أنهت القوات الحكومية اليمنية عملياتها العسكرية التي بدأتها في محافظة صعده منذ نحو 3 أشهر ضد معاقل المتمردين أتباع الشيعي المتشدد حسين بدر الدين الحوثي في منطقتي مران وحيدان. وسيطرت هذه القوات صباح أمس على شعب سلمان والكهوف المحيطة التي كان "الحوثيون" يتحصنون فيها. وأكدت مصادر عسكرية في صعده ل"الحياة" ان العمليات الأخيرة لقوات الجيش في شعب سلمان أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 40 من المتمردين وجرح نحو 26 واعتقال 21، فيما قتل خمسة جنود وجرح 14 في هذه العمليات. وفيما أكدت المصادر ذاتها استسلام عشرات من "الحوثيين" خلال اليومين الماضيين، وأن عدداً منهم أكدوا للقوات الحكومية أن "الحوثي" قُتل في جرف سلمان في المواجهات الأخيرة، قالت ان عدداً من الجثث يخضع للفحص "الجنائي" ويشتبه في أن احداها هي جثة الحوثي، الذي يعتقد بأنه قُتل في ساعة مبكرة صباح أمس أثناء اقتحام القوات الحكومية "الجرف" الذي كان يختبئ فيه مع عدد من اتباعه. ووقع انفجار في سوق مديرية كتاف التابعة لمحافظة صعده 80 كيلومتراً شرق عاصمة المحافظة ظهر أمس أسفر عن مقتل 6 وجرح العشرات. وأكدت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان الانفجار وقع في وسط السوق في ذروة ازدحام الناس. وتقع مديرية كتاف بالقرب من منطقة التوتر بين القوات الحكومية وأنصار الحوثي الذين يقودهم مساعده عبدالله عيضه الرزامي وتحاصرهم القوات الحكومية منذ اسبوعين بهدف الضغط على الرزامي لتسليم نفسه من دون قتال. وفي هذا السياق أكدت المصادر العسكرية في محافظة صعده أن قيادة القوات الحكومية في منطقة مران سلمت ملف الحوثي للأجهزة الأمنية والاستخبارات العسكرية كي تتولى تحديد مصيره بين القتلى أو الفارين بعد انتهاء عملياتها العسكرية رسمياً أمس. واستبعدت المصادر وجود الحوثي بين القتلى، مشيرة الى أن مصيره بات مجهولاً وأن "عملية تحديد مصيره أصبحت في يد أجهزة الأمن والاستخبارات العسكرية". وأضافت ان القوات الحكومية عقدت "تحالفات" واسعة مع مشايخ ووجهاء القبائل في صعده "لضمان إعادة الأمن وتوزيع المؤن والمساعدات الغذائية على المواطنين وتأمين عودة النازحين من مناطق الأحداث الى قراهم ومنازلهم". الى ذلك، أصدر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح توجيهات الى الحكومة بحصر الاضرار المدنية والحكومية وفي الممتلكات العامة في محافظة صعده من جراء الأحداث التي رافقت التمرد.