن، وقالت ان أعداداً كبيرة من القوات الحكومية والآليات العسكرية منتشرة في المنطقة، وأنها اعتقلت عدداً من أتباع"الحوثي"وقصفت مخابئ لهم في الجبال المحيطة بمنطقة نشور، مسقط رأسه وفي مقدمهم والده بدرالدين الحوثي 80 عاماً، أحد أبرز المراجع الشيعية الزيدية في اليمن الذي عاد أخيراً الى المنطقة من صنعاء حيث مكث فيها منذ مقتل ولده حسين وعدد من أبنائه وأقاربه في المواجهات مع القوات الحكومية. ويعتقد الحوثي الأب أن ولده حسين لا يزال على قيد الحياة،"لأننا لم نتسلم جثته"، مؤكداً في تصريحات صحافية نشرتها صحيفة"الوسط"المستقلة منذ أسبوعين، أن ولده"كان على حق وأنا من مؤيديه"، و"هو واتباعه مُعتدى عليهم من جانب السلطات"، وأنه"على ايمان كامل بأن الولاية يجب أن تكون لآل بيت الرسول وفي البطنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه وفاطمة بنت النبي رضي الله عنها، وأن الولاية لغيرهم تعتبر احتساباً". وسألته الصحيفة هل يعترف بولاية الرئيس علي عبدالله صالح أو يؤيدها، أجاب:"لا تحرجني"! وكانت أنباء وردت من محافظة صعدة الاسبوع الماضي تحدثت عن استقبال كبير جرى لبدرالدين الحوثي من جانب اتباع نجله حسين، اذ حيث رفعوه فوق أعناقهم ورددوا شعارات الولاء له ولولده ورفض الانصياع للدولة. وأوضحت معلومات ان عشرات من أتباع"الحوثي"استأنفوا نشاطهم بشكل سري ومحدود في بعض مناطق صعدة ومنها منطقة تشور، وان اجهزة الأمن رصدت هذه التحركات والتجمعات"الحوثية"وهاجمتها في معاقلها واعتقلت العشرات من عناصرها، فيما ادت عملية رصد ومطاردة تمت في منطقة الطلح في ضواحي صعدة الى مقتل خمسة واصابة ثلاثة خلال الاسبوع الماضي واعتقال نحو 20"حوثياً"حين كانوا يقومون بشراء أسلحة وذخائر من سوق للسلاح هناك. وكانت السلطات اليمنية فتحت حواراً مع عدد من مساعدي"الحوثي"بعد مقتله عبر وسطاء من وجهاء القبائل وعلماء المذهب الزيدي بهدف انهاء تمردهم وترك السلاح، والتعهد بعدم تكرار هذا التمرد واطاعة ولي الأمر والتزام القوانين النافذة وتقديم العناصر المطلوبة في جرائم أمنية الى السلطات في محافظة صعدة. غير ان مصادر مطلعة اكدت ل"الحياة"ان هذه المحاولة لم تحقق أغراضها في السيطرة على الخلايا النائمة لتنظيم"الحوثي"أو في تفكيك هذه الجماعة الشيعية المتشددة. وقد فشل العلماء في حوارهم مع اكثر من 500 معتقل من اتباع"الحوثي"لاقناعهم بالعدول عن افكارهم والتعهد بطاعة ولي الأمر. وتثير العمليات المسلحة التي تقوم بها عناصر"الشباب المؤمن"ضد القوات الحكومية في عدد من مناطق محافظة صعدة قلقاً شعبياً وحكومياً خشية ان تؤدي الى مواجهات جديدة على غرار ما شهدته مناطق مران العام الماضي بين القوات الحكومية والمتمردين من اتباع"الحوثي"والتي اسفرت عن آلاف القتلى والجرحى وخسائر مادية كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة، غير ان غالبية أبناء محافظة صعدة تؤيد اجراءات السلطات ضد"الحوثيين"للقضاء على الفتنة المذهبية.