اعتبر معلقون اسرائيليون في الشؤون العسكرية اعلان"حركة المقاومة الاسلامية"حماس وقف هجماتها المسلحة على أهداف اسرائيلية"خضوعاً للضغط العسكري الاسرائيلي وتكفيراً عن أخطاء ارتكبتها". في الوقت نفسه، صمت اسرائيل آذانها عن هذا القرار وقررت مواصلة تنفيذ عمليتها العسكرية التي اطلقت عليها"أول الغيث"حيث أمطرت خلال ساعات يوم امس مناطق عدة في قطاع غزة بالصواريخ. وكان القيادي البارز في"حماس"محمد الزهار اعلن خلال مؤتمر صحافي عقده في ساعة متقدمة من ليل الاحد - الاثنين في مقر وكالة"رامتان"للأنباء الفلسطينية في مدينة غزة، وقف الهجمات انطلاقا من قطاع غزة، بما فيها اطلاق الصواريخ على بلدات اسرائيلية، وذلك في خطوة لاقت ارتياحاً لدى المستويين الرسمي والشعبي الفلسطينيين. ورفض الزهار الاجابة عن اسئلة الصحافيين واكتفى بقراءة بيان امامهم قال فيه:"حرصاً من حماس على حماية الشعب الفلسطيني من بطش الصهاينة، واستمراراً لاحتفالات الفرحة، وتأكيداً على موقف الحركة وحرصها على مصالح شعبنا، بما فيها مشروع المقاومة وسلاحها، وانسجاماً مع الاجماع الوطني الذي انعقد في القاهرة القاضي بالتزام التهدئة حتى نهاية العام الحالي، فان الحركة تعلن وقف عملياتها من القطاع ضد الاحتلال الصهيوني التي جاءت في الساعات الاخيرة رداً على اعتداءات العدو وخروقه". واضاف البيان ان"الحركة تؤكد التزامها اتفاق الفصائل الفلسطينية انهاء الاحتفالات المسلحة في قطاع غزة لمناسبة الاندحار عن القطاع، وتدعو شعبنا وفصائل المقاومة الى الحفاظ على قدسية سلاح المقاومة الذي سيبقى مشرعاً في وجه الاحتلال". "حماس"والسلطة وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان هناك جملة من الاسباب دعت الحركة الى اتخاذ قرارها المفاجئ، منها ان هناك اتصالات جرت بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، ابلغ عباس مشعل خلالها رفض السلطة استمرار اطلاق الصواريخ الذي من شأنه ان يضع الحركة في مواجهة مباشرة مع السلطة. كما ان عباس سيسعى خلال محادثاته في القاهرة اليوم مع المسؤولين المصريين الى الحصول على ضوء أخضر لضرب"حماس"في حال استمرت العمليات العسكرية، خصوصاً ان هناك اطرافاً تحاول جر الحركة الى مواجهة مع السلطة. واضافت المصادر ان الحركة لا تريد مزيداً من الاعتقالات في الضفة الغربية من جانب اسرائيل، خصوصاً ان الاعتقالات التي طاولت المئات من رجال"حماس"وحركة"الجهاد الاسلامي"طاولت مرشحي"حماس"للانتخابات التشريعية والبلدية في الضفة، ما يعني عدم حصولها على مقاعد تذكر في انتخابات المرحلة الثالثة من انتخابات البلديات التي ستجرى بعد غدٍِ في الضفة، او في المجلس التشريعي في دوائر الضفة أيضاً. وفي اسرائيل، كتب عميت كوهي في صحيفة"معاريف"انه بعد ثلاثة ايام من التصريحات المتشددة لقياديي الحركة"استسلمت حماس للواقع واعلنت وقف عملياتها من دون قيد أو شرط". وتابع انه على رغم ان اعلان وقف العمليات"خطوة مفاجئة الى درجة المهانة"فإن الحركة لم تكن تبغي التصعيد منذ البداية و"فقدت صوابها"بعد فشلها في الاستعراض العسكري الذي أودى بحياة 16 فلسطينياً فاعتقدت ان مناوشات بسيطة مع اسرائيل ستصرف النظر عن الفشل المذكور. وزاد ان الخطأ الذي ارتكبته"حماس"تمثل في تقديرها الخاطئ للرد الاسرائيلي فجاء هذا"سريعاً وصارماً". ونقل عن مصادر فلسطينية قولها ان الضغط العسكري الاسرائيلي هو السبب الرئيسي وراء تراجع"حماس"وان الحركة توجهت الى المخابرات المصرية لتعمل على تهدئة الوضع. ويعتقد المعلق ان قيادة"حماس"بعد اغتيال رجالاتها السياسيين"ما زالت هشة"وان من بقي على قيد الحياة أضحى يخشى الاغتيال، مضيفاً ان الاعتقالات التي نفذتها اسرائيل في صفوف الحركة أواخر الاسبوع الماضي هددت بشل قوة"حماس"الطامحة لتحقيق انتصار في الانتخابات التشريعية المقبلة. من جهته، كتب المعلق أليكس فيشمان في"يديعوت أحرونوت"ان استئناف التهدئة لن يصمد طويلاً وان"حماس"، حفاظاً على مكانتها، لن تتخلى عن"العمليات الانتحارية"وان اختارت الآن خفض لهيب النار للتخلص من وطأة العمليات العسكرية الاسرائيلية. وأضاف ان الحركة اخطأت خطأ قاتلاً حين قصفت بلدات اسرائيلية ب"القسام"وعمليا وفرت لاسرائيل الذريعة لضربها، مشيراً الى ان الجيش وجهاز"شاباك"يريان ان تزايد نفوذ"حماس"في مقابل تفكك السلطة الفلسطينية هو"مشكلة اسرائيل الاستراتيجية"بعد الانسحاب من غزة وعليه كان"الصدام مع حماس مسألة وقت". وختم ان حجم الملاحقة الشاملة ل"حماس"التي ينفذها الجيش ستقرر نجاح الاستراتيجية الاسرائيلية مقابل حماس أو عدمه"وهذا النجاح يتعلق أساساً بالمثابرة وهي ليست السمة التي تميزت بها اسرائيل ذات مرة".