سعادتي كبيرة وفخري اكبر، ولكن حزني لرحيل خطيبتي في بداية العام هو الأكبر، ولا يزال ساكناً في قلبي، ولا يمكنني عمل شيء سوى الصبر لأن الحياة تسير. ألهب العداء الإثيوبي الفذ كينينيسا بيكيلي الأيدي بتصفيق حار، من أكثر من 47 ألف متفرج في مدرجات ملعب روا بودوان في بروكسيل مساء أول من أمس، واستمر التصفيق لأكثر من نصف دقيقة عندما اقترب العداء الصغير 23 عاماً في الدورة الأخيرة من خط النهاية، وهو تحت الرقم القياسي العالمي لسباق 10 آلاف متر بفارق 3 ثوان، وشعر بيكيلي بالإنجاز وأسرع الخطى، تلاحقه العيون والقلوب والأيدي ومعها عقارب الساعة، حتى وصل إلى النهاية قاطعاً المسافة في 26.17.53 دقيقة، وهو رقم عالمي جديد للسباق الذي يحمل رقمه القياسي السابق من العام الماضي في اوسترافا وقدره 26.20.31 دقيقة، وأكد بيكيلي تفوقه الكاسح بعد فوزه باللقب في دورة اثينا الاولمبية 2004، وبطولة العالم 2005. بيكيلي وجه الشكر أولاً إلى شقيقه الاصغر تاريكو الذي قام بدور أرنب السباق لأكثر من 4 آلاف متر، ونجح تاريكو في الحفاظ على ايقاع سريع للسباق متقدماً على شقيقه الأكبر ومانحاً إياه الفرصة للوصول تحت الرقم العالمي بفارق 5 ثوان كاملة عند حاجز 5 آلاف متر، وهو الأمر الذي سهل مهمته في النصف الثاني من السباق عندما اكمل العدو بمفرده في المقدمة، في طقس شديد البرودة ودرجة حرارة دون 12 درجة مئوية، ووصف بيكيلي دور شقيقه بالعامل الأكبر في الرقم العالمي، لانه حافظ على معدل نموذجي ليس بطيئاً وليس سريعاً. ووجه شكراً خاصاً لجماهير بلجيكا المتحمسة التي وقفت بجواره بقوة طوال السباق، ووصل لهيبها إلى الذروة في النهاية، وأكد أنه حقق انجازات كثيرة في بلجيكا، وفاز ببطولة العالم للشباب عام 2000 في بروكسيل، وسجل أحسن زمن له في سباق 3 آلاف متر في بروكسيل أيضاً، ونال لقبه العالمي الأول في سباق اختراق الضاحية في بروكسيل أيضاً. الطريف أن الرقم القياسي العالمي لسباق 10 آلاف متر تحطم 4 مرات في بلجيكا، بداية من التشيخي اميل زاتوبيك، ومروراً بالمغربي صلاح حسو، والكيني بول تارغت، ونهاية بالاثيوبي بيكيلي. وقطع بيكيلي الأمتار الألف والخمسمئة الأخيرة من السباق في زمن قدره 3.52 دقيقة، وهو زمن افضل من الرقم القياسي العالمي الذي سجله الفنلندي بافو نورمي لسباق 1500 متر في دورة الألعاب الاوليمبية 1924 في باريس وتوج بالذهب.بيكيلي نال 50 ألف دولار جائزة تحطيم الرقم العالي في بطولة الدوري الذهبي لألعاب القوى، ووضع بصمة جديدة على عام 2005، وهو فشل في تحطيم الرقم العالمي للسباق نفسه في لقاء هينفلو بسبب الطقس السيئ، ولم يساعده العداؤون - أرانب السباق - في تحطيم الرقم القياسي لسباق 5 آلاف متر في لندن، ووعد العداء الاثيوبي جمهوره بالاستمرار في سباقات المضمار حتى عامه الثامن والعشرين، قبل انتقاله الى سباقات الطريق. ويختتم بيكيلي سباقاته في عام 2005 بعد أيام في شنغهاي، ثم يخلد للراحة لمدة شهرين، ولم يعلن النجم الكبير برنامجه للعام 2006، الذي يخلو من بطولة العالم أو الدورة الاولمبية. الأفارقة - كعادتهم في السنوات الأخيرة - سيطروا على المراكز الأولى في السباق خلف بيكيلي، وجاء الاوغندي بونيفاس كيبروب ثانياً في 26.39.77 دقيقة، وهو رقم قياسي محلي في بلده، وحطم الكيني الصاعد صمويل وانيجيرو صاحب المركز الثالث الرقم القياسي العالمي للشباب مسجلا 26.41.75 دقيقة، والرقم السابق 27.04.00 دقيقة كان للاوغندي كيبروب في 2004، ووصل العداؤون الستة الأوائل إلى خط النهاية تحت حاجز 27 دقيقة، في اسرع سباق للعشرة آلاف متر في التاريخ.