تعقد في بروكسيل اليوم، قمة اوروبية تستمر يومين، في محاولة جديدة لاقرار موازنة للاتحاد الاوروبي للسنوات 2007 الى 2013، وسط شكوك كبيرة في قدرة الرئاسة البريطانية للاتحاد على تأمين تسوية ترضي الدول ال 24 الاعضاء في الاتحاد. وتمثل خطة الموازنة اكبر مهمة في برنامج الرئاسة الحالية للاتحاد، ولا يستبعد ان تنتهي بلا نتيجة بارزة، باستثناء بدء مفاوضات العضوية مع تركيا. وفي حال اخفق رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في ارضاء شركائه، فانه قد يضاعف ازمة ثقة الرأي العام في مسيرة الاتحاد بعد تعثرها في استفتاءين فاشلين على الدستور في فرنسا وهولندا الصيف الماضي. وتطغى مشاكل الموازنة على النقاشات التي يفترض ان يجريها زعماء الاتحاد في شأن القضايا الدولية الساخنة في الشرق الاوسط والعراق ومكافحة الارهاب ومعالجة الهجرة السرية. وكانت بريطانيا اقترحت، في بداية الاسبوع، تحديد سقف الموازنة ب 847 بليون يورو او ما نسبته 1.03 في المئة من الناتج المحلي الخام الاوروبي، وهو سقف اقل من نسبة 1.06 في المئة التي كانت اقترحتها لوكسمبورغ، الرئيسة السابقة للاتحاد ورفضتها الدول الاوروبية. خفض حصة"الشرقيين" ويخفض مشروع الموازنة التي يعرضها بلير حصة الدول الشرقية من صناديق الانماء، ويتنازل في الوقت نفسه عن قيمة 1.2 بليون يورو في السنة تستردها بريطانيا من الموازنة المشتركة منذ 1984. وتواجه الرئاسة البريطانية ضغط الدول التي تقدم القسط الاكبر من الموازنة المانيا والنمسا وهولندا والسويد لدفعها الى توسيع حجم تنازلاتها، في مقابل زيادة مساعدات التنمية للبلدان الفقيرة التي انضمت الى الاتحاد في ايار مايو 2004. وقال وزير الدولة البريطاني للشؤون الاوروبية دوغلاس الكسندر في ستراسبورغ امس، ان الاقتراحات التي عرضتها بلاده"تثير البلدان الاعضاء وستقوم الرئاسة بتقديم اقتراحات واقعية جديدة". لكنه اعترف في حديثه الى النواب الاوروبيين بأن"هامش المناورة ضيق". وتبدي بريطانيا بعض الانفتاح على مراجعة المشروع الذي وضعته، لكنها تشترط في المقابل اعادة التفاوض، في وقت قريب، حول حجم السياسات الزراعية التي تستهلك اكثر من 40 في المئة من موازنة الاتحاد. وتعترض فرنسا اكبر مستفيد من دعم السياسة الزراعية على مراجعة السياسة المشتركة قبل 2009 وتشترط الا يتم تنفيذ الاصلاحات المزمعة قبل 2014. وتنسق فرنسا الموقف من الموازنة مع المستشارة الالمانية الجديدة انغيلا مركل التي تشارك ميركل في اول قمة اوروبية. وذكرت مركل انها لن تضغط للتوصل الى اتفاق بأي ثمن في قمة بروكسيل. وانتقد رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروسو مشروع الموازنة باعتبار انه"لا يمكن بناء اوروبا الكبيرة بموازنة صغيرة". وحذر من ان تأجيل الاتفاق على مشروع الموازنة يعني تأجيل تنفيذ مختلف سياسات التنمية ومشاريع الابحاث العلمية والتكنولوجية. وأجمعت اكبر المجموعات السياسية في البرلمان الاوروبي على رفض الخطة البريطانية.