اتخذت السلطات القيرغيزية الجديدة دابير حازمة لمواجهة ما وصف بأنه"ثورة مضادة"وتمثلت في اعمال نهب وفوضى اجتاحت ارجاء عدة من البلاد. واتهم مسؤولون امنيون عائلة الرئيس المخلوع عسكر اكاييف بالوقوف وراء اعمال العنف الاخيرة، فيما ظهر اكاييف نفسه على شبكة الانترنت بعد يومين على اختفائه، ووجه رسالة الى الشعب القيرغيزي، أعلن فيها أنه رفض الامتثال لنصائح مستشاريه الذين طلبوا منه اعلان حال الطوارئ واللجوء الى حل عسكري. واكد الرئيس المخلوع انه آثر الحل السلمي"على رغم توافر الصلاحيات لديه لاستخدام السلاح دفاعاً عن الشرعية والدستور، ورأى ان اعمال الشغب والنهب الحالية تشكل"نتيجة طبيعية لاستلام السلطة من جانب المجرمين والمتطرفين" وجاءت رسالة أكاييف في وقت ترددت انباء غير اكيدة في موسكو في شأن وصول الرئيس المخلوع الى العاصمة الروسية قادماً من كازاخستان التي فر اليها بعد اقتحام مبنى الحكومة القيرعيزية. استمرار التوتر واستمرت حال التوتر الشديد في مختلف المدن القيرغيزية في اليوم الثالث على انتصار"ثورة السوسن"التي اطاحت النظام الحاكم، وقالت مصادر امنية ان ستة أشخاص قتلوا خلال هجمات نفذتها عصابات تسلحت بالعصي والجنازير. وغدا الملف الامني ابرز التحديات امام السلطات الجديدة التي تعهدت بوضع حد لأعمال الفوضى خلال الايام القليلة المقبلة. وذكرت تقارير ان نحو 15الف متظاهر لا يزالون يعتصمون في شوارع العاصمة بشكيك، وحذرت مصادر من أن قسماً كبيراً منهم لا يخضع لتوجيهات قادة المعارضة. تدابير خاصة واعلن القائم باعمال رئيس الوزراء في الحكومة المؤقتة اداهام مادوماروف ان تدابير خاصة اتخذت لمواجهة ما وصفه بانه"اعمال تقوم بها مجموعات منظمة مرتبطة بعائلة الرئيس المخلوع"فيما كشف فيليكس كولوف الذي تولى الاشراف على الاجهزة الامنية، نشر قوات خاصة لمواجهة اعمال النهب، وذكر ان السلطات اعتقلت اكثر من خمسين شخصاً. في المقابل، تحدثت مصادر محلية عن تحرك طابور يضم نحو خمسمئة من الموظفين الحكوميين السابقين نحو العاصمة، بهدف تنظيم اعمال احتجاج في العاصمة واعلان التأييد للرئيس المخلوع. باكاييف من جانبه، وصف القائم باعمال الرئيس كورمان بيك باكييف في كلمة امام البرلمان امس التطورات الأمنية بأنها"ثورة مضادة"، وقال ان"قوى لها مصلحة في ادخال البلاد في نفق من الفوضى والاضطرابات تقف وراءها". وجاء ذلك بالتزامن مع معلومات عن تدبير محاولة محتملة لاغتيال باكيي، بحسب تأكيد الناطقة يلينا بولداكوفا. واعلنت السلطات القيرغيزية الجديدة ان دوائر الحكومة وكافة القطاعات الاخرى استأنفت حياتها الطبيعية ووجهت نداءا الى الموظفين في المرافق العامة ورجال الشرطة والعاملين في القطاعات الخدمية والبنوك الى الالتحاق بوظائفهم بدءاً من يوم غد الاثنين. واستمرت التعيينات الجديدة في مختلف القطاعات التي قدم المسؤولون السابقون عنها استقالاتهم. انتخابات رئاسية الى ذلك، قرر برلمان قرغيزستان الذي اجتمع في بشكيك أمس، تنظيم انتخابات رئاسية في 26 حزيران يونيو المقبل لاختيار خلف اكاييف. واستقبل القرار الذي اتخذ بدون نقاش وبدون اقتراح تواريخ اخرى بالتصفيق. وقال مصدر برلماني انه سيعود الى الرئيس المنتخب المقبل بعد ذلك الدعوة الى انتخابات تشريعية جديدة، بدون ان يحدد موقفه من مدى تطابق هذا الاجراء مع الدستور. وحسم هذا الاتفاق المناقشات التي تناولت خصوصاً تحديد من يمثل السلطة، هل هو البرلمان السابق المؤلف من مجلسين الذي ما زال قائماً او البرلمان الجديد الذي يضم مجلساً واحداً، وانبثق عن الاقتراع المثير للجدل الذي جرى في شباط فبراير وآذار مارس والغت المحكمة العليا نتائجه الخميس. وتوجه وفد من المفوضية الاوروبية للأمن والتعاون الى بشكيك لإجراء محادثات مع القيادة الجديدة. وفي موسكو اعتبرت الاوساط السياسية والبرلمانية الروسية ان انهيار نظام اكاييف لم ينجم عن تدخل خارجي. وقال رئيس مجلس السوفيات سيرغي ميرونوف ان"الشعب اليائس الذي عيل صبره خرج الى الشارع".