استبقت الحكومة الاسرائيلية الحوار الفلسطيني الذي سيعقد اليوم في القاهرة باعلان رفض الهدنة التي قد تتمخض عنه لأن"وقف اطلاق النار الذي يعمل الفلسطينيون من أجله لا يتخلى عن خيار الارهاب، وهو ليس حلاً". وفي الوقت نفسه، اقرّ رئيس الحكومة ارييل شارون المسار النهائي للجدار الفاصل في القدسالمحتلة، وابلغ الامين العام للامم المتحدة كوفي انان بأنه لن يتعاطى مع"خريطة الطريق"قبل ان"تفكك السلطة الفلسطينية منظمات الارهاب". راجع ص 8 وحسب المسار النهائي لجدار القدس، فإنه سيضم تكتل مستوطنات"معاليه ادوميم"، وسيقضم جزءاً من شمال مدينة بيت لحم جنوبالقدس، خصوصاً قبر راحيل، كما سيخرج احياء فلسطينية شمال القدس من حدود الجدار. وبالنتيجة، فإنه سيعزل مئة الف مقدسي خارج الجدار، وسيتيح اعادة ترسيم حدود المدينة ومضاعفة مساحتها من خلال الاستيلاء على 70 كيلومتراً مربعاً من اراضي الضفة الغربية لضمها الى"العاصمة الابدية". وبذلك تكون اسرائيل حققت رؤيتها لحدود القدس الكبرى وغيرت الميزان الديموغرافي للمدينة لصالح تهويدها، حسب الخبير في شؤون الاستيطان خليل تفكجي. ورغم اعلان اسرائيل انها لا تتوقع"معارضة اميركية"لقرار الضم، الا ان مسؤولاً اسرائيلياً اعلن ان القرار"غير نهائي". وتظاهر الفلسطينيون احتجاجاً على القرار الاسرائيلي امام مقر المقاطعة في رام الله حيث كان الرئيس محمود عباس ابو مازن مجتمعاً مع انان الذي اعلن ان موقف الاممالمتحدة لم يتغير من الجدار بل يلتزم الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية وقرار الجمعية العامة. من جانبها، اعلنت"حركة المقاومة الاسلامية"حماس رفضها اعلان هدنة مجانية في اجتماع القاهرة، مشيرة الى انها لن تلقي السلاح الآن وان وقف النار رهن بوقف كامل للعدوان الاسرائيلي واطلاق الاسرى الفلسطينيين.