تحرك الرأي العام العالمي أمس، رداً على تسمية الولاياتالمتحدة بول وولفويتز نائب وزير الدفاع ومنظر الحرب الوقائية ضد الإرهاب لرئاسة البنك الدولي، وهو ترشيح يهدد التوافق الأميركي - الأوروبي. وبموجب اتفاق غير رسمي ابرم لدى إنشاء المؤسسات المالية الدولية غداة الحرب العالمية الثانية، تسمي واشنطن مرشحاً لرئيس البنك الدولي، فيما ترشح أوروبا رئيساً لصندوق النقد الدولي. وقال الرئيس الفرنسي جاك شيراك إن باريس ستدرس ترشيح وولفويتز مع الولاياتالمتحدة"بروح من الصداقة". إلا أن وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه قال إن الترشيح هذا مجرد"اقتراح". وصرح على هامش اجتماع للاتحاد الأوروبي في بروكسيل:"سندرس جوانب الاقتراح التي تتعلق بشخصية وولفويتز، وبالمقارنة مع بقية المرشحين". أما رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي، فأعرب عن تأييده لترشيح وولفويتز. وقال إن الرئيس الأميركي اتصل به هاتفياً لإبلاغه بالترشيح، وانه أجاب بأن"ذلك جيد وإنني سأدعم الترشيح نيابة عن الحكومة اليابانية". وأثار وولفويتز الشكوك لأنه مهندس الحرب على العراق وكذلك زعيم حركة المحافظين الجدد التي ترغب في أن تفرض الولاياتالمتحدة رؤيتها الليبرالية الديموقراطية واقتصاد السوق الحر على الآخرين. إلا أن وولفويتز 61 عاماً الأكاديمي السابق سعى إلى كسب تأييد منتقديه بإعلانه انه يؤمن"بعمق وبشدة بمهمة البنك الدولي". وقال إن"فرصة العمل لتخليص حوالى بليون شخص يكسبون اقل من دولار في اليوم من الفقر وبلايين آخرين يعيشون في ظروف الفقر ومنحهم فرصة في الحياة هي مسؤولية مثيرة وتحد حقيقي". الا ان المعارضين لترشيحه قالوا إن اختيار وولفويتز يعد مؤشراً مقلقاً على نيات سياسة بوش الخارجية، بعدما رشح بوش متشدداً آخر هو جون بولتون ليكون سفير الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة. وقال جون كيري مرشح الحزب الديموقراطي السابق ان اختيار وولفويتز"أمر محير"، وأضاف"بعد تعيين جون بولتون سفيراً في الأممالمتحدة، لدينا الآن ترشيح آخر يربكنا"، معتبراً أن"هذا يحملنا على التساؤل عما إذا كانت جميع تصريحات الإدارة في شأن ضرورة إصلاح العلاقات مع حلفائنا ليست إلا كلمات جوفاء". وخلص كيري إلى القول:"بعد الأخطاء الخطرة والمتكررة التي ارتكبها وولفويتز في شأن التكاليف والمخاطر التي يمكن أن تواجهها الولاياتالمتحدة في العراق، لا اعتقد انه الشخص المناسب لترؤس البنك الدولي". أما وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد، فاعتبر قرار ترشيح وولفويتز بأنه"اختيار رائع". وقال رامسفيلد في بيان ان"وزارة الدفاع ستخسر مواهبه وكفاياته وطاقته وسآسف لخسارة نصائحه اليومية وصداقته". وما زال يتعين على وولفوفيتز الحصول على موافقة مجلس ادارة البنك الدولي الذي يضم مندوبي 184 دولة من الاعضاء. وتعتبر الولاياتالمتحدة اكبر مساهم في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي يليها الاتحاد الأوروبي ثم اليابان.