كشفت مصادر الحزب الديموقراطي امس ان جون كيري سيعلن اعضاء فريقه للشؤون الخارجية والامن القومي بعد الانتخابات مباشرة، مستبقاً النتائج الرسمية للاقتراع في ظل تقارب النتائج بينه وبين الرئيس جورج بوش. وأكدت ان كيري قرر اختيار عضو مجلس الشيوخ جوزف بايدن لتسلم وزارة الخارجية في ادراته، علماً بأن بايدن كان رشح نفسه للرئاسة عن حزبه في العام 1988، واضطر للتخلي عن طموحه بعدما تكشف انه نقل جزءاً مهماً من خطاب انتخابي ألقاه في حينه من خطاب كان ألقاه زعيم حزب العمال البريطاني الاسبق نيل كينوك في العام 1987. وقالت المصادر ان بايدن، الذي برز خلال السنوات الاربع الاخيرة كمتحدث في الشؤون الخارجية، تلقى عرضاً رسمياً من كيري للإنضمام الى ادارته، ما وضع حداً لطموح ريتشارد هولبروك، السفير الاسبق الى الاممالمتحدة في عهد الرئيس كلينتون، ومهندس اتفاق دايتون للسلام الذي انهى الحرب البوسنية في العام 1995. ولم تستبعد المصادر ان يمنح كيري السفير هولبروك منصب المبعوث الخاص الى الشرق الاوسط. ويتوقع ان يعلن كيري عن هذين المنصبين بعد الانتخابات مباشرة، فيما سيعلن عن بقية اعضاء فريقه الاساسي في حال تأكد فوزه في الانتخابات. ومعروف ان بوش رفض تعيين مبعوث خاص الى الشرق الاوسط، وهو ما أثار استياء دول الاتحاد الاوروبي بما فيها بريطانيا التي سعت الى دور اميركي اكثر اهتماماً بالنزاع في المنطقة. ويتوقع ان تتوزع مناصب اساسية اخرى ما بين مسؤولين سابقين عملوا في حملة كيري مثل راند بيرز، الذي كان استقال من مجلس الامن القومي في ادارة بوش الحالية بسبب الحرب على العراق، والذي يتوقع ان يصبح مستشار الامن القومي. وينافس بيرز على هذا المنصب المرشح الديموقراطي السابق وقائد قوات حلف شمال الاطلسي الاسبق ويسلي كلارك. وذكر قريبون من كيري ان جيمس روبن الناطق بإسم وزارة الخارجية في ادارة كلينتون، وزوج نجمة محطة "سي ان ان" الاخبارية كريستيان امانبور، مرشح لمنصب اساسي في السياسة الخارجية، الى جانب سوزان رايس، التي عملت ايضاً مع فريق كلينتون، وهي اميركية افريقية اسوة بكوندوليزا رايس، مستشارة الامن القومي في ادارة بوش. ولم يتضح بعد مرشح كيري لمنصب وزير الدفاع، رغم انه يتردد بأن كيري يفضل صديقه وزميله في مجلس الشيوخ جون ماكاين، المرشح الرئاسي الجمهوري في العام 2000. وذكرت مصادر ان ماكاين متردد ولم يقبل العرض او يرفضه، رغم انه يفضل ان يصبح رئيس لجنة الشؤون العسكرية في حال احتفاظ الجمهوريين بغالبية في مجلس الشيوخ. ويرشح مراقبون السناتور تشاك هيغل لتسلم منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي اي"، مكان بورتر غوس، الذي عينه بوش اخيراً خلفاً لجورج تينيت الذي استقال قبل اربعة اشهر. في المقابل، يحيط الغموض بتشكيلة فريق بوش في وزارة الخارجية، علماً بأنه بات في حكم المؤكد خروج وزير الخارجية كولن باول ونائبه ريتشارد ارميتاج، اللذين انهكتهما المعارك الداخلية مع المحافظين الجدد في كل من وزارة الدفاع والبيت الابيض. ولم يتضح بعد ما إذا كان وزير الدفاع دونالد رامسفيلد سيحتفظ بمنصبه في ادارة بوش الثانية. إذ فيما يستبعد مراقبون ان يبقي بوش على الرجل المسؤول جزئيا عن تعثر الوضع الامني في العراق وفضيحة سجن ابو غريب، يرى آخرون ان بوش، في حال فوزه في الانتخابات، قد بيقيه في منصبه رغم ذلك. وتتضمن البدائل المتداولة لمنصب باول، تعيين كوندوليزا رايس، في حال قررت البقاء في الادارة، او روبرت بلاكويل، وهو كبير المساعدين في مجلس الامن القومي والمسؤول السياسي الاول عن الملف العراقي خلال الاشهر الستة الماضية. ولا يستبعد بعض المصادر ان يعين بوش جون بولتون، مساعد باول لشؤون التسلح، رغم انه محسوب على المحافظين الجدد الذين تعرضوا لإنتكاسات عدة في الاشهر الاخيرة. كما يتردد اسم السفير الحالي الى الاممالمتحدة جون دانفورث لمنصب بارز. ويتنافس على منصب مستشار الامن القومي ايضاً ستيفن هادلي، وهو نائب رايس، كذلك بول ولفوفيتز، نائب وزير الدفاع الحالي واحد ابرز المحافظين الجدد. وتتضمن بورصة الاسماء ايضاً اسم لويس "سكوتر" ليبي، مدير مكتب نائب الرئيس ريتشارد تشيني، وهو متعاطف مع المحافظين الجدد. وفي برلين رويترز أعلن السفير الاميركي في المانيا دانيال كوتس في حديث اذاعي امس أنه "يفكر جدياً" في تولي وزارة الدفاع في حال فوز بوش. وكان كوتس من ابرز المرشحين لهذا المنصب عام 2000 قبل اختيار رامسفيلد. وفي ايار مايو الماضي حين طالب ديموقراطيون باستقالة رامسفيلد بسبب فضيحة سجن ابو غريب، قالت مجلة "فوكاس" الالمانية ان كوندوليزا رايس سألت كوتس عن امكان توليه المنصب خلفاً لرامسفيلد.