بلغت"حرب الغاز"المتواصلة منذ اسابيع بين روسياواوكرانيا ذروتها امس، بعدما وجهت موسكو تحذيراً اخيراً الى الاوكرانيين بوقف امداد الغاز الى اراضيهم بدءاً من الساعة العاشرة صباح اول ايام العام الجديد غداً الأحد، في حال لم ترضخ كييف للشروط الروسية المتعلقة بزيادة اسعار الغاز الطبيعي. ووصف اليكسي ميللر رئيس شركة"غاز بروم"التي تفاوض الاوكرانيين، الانذار الروسي بال"رسمي"وهدد كييف ب"تصرف محدد وحاسم"في حال انقضت الساعات الاخيرة من العام الحالي من دون توقيع اتفاق جديد ينظم اسعار واردات الغاز الطبيعي الى اوكرانيا. واوضح ميللر ان شركته وهي كبرى شركات الغاز الروسية، ستوقف بالكامل، مد المستهلكين الاوكرانيين بالغاز بحلول صباح مطلع كانون الثاني يناير المقبل. ودلت لهجة التهديد الحاسمة الى وصول المفاوضات بين الجانبين الى حائط مسدود، وذلك بعد ساعات على اعلان كييف رفضها اقتراحاً روسياً اعلنه الرئيس فلاديمير بوتين اول من امس، نص على استعداد موسكو لتقديم قرض مالي قيمته 3.6 بليون دولار الى كييف، من اجل تسديد قيمة وارداتها من الغاز الروسي. ورد الرئيس الاوكراني فيكتور يوتشنكو بان بلاده"تشكر بوتين لكنها لا توافق على الاقتراح من حيث المبدأ". واعلن رئيس الوزراء الاوكراني يوري ايخانوروف ان الخلاف"لا يتركز على مشكلة مالية، بل حول اسس التعامل بين بلدين مستقلين". "حرب الغاز" وكانت"حرب الغاز"وهي التسمية التي اطلقت على الازمة بين البلدين منذ اندلاعها، بدأت عندما اعلنت موسكو عن رفع اسعار الغاز الطبيعي المصدر الى اوكرانيا بنسبة ثلاث اضعاف ليصل الى 230 دولاراً لكل ألف متر مكعب. ورفضت كييف الاقتراح الروسي في شدة واعلنت عن استعدادها لمناقشة رفع الاسعار تدريجاً على ان لا تزيد على 75 الى 80 دولاراً لألف متر مكعب. وفشلت المفاوضات المستمرة منذ اسابيع في التوصل الى حل وسط بين الطرفين. وتشدد الحكومة الاوكرانية على ان زيادة اسعار الغاز عن 95 دولار لألف متر مكعب، يعني شل الحياة الاقتصادية والصناعية في اوكرانيا، فيما تصر موسكو على حقها في بيع الغاز الطبيعي بالأسعار العالمية. واتخذت الازمة بعداً دولياً بعد تدخل الولايات الولايات المتحدة لمصلحة كييف في حين تميز الموقف الاوروبي بالحذر بسبب تصاعد المخاوف الاوروبية من انعكاسات الازمة على استقرار خطوط امداد الغاز الروسي الى اوروبا. ودعت ألمانيا طرفي النزاع الى التوصل إلى حل دائم لخلافهما، لكنها قالت إنها لن تحاول التوسط بينهما. ومعلوم ان الاوروبيين يعتمدون في شكل كبير على الصادرات الروسية من الغاز التي تمر عبر الاراضي الاوكرانية. خلفيات سياسية؟ وطغت اجواء سياسية حادة على الازمة على رغم الطابع الاقتصادي الذي يميزها، اذ ربط سياسيون اوكرانيون بين التشدد الروسي وانتخابات البرلمان الاوكراني في اذار مارس المقبل. واعتبر كثيرون ان الازمة تهدف الى اضعاف فرص فوز المعسكر الموالي للغرب الذي يسيطر حالياً على مقاليد الحكم في اوكرانيا، وتوفير فرص اوسع لحلفاء موسكو في الدولة الجارة.