ناقش مجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 24 تشرين الثاني نوفمبر تقريراً جديداً عن برنامج إيران النووي. واشار ديبلوماسيون أوروبيون وأميركيون الى انهم لن يسارعوا الى نقل الملف الإيراني الى مجلس الأمن الدولي. وأفادت مصادر ديبلوماسية في فيينا أن الولاياتالمتحدة الأميركية والترويكا الأوروبية فرنسا وألمانيا وبريطانيا قررتا إعطاء روسيا فرصة أخرى في سبيل إقناع إيران بالتخلي عن الاستعانة بتكنولوجيا قد تستخدم في صنع السلاح النووي. واللافت ان هذا القرار صدر إثر اللقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جورج بوش في مدينة بوسان الكورية الجنوبية التي استضافت قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ. وأبدى الرئيس الأميركي تأييده فكرة إنشاء مؤسسة روسية - إيرانية مشتركة لانتاج الوقود النووي. وهذا يعني تخصيب اليورانيوم في الأراضي الروسية. وإذا وافقت إيران على المقترح، لن تتمكن من تخصيب اليورانيوم الى حد يسمح لها بتصنيع رؤوس نووية مدمرة. وفي حال رفضت إيران هذا الاقتراح، قد تغير موسكو وغيرها من الأعضاء الرئيسيين في مجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذين يعارضون فرض عقوبات على إيران الآن، موقفهم. وأعلن مصدر من مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا ان الترويكا الأوروبية قد تستأنف المفاوضات مع إيران في 6 كانون الأول ديسمبر. ثم أعلن نائب وزيرة الخارجية الأميركية نيكولاس بيرنس، في مؤتمر صحافي بواشنطن، أمله في عودة طهران الى طاولة المباحثات. وقال انه ناقش مع ممثلي الترويكا الأوروبية وروسيا والصين والهند المسألة الإيرانية بلندن، نهاية الاسبوع الفائت. واعتبر بيرنز هذا النقاش مؤشراً الى تأجيل واشنطن طلبها فرض عقوبات على إيران. والحق ان موسكو وبكين لم تريا، الى الآن، مبرراً لنقل المسألة الإيرانية الى مجلس الأمن الدولي. وأعلنت الحكومة الهندية انها لا ترغب في التصويت على نقل هذه المسألة الى مجلس الأمن الدولي. ورد مراقبون أسباب تراجع واشنطن عن اقتراح احالة ايران إلى مجلس الامن الدولي، الى ادراك دعاة السياسة المتشددة في واشنطن صعوبة الحصول على موافقة مجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على إحالة الملف الإيراني الى مجلس الأمن الدولي. ويعترف المسؤولون الأميركيون بأن ضعف التأييد الدولي لقرار صارم ازاء إيران، يؤدي الى انقسام داخل الأسرة الدولية. وانقسام من هذا النوع هو فشل للديبلوماسية الأميركية. عن ايفان غروشكوف، نيزافيسيمايا غازيتا الروسية. 26/11/2005