احتُجز امس رئيس الوزراء البريطاني توني بلير"رهينة"... ومُنع على مدى 48 دقيقة من إلقاء خطاب، ضمنه بعضاً من رؤيته المستقبلية لانتاج الطاقة عبر المحطات النووية، بسبب تظاهرة اثنين من جماعة"السلام الأخضر"غرين بيس احتلا سقف قاعة استأجرتها كونفيديرالية الصناعات البريطانية، للاستماع الى الخطاب، وطالبا بحق عرض وجهة نظر الجماعة على مدى 10 دقائق مع رفع شعار بأن"الطاقة النووية هي الرد الخاطئ". ومع ان بلير، كان يحاول مخاطبة الصناعيين عن تصوراته لمستقبل"النموذج الاقتصادي البريطاني وحفز الاستثمار في قطاع الخدمات وخفض معدلات البطالة"، الا انه شدد على ان بلاده"امام مفترق طرق... وان قضية الطاقة ستكون محور الاصلاحات نتيجة ارتفاع اسعارها وتعرض مصادرها للخطر"، من دون ان يستبعد امكان السماح ببناء محطات جديدة للطاقة النووية. ولا يبدو"تحرك الخضر"بعيداً عن"مناهضة مجموعة من نواب حزب العمال الحاكم لزيادة الاعتماد على الطاقة النووية"الذي لن يتقرر قبل عرض مشروع قانون في شأنه على مجلس العموم السنة المقبلة. ومن بين معارضي المشروع"انصار"من المجموعة العمالية المؤيدة لتنحية بلير وتنصيب وزير الخزانة غوردون براون، في زعامة الحزب ورئاسة الحكومة، والذي لم يحدد موقفه بعد من الاعتماد على القدرات النووية لانتاج الكهرباء بدل النفط الذي يعتبره رهينة لدول"اوبك". وكان بلير تعرض لاول هزيمة كبرى في مجلس العموم عند رفض مشروع دعمه لمكافحة الارهاب. ومع متاعبه الداخلية، الحزبية والبيئية، يواجه بلير انتقادات لسياساته الاوروبية منذ ان تسلم الرئاسة الدورية للاتحاد مطلع تموز يوليو الماضي وتنتهي آخر السنة. وتلقى امس"صفعة كلامية"من رئيس وزراء المجر فيرينك جيوركساني، الذي يلتقيه غداً، عندما قال ان"بودابست لا تقبل ما يقترحه بلير من خفوضات على موازنة الاتحاد بين 2007 و2013 وببساطة سنقول لا". كما يُتوقع ان يلقى بلير الموقف نفسه من رؤساء سبع حكومات في وسط اوروبا وشرقها سيلتقيهم الخميس والجمعة لتسويق خطته. وكان رئيس الوزراء البريطاني واجه متاعب في اقناع الدول المتوسطية، خصوصاً العربية منها، بقبول مشاريع اقترحتها الرئاسة الاوروبية في شأن التعاون لمكافحة الارهاب بعد تراجع اوروبي عن تحديد معنى"مقاومة الاحتلال". ولا تزال علاقات بلير متوترة مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك، بسبب الموازنة الاوروبية والدعم المقدم الى المزارعين البريطانيين. كما ان انتهاء عهد المستشار الالماني غيرهارد شرودر لم يؤد الى تحسين العلاقات البريطانية - الالمانية. ولم توافق، المستشارة الجديدة، انجيلا مركل على رغبة بلير بتعديل اقترحه للموازنة الاوروبية او بتوحيد السياسة الاوروبية من مسألة انضمام تركيا مستقبلاً الى الاتحاد. ولا يزال بلير يعاني من تسريب وثيقة، عن اجتماع تم بينه وبين الرئيس جورج بوش عام 2004، تم فيها البحث في ضرب مقر محطة"الجزيرة"القطرية. واضطر الى الاجابة خطياً، عن سؤال برلماني تناول المعلومات التي تلقاها عن العمل الذي اقترحت الولاياتالمتحدة اتخاذه ضد قناة"الجزيرة"، قائلاً:"لا شيء"!